النظام السوري يتجه لهيكلة «الدفاع الوطني».. والمرشحون للقيادة شقيق هلال وابن عمه

بعد الخسائر التي تكبدتها ومقتل رئيسها

TT

يسعى النظام السوري إلى إعادة هيكلة قوات «الدفاع الوطني» في مدينة اللاذقية بعد مقتل رئيسها هلال الأسد في معارك ضد كتائب المعارضة الإسلامية قرب مدينة كسب الساحلية. وفي حين ترجح مصادر أن «يتسلم هائل الأسد (شقيق هلال) قيادة هذه القوات بغرض البدء في إعادة تنظيمها»، تفيد مصادر أخرى بأن «عمار الأسد (ابن عم هلال) مرشح أيضا لتسلم هذا المنصب بحكم علاقته الوطيدة مع الرئيس السوري بشار الأسد».

وتكبدت قوات «الدفاع الوطني» في ريف اللاذقية خسائر كبيرة إثر معارك مع مقاتلي المعارضة السورية مطلع الأسبوع الحالي، وفق ما يؤكد عضو الائتلاف الوطني المعارض، بسام يوسف، لـ«الشرق الأوسط»، مشيرا إلى أن «عناصر هذه القوات ليست مدربة عسكريا بشكل جيد، ومعظمهم من المدنيين الذين انضموا إلى القتال ضد المعارضة طعما في مبالغ مادية يقدمها النظام لهم». ويوضح يوسف، الذي يتحدر بأصوله من مدينة اللاذقية، أن «قوات الدفاع الوطني لم تصمد أمام مقاتلي المعارضة، وتكبدت أعدادا كبيرة من قتلى وجرحى»، مشيرا إلى مقتل «هلال الأسد نفسه الذي كان يعتبر من أهم القادة المدافعين عن النظام».

وبحسب يوسف فإن «النظام سيسعى إلى إعادة هيكلة وتنظيم قوات الدفاع الوطني عبر تطوير تدريبها»، مرجحا أن «يقوم النظام بضم مجموعات من الجيش النظامي إلى هذه القوات بهدف تقويتها ومنع سقوطها أمام المعارضة في المعارك القادمة».

وكانت كتائب المعارضة قد استهدفت رتلا عسكريا يقوده هلال الأسد قرب كسب قبل أيام، مما أدى إلى مقتله مع عدد ممن وصفوا بعناصر «الشبيحة». واشتهر هلال الأسد الذي تولى قيادة قوات «الدفاع الوطني» في الساحل، ببطشه بالمعارضين عبر تورطه في عمليات اعتقال وتعذيب وإنشاء محاكم غير رسمية وسجون لمعاقبة المعارضين. وفي حين يشير الناشط المعارض في ريف اللاذقية، عمر الجبلاوي، لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «هائل الأسد، شقيق هلال، هو المرشح الأبرز ليكون رئيسا لقوات الدفاع الوطني بحكم موقعه القيادي في الشرطة العسكرية»، لا يستبعد يوسف أن «يتسلم هائل (الأسد) هذا الموقع بسبب الخطورة التي تشكلها معركة الساحل بالنسبة للنظام، مما يحتم وجود قياديين في الميدان يحظون بثقة القيادة». وفي الوقت نفسه، يلفت القيادي المعارض إلى أن «عمار الأسد (ابن عم هلال) مرشح أيضا لتسلم هذا المنصب نتيجة ولائه المطلق للرئيس السوري بشار الأسد».

ويتولى عمار الأسد عددا من المناصب الرسمية من بينها عضوية مجلس الشعب السوري ورئاسة نقابة المهندسين في مدينة اللاذقية. وبعد مقتل ابن عمه هلال (قائد قوات الدفاع الوطني) توعد عمار من سماهم «الإرهابيين» عبر اتصال مع التلفزيون الرسمي السوري.

وجرى تنظيم قوات «الدفاع الوطني» بعد انطلاق الحراك الشعبي ضد الرئيس السوري بشار الأسد ومهمتها مساندة الجيش النظامي في عملياته ضد كتائب المعارضة وحماية الأحياء من هجماتهم خلال الصراع السوري.

وبحسب صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية فإن تكوين هذه القوات كان ناجحا، حيث لعبت دورا حاسما في تحسين الوضع العسكري للقوات النظامية في سوريا من صيف 2012، عندما توقع العديد من المحللين أن سقوط نظام الأسد بات قريبا. وتفيد التقارير الإعلامية بأن هذه القوات قوامها 60 ألف مقاتل ومقاتلة غالبيتهم من الطائفة العلوية، مشيرة إلى ارتفاعها أواخر العام الماضي إلى 100 ألف.

وتعمل هذه القوات دور قوة المشاة، وتقاتل مباشرة ضد كتائب المعارضة على الأرض، وتنفذ عمليات هجوم بالتنسيق مع الجيش النظامي الذي يوفر لها الدعم اللوجيستي والمدفعي.