السلطات المصرية تنهي أزمة ناشطات فرنسيات اعتصمن في مطار القاهرة

سعين لدخول قطاع غزة رغم إغلاق معبر رفح البري

TT

منعت سلطات مطار القاهرة الدولي 58 ناشطة فرنسية من دخول البلاد بعد وصولهن مساء أول من أمس (الأربعاء) مقبلات من باريس لزيارة قطاع غزة، وقالت مصادر أمنية بالمطار إن «الفرنسيات من أصول عربية، وكن ينوين الذهاب إلى غزة»، موضحة أن السلطات أكدت لهن أن «معبر رفح البري مغلق، بسبب ترتيبات أمنية، وأنهن لن يتمكن من دخول البلاد».

واتخذت سلطات المطار قرارا بترحيلهن إلى جهة قدومهن مرة أخرى؛ إلا أن الناشطات رفضن قرار الترحيل، وافترشن أرض المطار، وقمن بالنوم على الأرض أمس (الخميس)، ووضعن أعلام فلسطين على أجسامهن، احتجاجا على منعهن من التوجه إلى القطاع والتضامن مع المرأة الفلسطينية بمناسبة اليوم العالمي للمرأة.

ونفى المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير بدر عبد العاطي، حصول الناشطات على تصريح مسبق بدخول قطاع غزة من منفذ رفح. وقال إن منسقة المجموعة كانت تقدمت بطلب للسفارة المصرية في باريس لزيارة قطاع غزة والدخول من منفذ رفح، حيث جرى الرد عليها بأن «توقيت الزيارة غير ملائم»، واستحالة إتمامها في الوقت الراهن نظرا للظروف الأمنية الاستثنائية الحالية في شمال سيناء، وصعوبة توفير التأمين اللازم لمجموعة الناشطات حتى وصولهن إلى منفذ رفح والعودة منه إلى القاهرة، خاصة أن عددهن يصل إلى نحو مائة ناشطة.

ونوه المتحدث بأنه رغم إبلاغ المجموعة بضرورة تأجيل الزيارة، فإن المنسقة ذكرت آنذاك أنه بغض النظر عن أنهن لم يحصلن على موافقة الحكومة المصرية، فإن المجموعة تصر على العبور لغزة من معبر رفح. وشدد المتحدث في هذا الصدد على ضرورة الاحترام الكامل للقوانين واللوائح والإجراءات المعمول بها على الأراضي المصرية.

من جانبه، وجه حسام كمال أبو الخير، وزير الطيران المدني، بتقديم الرعاية اللازمة لهن. وقال اللواء علاء الدين علي، مدير أمن المطار، إن سلطات المطار تعاملت باحترام كامل مع الناشطات الفرنسيات، ووزعت عليهن المياه والعصائر، وجرى التنسيق مع شركة الميناء وتدبير مكان لاستراحتهن؛ إلا أنهن رفضن وأصررن على البقاء على الأرض.

وقالت إحدى الناشطات، وتدعى مريم، إن إجمالي عدد الناشطات يبلغ 44 ناشطة، سافرت أربع منهن إلى بلجيكا، والباقيات قررن الوجود في المطار لحين حل المشكلة.

ومن جهته، قال مصدر أمني مسؤول بمطار القاهرة أمس، إن «الناشطات الفرنسيات من أصول مغاربية، ولم يسلمن جوازات سفرهن لسلطات المطار حتى يمكن الكشف عليها والسماح لهن بالدخول». وأوضح المصدر أن 12 منهن قدمن جوازات سفرهن، وبالكشف عليها وجد أنهن مدرجات على قوائم حظر الدخول بمعرفة جهات أمنية، ولا نعرف شخصيات الباقيات حتى يمكن الكشف عنهن». وأكد المصدر الأمني أن هؤلاء الناشطات «وصلن البلاد من دون تأشيرات، وكان عليهن الحصول عليها من المطار، وهن يرفضن التقدم بجوازات السفر للحصول على التأشيرة».

وأوضح السفير العاطي أنه جرى إبلاغ السفارات بما فعلته الناشطات «الأجنبيات» بمطار القاهرة، وأضاف أن «السفارة الفرنسية طالبت الناشطات بالالتزام بالقوانين المصرية»، مؤكدًا أن ما فعلنه أمر غير مقبول على الإطلاق، ويهدف إلى إثارة «ضجة إعلامية»؛ لأن شرطة المطار قدمت لهن العصائر والمياه ولكنهن رفضنها، وعرضت عليهن الإقامة بأحد الفنادق وكذلك رفضن، مؤكدا أن السماح بالدخول لأي شخص إلى مصر من أعمال السيادة.

وقال مصدر أمني بالمطار إن القنصل الفرنسي أجرى مناقشات كثيرة مع الناشطات الفرنسيات، حاول خلالها إقناعهن باتباع تعليمات أمن المطار، بالبحث عن منفذ آخر لدخول غزة، أو مغادرة البلاد، نظرا لإغلاق معبر رفح البري وأنه لا جدوى من افتراشهن الأرض بصالات مطار القاهرة، إلا أنهن رفضن ذلك، مما دفع القنصل الفرنسي إلى الاعتذار لسلطات الأمن ومغادرة المطار. وحضر المناقشة مندوب عن وزارة الخارجية المصرية.

واستجابت سلطات مطار القاهرة الدولي لمطالب الناشطات الفرنسيات بتسلم حقائبهن، لحاجتهن إلى بعض الأدوية والمستلزمات الشخصية، رغم أن ذلك غير قانوني، خاصة أنهم رفضن الاستجابة لأي من تعليمات رجال الأمن بالمطار.

وأكدت إحدى النشاطات المعتصمات، وتدعى نادية، أنهن تلقين معاملة حسنة من السلطات المصرية وأمن المطار ولم يحتك بهن أحد، مشيرة إلى أنهن حركة دولية تسمى «نساء ضد الحصار الإسرائيلي لغزة»، ولهن صفحة على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، وتضم الحركة نساء من أميركا وآيرلندا وإنجلترا وفرنسا وبلجيكا والجزائر. وأضافت في تصريحات صحافية، أنهن لم يكن لديهن معلومات مؤكدة أن المعبر مفتوح أم مغلق، بل كانت هناك معلومات متضاربة، إلا أنهن جئن إلى مصر وكانت هناك ثقة منهن بأن السلطات المصرية ستسمح لهن بدخول غزة.

وأنهت السفارة الأميركية بالقاهرة، أمس إجراءات سفر خمس مواطنات أميركيات ومواطنة سويسرية تحمل «الغرين كارد (الإقامة الدائمة)»، كن ضمن الناشطات السياسيات اللاتي اعتصمن بالمطار بعد رفض السلطات دخولهن البلاد. واجتمعت تيم كين المسؤولة بالسفارة الأميركية مع الناشطات الست، وأبلغنها موافقتهن على السفر إلى ألمانيا، على الطائرة الألمانية المتجهة إلى فرانكفورت أمس. وقالت مصادر مسؤولة بمطار القاهرة، إنه «سوف يتواصل ترحيل هؤلاء السيدات على رحلات جوية صباح اليوم (الجمعة) متوجهات إلى بلادهن».