طرائف الخال عبده

TT

* أود أن أعلق على مقال علي سالم «إلى ابن أختي»، المنشور بتاريخ 28 مارس (آذار) الحالي، بالقول إن عبده هذا لا يموت؟ تخيلته لحظة ظهر لي اليوم في زاوية ابن أخته المنصوبة على روحه للضحك والبكاء، مثل زجاجة مقذوفة تتراقص في شط، تختفي لمدة كافية لليقين إنها غرقت لكنها سرعان ما تظهر لك من جهة أخرى تمرح على الأمواج وكأنها مخلوق حي يلعب معك ويضحك عليك، وهكذا معها ومع الخال عبده الأنيس، لم يخطر في بال أن تأخذ علاقة بين خال وابن أخته مثل هذا المنحى الممزوج بروح الظرف والفكاهة مثلما هي جارية فصولها اليوم بين علاوي وعبده، تراني أبحث دائما كلما انتبهت عن سر محبة الخال، ثم تجدني آخر الأمر متقرفصا صامتا كما كنت في بداية تكويني، سعيدا دافئا في رحم أمي، بمعنى أن المرأة هي مصدر الحب والخصب والحياة. الغريب أني اليوم صرت أحب عبده، خال علي سالم وكأنه خالي، ربما لأني أحب خالي، لكن الأكثر غرابة في هذه المحبة أنه النقيض التام لخالي؛ خال علي سالم يحيا بفلسفة وجودية هازئة وخالي يعيش على الفطرة، ها نحن سنبقى كل صباح ستراني عند جرف الشط شاخصا أرنو إليه، أبحث عنه بين الأمواج، غرق وانتهى أم استعاد الحياة بعملية نصب جديدة؟

منذر عبد الرحمن - النرويج [email protected]