إسلاميو الجزائر يحذرون من «توظيف السلطة» زيارة وزير خارجية أميركا في دعم ترشح بوتفليقة

الإفراج عن بن حاج بعد اعتقاله بسبب احتجاجه على وجود كيري في البلاد

عبد المالك سلال مدير حملة الرئيس الجزائري الانتخابية في لقاء جماهيري مع انصار بوتفليقة امس (رويترز)
TT

أبدت الكتلة الإسلامية في البرلمان الجزائري رفضها زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي وصل إلى الجزائر أمس، محذرة من «توظيف السلطة ومرشحها لهذه الزيارة، كجرعة ودعم له، مما يعمق الطعن في مصداقية هذه الانتخابات»، وذلك في إشارة إلى الاقتراع الرئاسي المنتظر في 17 ابريل (نيسان) الحالي.

وذكرت المجموعة البرلمانية لـ«تكتل الجزائر الخضراء»، في بيان أمس، أنها «تستغرب توقيت زيارة كيري التي جاءت في عز الحملة الانتخابية، وفي ظل سلطة تنفيذية يقودها رئيس مرشح»، أي عبد العزيز بوتفليقة الذي ترشح لولاية رابعة، ولم يظهر خلال الأيام العشرة الأولى للحملة بسبب المرض الذي يعاني منه منذ عام.

وأوضح الإسلاميون في بيانهم، أنهم «ينبهون إلى خطورة أن تكون هذه الزيارة لابتزاز الدولة الجزائرية، خاصة في ظل الضعف والحالة المترهلة غير المسبوقة للسلطة، والوضع المأساوي لأصحاب الولاية الرابعة الذين تقتضي مصالحهم تقديم مزيد من التنازلات (للأميركيين) من أجل بقائهم في الحكم».

ويتألف «تكتل الجزائر الخضراء»، من ثلاثة أحزاب إسلامية هي «حركة مجتمع السلم» و«حركة النهضة» و«حركة الإصلاح الوطني». وتشارك الأولى والثانية في تنسيق حزبي دعا إلى مقاطعة الموعد الانتخابي، بحجة أن نتيجته محسومة سلفا لصالح بوتفليقة. أما «الإصلاح» فقد اختارت دعم ترشح رئيس الحكومة سابقا علي بن فليس، الذي يعد من أبرز منافسي بوتفليقة.

وأوضح بيان «التكتل الأخضر» أن زيارة كيري، التي تستمر ليومين «ستسقط الكثير من الأقنعة، خاصة عن من يحتمي بالخارج ويستجدي الدعم الأجنبي على خلاف ما تتهم به السلطة غيرها، في ظل بعض المغالطات التي تربط الأمن والاستقرار بضرورة استمرار هذه الزمرة في الحكم». والشائع لدى الموالين للرئيس أن الجزائر «بحاجة إلى تعزيز استقرارها، ولن يكون ذلك إلا بالتمديد للرئيس». ولـ«الاستقرار» لدى هؤلاء، مفهوم عكسي يحيل على «الفوضى» و«الاضطرابات» التي تعيشها بلدان غيرت الأنظمة مثل تونس وليبيا ومصر. ولذلك فهم يعدون تجارب الربيع العربي «نماذج سيئة».

وأضاف البيان أن أصحابه يخشون من «أن تتضمن أجندة هذه الزيارة استدراج الجزائر إلى مربع التطبيع وخانة الاستسلام العربي، خاصة في ظل الانحياز الأميركي المفضوح للكيان الصهيوني».

وفي سياق آخر، أفرجت قوات الأمن أمس عن علي بن حاج نائب رئيس «الجبهة الإسلامية للإنقاذ» المحظورة، بعد اعتقاله أول من أمس أمام سفارة الولايات المتحدة، حيث نظم مظاهرة للتنديد بزيارة كيري. وقال عبد الحميد بن حاج، شقيق القيادي الإسلامي في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» إن ضباط الشرطة سألوا بن حاج عن أسباب إصراره على خرق الحظر المفروض على المظاهرات في العاصمة، مشيرا إلى أن شقيقه رفض الرد على أسئلة الضابط، وتلك هي عادته كلما اقتيد إلى مراكز الأمن.

ونقل عبد الحميد عن شقيقه قوله إن زيارة كيري «تعد تدخلا في الشؤون الداخلية لبلادنا، خاصة في ظل الأوضاع التي تعيشها»، في إشارة إلى انتخابات الرئاسة. وسبق لـ«بن حاج» أن قال في أحد مساجد العاصمة، إن كيري «سيأتي حاملا رسالة مفادها أن واشنطن تفضل استمرار بوتفليقة في الحكم، لأنه الأقدر على ضمان مصالح الأميركيين بالجزائر، وفي كامل المنطقة».

وذكر عبد الحميد أن شقيقه رفع لافتات أمام السفارة كتب عليها: «لا للتدخل الأميركي في شؤوننا الداخلية» و: «يا بوتفليقة لا للاستقواء بالقوى الاستكبارية»، و: «لا لحكم قائم على الظلم والإقصاء» و: «نعم للاستقرار القائم على العدل والمساواة والكرامة». وأضاف شقيق بن حاج أن أسرته لا تعرف إلى أي مكان جرى اقتياده. ومن عادة الشرطة أن تعتقل بن حاج لمنع أنصاره من الالتفاف حوله عندما يخرج في مظاهرة، وفي الغالب تفرج عنه في مساء اليوم نفسه.

يشار إلى أن «جبهة الإنقاذ» دعت الاثنين إلى مقاطعة الاستحقاق الرئاسي، وقال رئيسها عباسي مدني المقيم بقطر، في بيان، إن «الانتخابات المقبلة جرى نسج خيوطها، بمكر وخديعة، من طرف السلطة القائمة بتواطؤ من أطراف خارجية لصالح رئيس مريض وعاجز». وذكر أن الاقتراع «يشكل خطرا على مستقبل البلاد، لأنه يجري في ظل صراع مرير، ظاهر وخفي، بين أجنحة متنازعة وجماعات مصالح انتهازية متشاكسة وفي ظل اضطرابات اجتماعية واحتجاجات مطلبية متزايدة».