قمة بين رؤساء أفغانستان وباكستان وإيران وطاجيكستان على هامش احتفالات النوروز

روحاني يدعو إلى اتحاد إقليمي لتنمية شعوب المنطقة

TT

انعقد لقاء القمة بين رؤساء جمهورية إيران وأفغانستان وطاجيكستان أمس، على هامش احتفالات بمناسبة عيد النوروز في قصر الرئاسة في أفغانستان، حيث أكد المشاركون على ضرورة إجراء المفاوضات وتبادل وجهات النظر حول تعزيز مكانة اللغة الفارسية وتكريم عيد النوروز.

وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس خلال تصريحات في الاحتفال العالمي الخامس بعيد النوروز في كابل إن «النوروز ذكرى حضارة سامية تتمتع بالإنسانية، لا يعتبر النوروز مجرد تقليد، بل إنه موعد للاحتفال حيث تحتفل الثقافات التي تكرم الاعتدال الربيعي وكذلك هو موعد للتحلي بالأخلاق الحسنة».

وأضاف روحاني: «هذه الاحتفالات تحمل طبيعة ثقافية ولكن يمكن تحويلها إلى رابط سياسي واقتصادي. يمكن أن ندشن اتحادا إقليميا شاملا بهدف تنمية وتطور الشعوب والارتقاء من المستوى المعيشي في المنطقة».

وأعرب روحاني عن أمله بأن تساهم الانتخابات الرئاسية القادمة في أفغانستان في استقرار الهدوء وتحقيق التقدم للبلاد كجزء من العيدية التي يتلقاها الشعب الأفغاني.

وقال الرئيس الأفغاني حميد كرزاي إن «النوروز يشكل ذريعة لدول المنطقة من أجل التقارب وحلحلة المشكلات الإقليمية». وتابع كرزاي: «لا يمكن الوصول إلى حل للمشكلات القائمة في المنطقة والإرهاب على رأسها إلا من خلال التقارب بين دول المنطقة».

وصرح رئيس جمهورية طاجيكستان إمام علي رحمان بأن «الاحتفالات النوروزية تتمتع بطاقات تمهد لتحقيق التنمية لدول المنطقة».

وأشار رحمان إلى وجود الطاقة الطبيعية والمياه العذبة في المنطقة وقال: «قد تحقق دول المنطقة من خلال توظيف هذه الطاقات نسبة عالية من النمو الاقتصادي».

ولفت رحمان إلى إمكانيات المنطقة في قطاع النقل، وقال: «إن إقامة سكة حديدية تربط بين دول المنطقة تشكل همزة وصل بين الحضارة الآسيوية والأوروبية».

وقال الكاتب والباحث الإيراني الدكتور محمد بقايي لـ«الشرق الأوسط» أمس إن «الثقافة الإيرانية تشكل عنصر تقارب في المنطقة»، وأضاف: «تعتبر اللغة والأدب الفارسي أحد أهم العوامل التي تساهم في التقارب بين الدول والشعوب الناطقة بالفارسية في آسيا. ولاحظنا خلال السنوات الأخيرة إقامة احتفالات بمناسبة النوروز للدول الناطقة بالفارسية، يشارك فيها زعماء الدول، وهذا يظهر أهمية الثقافة الإيرانية».

وأضاف بقايي: «جاءت مشاركة الرئيس الإيراني في الاحتفالات النوروزية استمرارا لسياسات الحكومة الحالية المبنية على إزالة التوتر واعتماد نهج الاعتدال، وذلك نظرا إلى شعار الاعتدال الذي اعتمده الرئيس الإيراني وطبيعة التصريحات التي أدلى بها خلال الأشهر الأخيرة منذ تسلمه منصب الرئاسة في إيران. يمكن لروحاني تطبيق نهج الاعتدال من خلال المشاركة في هذه الاحتفالات التي يغلب عليها الطابع الثقافي».

وانعقد لقاء قمة إيرانية وأفغانية وطاجيكية على هامش الاحتفالات النوروزية في كابل. يذكر أن الدول الثلاث ناطقة باللغة الفارسية. ومن المقرر أن يجتمع قادة أفغانستان وباكستان وإيران وطاجيكستان في قمة رباعية.

وشهدت طهران أول «احتفال عالمي بالنوروز» في 27 مارس (آذار) 2010، حيث شارك فيه رؤساء إيران وأفغانستان وطاجيكستان وتركمانستان والعراق، إلى جانب وزير خارجية جمهورية أذربيجان، ومساعد رئيس وزراء تركيا، وسفراء الدول التي تحتفل بالنوروز.

واستضافت جمهوريتا طاجيكستان وتركمانستان الاحتفالات النوروزية العالمية خلال السنوات الماضية. ودعا الرئيس الأفغاني حميد كرزاي في الاحتفال النوروزي في تركمانستان في العام الماضي زعماء الدول التي تحتفل بالنوروز إلى تكريم هذا العيد في أفغانستان خلال العام الحالي.

ويحتفل أكثر من 300 مليون شخص بالنوروز - الذي يعود تاريخه إلى ثلاثة آلاف سنة – في إيران وأفغانستان والهند وباكستان وتركيا وأوزبكستان وقيرغزيا، وطاجيكستان، وكازاخستان، والعراق والكثير من دول العالم.