رئيس «سابك» لـ «الشرق الأوسط»: زيارة الأمير سلمان تأتي في مرحلة تاريخية مهمة في علاقات الرياض وبكين

أكد أن الصين أحد أكبر مستوردي منتجات البتروكيماويات السعودية

الأمير سعود بن عبد الله بن ثنيان
TT

قال الأمير سعود بن عبد الله بن ثنيان، رئيس مجلس إدارة الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)، رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع، إن العلاقة بين السعودية والصين عميقة ومتينة، ترتكز على أسس راسخة وتستمد قوتها من المكانة التي يحتلها البلدان على الخريطة الدولية سياسيا واقتصاديا، مشيرا إلى أن الزيارة التاريخية لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للصين في عام 2006 كان لها الأثر البالغ في نمو تلك العلاقة وازدهارها، حيث أثمرت تلك الزيارة قيام شراكات اقتصادية كبيرة عظمت مستوى التبادل التجاري بين البلدين، وكان لها دور بارز في إيجاد العديد من المصالح المشتركة. وأضاف الأمير سعود لـ«الشرق الأوسط» أن زيارة الأمير سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، للصين، تأتي في مرحلة تاريخية تشهد العديد من الأحداث السياسية والاقتصادية العالمية، وقال «لا يخفى على الجميع ما يتمتع به ولي العهد من الحكمة والحنكة السياسية والقدرات التفاوضية التي سيكون لها الأثر في نمو وازدهار العلاقات وتطورها بين البلدين الصديقين مما يؤمل معه الكثير من الإيجابيات سياسيا واقتصاديا، مما يحقق المصالح المشتركة للبلدين ويسهم في الاستقرار السياسي والاقتصادي العالمي».

وزاد «نظرتي لهذه العلاقة نظرة متفائلة لما نشهده من تطور ونمو كبير في التبادل التجاري بين البلدين، ولما يشهده البلدان من تطور في العديد من المجالات وأهمها المجال الصناعي الذي نما في البلدين بشكل ملحوظ، فالسعودية التي أصبحت لها مكانة عالمية في مجال صناعة البتروكيماويات تعد الصين من أكبر المستوردين من منتجاتها، فضلا عن البترول الذي تستورده من السعودية بشكل كبير، كما أن المملكة تستورد سلعا عديدة من الصين، وإن مثل هذه العلاقة التي تنمو مع الوقت وتزداد رسوخا ومتانة تبشر بقادم أفضل وتبادل تجاري أكبر يعود نفعه على البلدين في شتى المجالات ويزيد من عمق الروابط بين البلدين». وبين أن «سابك» بدأت أعمالها في الصين عام 1980، وتملك ثلاثة مصانع لإنتاج مركّبات البلاستيكيات الهندسية، في شنغهاي، وغوانغجو، وتشونغ كن، كما أن لديها مشروعا مشتركا مع شركة «ساينوبيك» في مدينة تيانجين مخصص لإنتاج البتروكيماويات، تحت اسم شركة «ساينوبيك سابك تيانجين للبتروكيماويات»، لافتا إلى أن الشركة لديها الآن 14 مكتبا وشركة، أبرزها في بكين، وشنغهاي المدينة التجارية، وتيانجين، وهونغ كونغ، وتايبيه وغيرها، في الوقت الذي تعزز فيه «سابك» كل عملياتها بمركزها التقني الذي جرى افتتاحه عام 2013 في شنغهاي، وبلغ عدد العاملين لدى «سابك» في تلك المكاتب والمصانع أكثر من ألف ومائتي موظف، حيث تقدم الشركة مجموعة متنوعة من الخدمات تشمل المبيعات، والتوزيع، والتصنيع، وترخيص تقنيات ومشتريات المنتجات البتروكيماوية. وحول تعامل الحكومة الصينية مع الاستثمارات السعودية، وأوضح الأمير سعود أنه من خلال زياراته المتكررة للصين ولقاءاته بالمسؤولين ورؤساء كبرى الشركات هناك يلمس احتراما وتقديرا كبيرين للسعوديين، وقال «إنهم ينظرون إلى القيادة السعودية باحترام وتقدير ويدركون المكانة المرموقة التي تحتلها السعودية على الخريطة العالمية سياسيا واقتصاديا، كما أنهم يؤمنون بجودة المنتج السعودي؛ مما أعطاه أولوية مكنت من رفع مستوى التعامل الاقتصادي وشجعت على زيادة الاستثمارات ورفع حجم التبادل التجاري بين البلدين، ونتطلع أن تثمر هذه الزيارة التاريخية التوسع في العلاقات الاقتصادية وزيادة حجم الاستثمارات بين البلدين».