مويز سعيد بتعادل مانشستر يونايتد.. وبايرن ميونيخ يتوعد بالإياب

أتليتكو مدريد يملك الأفضلية للإطاحة ببرشلونة من ربع نهائي دوري أبطال أوروبا

فيديتش مدافع مانشستر يونايتد (يمين) يقفز عاليا ليسجل برأسه في شباك بايرن ميونيخ (أ.ف. ب) - دييغو ريباس لاعب أتليتكو يحتفل بهدفه في مرمى برشلونة (رويترز)
TT

لم يستفد مانشستر يونايتد الإنجليزي وبرشلونة الإسباني من ميزة اللعب على أرضهما وسقطا في فخ التعادل الإيجابي أمام كل من بايرن ميونيخ الألماني وأتليتكو مدريد بنتيجة واحدة 1 - 1 في ذهاب الدور ربع النهائي من دوري أبطال أوروبا.

على ملعب «أولدترافورد» انتزع بايرن ميونيخ نقطة تعادل ثمينة بطعم الفوز من مانشستر يونايتد، وأصبحت الطريق ممهدة أمام الفريق البافاري لكي يتخلص من فريق إنجليزي آخر بعد أن تخطى عقبة آرسنال في الدور السابق، رغم أنه لم يتمكن من تحقيق فوزه الثامن على التوالي في المسابقة بعيدا عن «اليانز أرينا».

وتشير جميع المعطيات الفنية إلى أن يونايتد الذي سبق أن خسر أمام بايرن في مناسبة أخرى خلال هذا الدور وذلك في موسم 2000 - 2001 بنتيجة (3 - 1 بمجموع المباراتين)، لن يكون مرشحا للفوز في «اليانز أرينا» إيابا الأربعاء المقبل.

وفي حال فشل يونايتد في تحقيق النتيجة المرجوة في ملعب «اليانز أرينا» أمام بطل الدوري الألماني، سيخرج من الموسم خالي الوفاض بعد أن فقد الأمل في الاحتفاظ بلقب الدوري المحلي ولا حتى الحصول على أحد المراكز الأربعة الأولى المؤهلة إلى المسابقة الموسم المقبل، إضافة لخروجه من المسابقتين المحليتين، مما وضع مدربه الجديد الأسكوتلندي ديفيد مويز في وضع لا يحسد عليه في موسمه الأول خلفا لمواطنه الأسطورة أليكس فيرغسون، الذي قاد يونايتد إلى قهر بايرن ميونيخ في النهائي التاريخي عام 1999 حين كان الأخير متقدما 1 - صفر حتى الوقت بدل الضائع قبل أن يتمكن البديلان تيدي شيرينغهام والنرويجي أولي غونار سولشكيار من خطف الكأس الغالية من يدي النادي البافاري.

ورغم أن التعادل ليس بالنتيجة الجيدة لمانشستر يونايتد إلا أن مويز خرج راضيا بتعادل فريقه 1 / 1 لكنه لم يخف في الوقت نفسه شعوره بالإحباط على ضياع الفوز من فريقه.

وقال مويز عقب المباراة: «اللاعبون قدموا مباراة جيدة حقا، لذلك أنا سعيد، ولكن هذا لا يخفي شعوري بخيبة أمل عقب تلقينا هدفا قبل النهاية».

أضاف: «ندرك أنه يتعين علينا ضرورة إحراز هدف في لقاء العودة بميونيخ، ولكن ينبغي أيضا أن نعرف أننا منحنا أنفسنا فرصة عظيمة للتأهل إلى الدور قبل النهائي».

في المقابل أبدى الهولندي أريين روبن نجم فريق بايرن ميونيخ سعادته بالتعادل وقال عقب المباراة: «كانت مباراة جيدة، ولعب مانشستر بشكل دفاعي للغاية، وكان لاعبوه يعتمدون فقط على الهجمات المرتدة، التعادل 1 / 1 يعتبر نتيجة جيدة لنا، وسنحاول إنهاء الأمور الأسبوع المقبل». وأوضح روبن: «لم يكن من السهل عليك أن تخوض مباراة أمام منافس يتراجع إلى الخلف بشكل مفرط، ويجعل المساحات ضيقة أمامك، وعقب تقدمهم بهدف، يتعين علينا أن نشعر بالسعادة لنجاحنا في إدراك التعادل قبل مباراة العودة بملعبنا».

وكان مانشستر قد فشل في الحفاظ على تفوقه بهدف لاعبه نيمانيا فيديتش في مطلع الشوط الثاني، بعدما تلقى هدف التعادل عن طريق باستيان شفاينشتايغر في الدقيقة 66.

ويعد هذا الهدف هو الثالث لشفاينشتايغر مع الفريق البافاري في البطولة هذا الموسم والثاني على التوالي، إلا أن الفريق الألماني سيفتقده في لقاء الإياب بسبب الإيقاف عقب تلقيه البطاقة الحمراء في الوقت المحتسب بدل الضائع لحصوله على الإنذار الثاني.

وعلى ملعب «كامب نو»، يبدو أن التعادل أصبح عنوان المواجهات بين برشلونة وأتليتكو، إذ فشل أي منهما في الخروج فائزا للمباراة الرابعة بينهما هذا الموسم.

واعتقد الجميع أن برشلونة سيستفيد من عاملي الأرض والجمهور والدفع المعنوي الرائع الذي حصل عليه منذ فوزه على غريمه الأزلي ريال مدريد في معقل الأخير في الدوري المحلي، لكي يقطع نصف الطريق نحو بلوغ دور الأربعة للمرة السابعة على التوالي (إنجاز قياسي)، لكن النادي الكتالوني فشل حتى في حسم الفصل الأول من مواجهته مع أتليتكو، الذي يتقدم عليه أيضا في صدارة الدوري المحلي بفارق نقطة.

ويدين برشلونة بتجنب الهزيمة الأولى له في ربع النهائي منذ 2003 إلى البرازيلي نيمار الذي أدرك التعادل، ليكون اللاعب الوحيد من أصحاب الأرض الذي يسجل في شباك أتليتكو هذا الموسم (سجل في ذهاب كأس السوبر 1 - 1).

ولم يتمكن برشلونة من إلحاق الهزيمة الأولى بفريق المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني في المسابقة القارية هذا الموسم، لكي يقطع شوطا هاما نحو تكرار سيناريو مواجهته القارية الأخيرة ضد فريق من بلده وكانت في موسم 2010 - 2011 حين تخلص في نصف النهائي من قطب العاصمة الآخر ريال مدريد (2 - صفر و1 - 1).

كما فشل النادي الكتالوني في تحقيق فوزه الخامس مقابل خمس هزائم من أصل عشر مباريات خاضها ضد فريق من بلده في المسابقات القارية، علما بأنه خاض مواجهة قارية أخرى عام 2006 ضد فريق إسباني وكانت في كأس السوبر الأوروبية ضد إشبيلية (صفر - 3).

ويأمل برشلونة أن يتمكن إيابا من الخروج فائزا لكي يكرر سيناريو المواجهتين السابقتين اللتين خرج منهما منتصرا أمام فريق إسباني في هذه المسابقة بصيغتيها القديمة والحالية، إذ إنه وصل إلى النهائي خلال موسم 1960 - 1961 حين تغلب على ريال مدريد 4 - 3 في مجموع مباراتيهما في الدور الأول وموسم 2010 - 2011 على حساب الفريق ذاته في الدور نصف النهائي.

وفي المقابل، عزز أتليتكو، الذي يخوض ربع النهائي للمرة الأولى منذ 1997 (خرج على يد أياكس أمستردام الهولندي) مقابل 16 لغريمه الكتالوني (يصل إلى هذا الدور للمرة السابعة على التوالي وهو رقم قياسي)، حظوظه في الوصول إلى دور الأربعة للمرة الأولى منذ 1974 (وصل إلى النهائي وخسر أمام بايرن ميونيخ الألماني) لأن عليه المحافظة إيابا على نظافة شباكه لكي يحقق هذه الغاية بفضل الهدف الذي سجله له البديل البرازيلي دييغو.

وكان كثيرون قد تعاملوا مع المباراة على أنها مواجهة ذات طابع أرجنتيني بين المدربين مارتينو مع برشلونة ومواطنه سيميوني مع أتليتكو، لكن خطفت الكرة البرازيلية الأضواء من الجميع بعدما جاء الهدفان بتوقيع لاعبين من نجوم السامبا. وتقدم البرازيلي البديل دييغو ريباس لأتليتكو بعد نحو نصف ساعة وكان الهدف بمثابة مكافأة رائعة من اللاعب لمديره الفني سيميوني الذي طالما دافع بشكل كبير عنه.

ولم يتردد سيميوني في الدفع بلاعبه دييغو بعد إصابة المهاجم البرازيلي الأصل دييغو كوستا مهاجم منتخب إسبانيا وخروجه من الملعب في الدقيقة 30 متأثرا بالإصابة.

وأثارت إصابة دييغو كوستا قلقا شديدا في نفوس مشجعي أتليتكو الذين وجدوا في مدرجات استاد «كامب نو» خاصة وأنهم يعتبرون كوستا هو مصدر الأمان لهم والخطر على دفاع الفرق المنافسة لا سيما وأنه سجل 33 من 102 هدف أحرزها الفريق في مختلف البطولات هذا الموسم.

ولكن سيميوني الذي وثق في إمكانيات دييغو ريباس وجد الرد من اللاعب بتسديدة صاروخية خدعت خوسيه بينتو حارس مرمى برشلونة وسكنت الشباك في الزاوية اليسرى العليا. ومثلما ضاعف دييغو من آمال أتليتكو في هذه المواجهة، أعاد نيمار الأمل لبرشلونة بتسجيل هدف التعادل قبل نحو ثلث ساعة من نهاية المباراة. وكان الهدف هو الثالث عشر لنيمار على استاد «كامب نو» من 15 هدفا سجلها مع برشلونة هذا الموسم ولكن حسم المواجهة تأجل للقاء الإياب على استاد «فيسنتي كالديرون».

وأعرب تشافي هيرنانديز نجم برشلونة عن أسفه لتعادل فريقه 1 / 1 على ملعبه مع ضيفه أتليتكو رغم السيطرة المطلقة والفرص الكثيرة التي أهدرها لاعبو برشلونة.

وقال تشافي: «استحوذنا على الكرة أغلب فترات المباراة، ولكنهم قاموا بعمل جيد، ونجحوا في تسجيل هدف عظيم، إنها ليست نتيجة جيدة بالنسبة لنا، ولكننا سنحاول تحقيق الفوز في مباراة العودة».

وأصبح يتعين على برشلونة تحقيق الفوز أو التعادل الإيجابي بنتيجة أكبر من 1 / 1 بملعب فيسنتي كالديرون بالعاصمة الإسبانية الأسبوع المقبل من أجل التأهل إلى قبل النهائي.

لكن برشلونة سيفتقد في لقاء الإياب لنجم خط دفاعه جيرارد بيكيه بعدما أكدت الفحوصات أمس إصابته بخلع في مفصل الفخذ الأيمن مما يعني غيابه عن صفوف الفريق لمدة شهر كامل.

وتعرض بيكيه للإصابة بعد 11 دقيقة فقط من بداية المباراة وخرج ليحل مكانه المدافع الشاب مارك بارترا. وتمثل إصابة بيكيه صدمة هائلة لبرشلونة خاصة مع استمرار غياب زميله كارلوس بويول بسبب الإصابة وغياب حارس المرمى الأساسي فالديزعن صفوف الفريق حتى نهاية الموسم أيضا بسبب الإصابة.

وتؤكد الإحصائيات مدى أهمية بيكيه بالنسبة لفريق برشلونة، حيث إنه ثاني أكثر اللاعبين مشاركة في المباريات هذا الموسم بعد زميله سيرخيو بوسكيتس.