إردوغان يحكم قبضته ويتوعد خصومه بالعقاب

فوز مريح لـ«العدالة» في إسطنبول و16 بلدية.. وبفارق ضئيل في أنقرة

رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان يحيي أنصاره في أنقرة بعد إعلان فوز حزبه (العدالة والتنمية) في الانتخابات البلدية مساء أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

تصرف رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس كزعيم منتصر للبلاد، بعد فوز حزبه الكبير في الانتخابات المحلية ونيله نسبة 46 في المائة من إجمالي أصوات الناخبين الأتراك، معلنا مد يده للجميع من جهة، متوعدا خصومه بالعقاب, من جهة أخرى.

وجاءت نتائج الانتخابات الأولية لتصب في مصلحة إردوغان بنسب متفاوتة، بعد أن نجح في تعبئة قاعدته الشعبية. وفي محصلة غير رسمية فاز حزب العدالة والتنمية بـ17 بلدية في مدن كبرى، من بينها إسطنبول، من أصل 30، كما فاز في المجموع بـ48 محافظة، بينما فاز حزب الشعب الجمهوري المعارض بسبع بلديات كبرى و15 محافظة. لكن الفوز العريض لإردوغان كادت تعكره مدينة أنقرة التي فاز بها مرشحه في نهاية المطاف بفارق ضئيل. في غضون ذلك, أعلن حزب المعارضة عن نيته تقديم طعن في هذه النتائج، شاكيا من تجاوزات و«انقطاع مشبوه» للكهرباء.

وبدا إردوغان أمس مزهوا بفوزه، وقال إن «أصوات الأمة دفنت الأيدي التي حاولت مس استقلال البلاد بسوء من خلال صناديق الاقتراع، وإن تركيا بحاجة إلى معارضة حقيقية غير المعارضة القائمة، التي تسعى إلى الاستقطاب والتمييز والتفريق بين البشر». وفي تهديد واضح لجماعة الداعية فتح الله غولن الذي سماه إردوغان أمس «ذاك المقيم في بنسلفانيا»، قال رئيس الحكومة أمام أنصاره «نشهد غدا فرار بعض الأشخاص من تركيا لأن البعض قام بارتكاب جريمة الخيانة ضد دولتنا، خصوصا أن أفعالهم فاقت أفعال فرقة الحشاشين التي عرفت بأفعالها المشينة في العصر العباسي».

وفور ظهور النتائج الأولية، عرفت السوق المالية التركية لأول مرة انتعاشا منذ التوقيفات التي نفذتها الشرطة ضد مقربين من إردوغان بتهم الفساد في 17 ديسمبر (كانون الأول) 2013، بينما رحب الاتحاد الأوروبي بالنتائج، داعيا إردوغان إلى تسريع الإصلاحات.