الأسد يدعو إلى انتخاب رئيس لبناني «ممانع» و«14 آذار» ترد بأن «زمن الوصاية انتهى»

نائب في حزب الله يعد كلامه لا يختلف عن مواقف دول أخرى

TT

أثار كلام الرئيس السوري بشار الأسد عن مطالبته برئيس لبناني ينتمي إلى «خط الممانعة» ردود فعل مستنكرة، لا سيما من فريق «14 آذار».

وقال وزير العدل أشرف ريفي، المحسوب على «تيار المستقبل»، إن زمن الوصاية السورية على لبنان، قبل عام 2005، قد ولى، كاتبا على حسابه في موقع «تويتر»: «ليس من شأن رئيس النظام السوري أن يختار لبنان رئيس جمهوريته، فزمن الوصاية انتهى، ولن نقبل بأن يمس أحد بسيادة لبنان ومؤسساته». وأضاف «ذكرنا الأسد بـ(نهاية النازية قبل سقوط برلين)، فالأحرى به اليوم أن يتوقف عن عزف سيمفونية الممانعة، فالزمن لا يعود إلى الوراء».

من جهته، اعتبر النائب في كتلة القوات اللبنانية فادي كرم، أن الأسد على ما يبدو لا يزال متأثرا بزمن الوصاية السورية، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «نحن في غنى عن نصائحه التي لم تعد تقدم أو تؤخر في لبنان»، مضيفا «فليهتم بما يجري في بلده الذي دمره وأباد شعبه كي يبقى هو على رأس السلطة».

في المقابل، اعتبر النائب في كتلة حزب الله كامل الرفاعي أن كلام الأسد لا يختلف عن كلام غيره ممن يتدخلون في الشؤون اللبنانية، سائلا «هل رأى الأسد تدخلا ومواقف الدول الأخرى التي لا تتوقف يوميا عن إبداء رأيها في الانتخابات الرئاسية، واضعة المواصفات التي تناسب سياستها، ليس تدخلا؟»، وقال في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «فلتعبر كل الأطراف، إلى أي جهة انتمت، عن آرائها كما شاءت، المهم أن مجلس النواب اللبناني سيقول كلمته ورأيه يوم الانتخابات».

بدوره، قال رئيس التوحيد العربي وئام وهاب، الموالي للنظام السوري، إنه «باستثناء النائب ميشال عون ورئيس تيار المردة، النائب سليمان فرنجية، أي مرشح للانتخابات الرئاسية في لبنان لا يزور قصر المهاجرين سيكون حظه معدوما في الرئاسة».

من جهته، قال نائب رئيس مجلس الوزراء الأسبق إيلي الفرزلي إن «الذي يسلم بوحدة البلد ويعتبر إسرائيل العدو الأول للبنان، وأن المقاومة هي حق مشروع لكل اللبنانيين، ويرفض الصراع المذهبي السني الشيعي ويؤيد الحل السياسي في سوريا، هو الاستنتاج الطبيعي لكلام الأسد».

وعن هوية المرشح اللبناني لرئاسة الجمهورية الذي يخدم خيار الأسد، قال الفرزلي في تصريح إنه «لا شك أن النائب عون شخصية تطمئن الرئيس الأسد لأنها شخصية لا يمكن أن تطعن بالظهر ولا يمكن أن تتآمر على هذا المسار».

وكانت صحيفة «السفير» اللبنانية نقلت عن زوار الأسد، عن توقعاته بالنسبة إلى هوية رئيس الجمهورية اللبنانية ربطا بالاستحقاق الرئاسي، قوله «نحن لا ننظر إلى الشخص بحد ذاته بل إلى خياره، وما يستطيع أن يمنحه لخط الممانعة الذي هو المعيار الأساسي بالنسبة إلينا، وبعد ذلك ليأت من يأتي، فهذا شأن داخلي لبناني». وأعطى الأسد إشارات إيجابية حيال رئيس الحكومة تمام سلام الذي هو ابن بيت سياسي عريق ويتحلى بالأخلاق، داعيا إلى مساعدته. ووصف الأسد وقفة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله إلى جانب النظام السوري بأنها «تدل على الوفاء، ونحن في قارب واحد».