زلزال في تشيلي بقوة 8.2 درجة يخلف قتلى وإنذارات تسونامي في أربع دول

الرئيسة باشليه تعلن حالة كارثة طبيعية.. وفرار 300 سجينة وسط حالة الهلع

TT

أدى زلزال شديد بقوة 8.2 درجة ضرب مساء أول من أمس شمال تشيلي، إلى سقوط خمسة قتلى على الأقل وصدور إنذارات بوقوع تسونامي في تشيلي والبيرو وهندوراس والإكوادور رفعت بعد بضع ساعات بعد إجلاء قسم من السكان. وبعد ساعات، رفع الجهاز الوطني للأوضاع الطارئة في تشيلي الإنذار بحدوث تسونامي الذي أطلق على مناطق ساحلية في البلاد بعد الزلزال. وأعلنت الإدارة الوطنية للطوارئ في تشيلي أنه جرى إجلاء أكثر من 900 ألف شخص على طول شريط ساحلي يمتد لأكثر من أربعة آلاف كيلومتر. وكانت شركة المناجم الحكومية كوديلكو أكبر منتجة للنحاس (وتحتل تشيلي المرتبة الأولى بين الدول المنتجة له) أول من أعلن إجلاء قسم من منشآتها الساحلية، من دون أن تتحدث عن أضرار.

ووقع الزلزال على بعد نحو 89 كلم جنوب غربي كويا وعلى عمق 46.4 كلم، وفق المركز الوطني لرصد الزلازل في جامعة تشيلي. وأعلنت رئيسة تشيلي ميشال باشليه حالة كارثة طبيعية في شمال البلاد، وقالت إنها ستتوجه على الفور إلى الأماكن الأكثر تضررا للتحقق من الوسائل المستخدمة لمساعدة السكان. كما قررت إرسال قوات مسلحة إلى هذه المناطق لضمان الأمن والنظام وتجنب عمليات نهب مثل تلك التي حدثت بعد زلزال 2010. وبدوره، أعلن وزير الداخلية التشيلي رودريغو بينايليلو مقتل ستة أشخاص في الزلزال.

وفي تشيلي، شعر بالزلزال خصوصا سكان مناطق إريكا وإيكويكي وأنتوفاغاستا على بعد نحو 1800 كلم شمال سانتياغو وأعقبه على الفور إطلاق صفارات الإنذار وصدور تحذيرات عن الأجهزة الوطنية للحالات الطارئة تأمر السكان بإخلاء المناطق الساحلية. وقالت فيرونيكا كاستيلو التي تقيم مع عائلتها في إريكا: «كل المصابيح انفجرت في الشوارع، والناس يركضون في حالة ذعر».

ورغم ازدحام السير الذي نتج من مسارعة السائقين إلى مغادرة المناطق الساحلية متوجهين إلى المرتفعات، فإن عملية الإخلاء حدثت دون مشكلات، وقال وزير الداخلية إنها ستبقى سارية لست ساعات على الأقل.

ووسط حالة الهلع، فر نحو 300 معتقلة من سجن إيكويكي المدينة الأقرب إلى مركز الزلزال. وذكر وزير الداخلية أنه جرى نشر فرق من القوات المسلحة «من باب الاحتراز» لمساعدة الشرطة في العثور على السجينات. وتوجهت طائرة تقل نحو مائة من عناصر القوات الخاصة إلى إيكويكي لمنع حصول عمليات نهب محتملة.

وألحق الزلزال أضرارا ببرج المراقبة في مطار إيكويكي وألغيت جميع الرحلات في مدن الشمال الكبرى الثلاث أنتوفاغاستا وإيكويكي وإريكا. ولم تتأثر خطوط الاتصال الهاتفي وخدمات مياه الشرب، لكن التيار الكهربائي انقطع عن عدة مناطق.

وأفادت السلطات بأن موجات التسونامي الأولى التي تسبب بها الزلزال بلغت بيساغوا في الشمال على أن تصل حتى بونتا أريناس في أقصى جنوب البلاد في وقت لاحق.

وفي إيكويكي، أوضح مساعد وزير الداخلية محمد الاوي أن ارتفاع المد البحري بلغ مترين ونصف متر ما ينذر بانهمار الأمواج.

وفي الإكوادور، كتب الرئيس رافاييل كوريا على موقع «تويتر»: «علينا أن نكون متنبهين لسواحلنا والاستعداد». وفي البيرو، جرى أيضا إصدار إنذار على الساحل الجنوبي فيما أغلقت في العاصمة ليما كل الطرق على طول الساحل، وفق ما أعلنت رئيسة بلدية العاصمة سوسانا فيلاران.

يذكر أن تشيلي تقع عند ما يسميه علماء الجيولوجيا حزام النار في المحيط الهادي، حيث النشاط الزلزالي كثيف. وتعرضت تشيلي لزلزال شديد بقوة 8.8 درجة في فبراير (شباط) 2010 تلاه تسونامي أسفر عن مقتل أكثر من 500 شخص ودمر الكثير من المباني.