الفوضى لا تبني

TT

فيما يخص مقال عبد الرحمن الراشد «الصينيون والتحالف السعودي المقبل»، المنشور بتاريخ 16 مارس (آذار) الحالي، أود الإيضاح أن هذا دليل على أن الفوضى لا تبني ولكنها فقط تهدم، ولو لم يجهض النظام الحاكم في الصين تلك المحاولة لإثارة الفوضى في بداية التسعينات لما رأينا صين اليوم التي حققت أعلى مستويات في معدلات التنمية. عندما حاولت الولايات المتحدة إسقاط التنين الأصفر قبل أن ينهض من سباته، وحرضت على الثورة التي بدأها الطلبة بالاعتصام في الميدان السماوي، تريث التنين الأصفر قليلا، وهو يرى تحريضهم للشعب الصيني ومغازلتهم له بمعسول الكلام عن الحرية وحقوق الإنسان، لكنه ما أن وجد العمال على وشك المشاركة في الأحداث والقيام بإضراب تغلق على أثره المصانع وتخرب الصين كلها، هب التنين وابتلع كل من كانوا بالميدان السماوي، وواصل مشواره في طريق البناء وسط أجواء الاستقرار التي حافظ عليها غير عابئ بدعاوى الغرب عن حقوق الإنسان ولا بتهديده. ليتنا في بلاد الربيع العربي ومن هم ببلاد لم يصبها نكبة الربيع العربي، نتعظ ونعي الدرس الصيني، ونعلم أنه لا تقدم بل لا حياة مع الفوضى، ولكن فقط بالاستقرار والعدل والعمل تنهض الأمم وتتقدم.

أكرم الكاتب - فرنسا [email protected]