المغرب وإيطاليا يوقعان اتفاقيات للتعاون القضائي تهم تسليم المجرمين وترحيل المحكومين

وزير العدل المغربي: الترحيل يخضع لرغبة السجناء وإرادتهم

TT

وقع المغرب وإيطاليا مساء أول من أمس اتفاقيات جديدة في مجال التعاون القضائي بين البلدين. وقال مصطفى الرميد، وزير العدل والحريات المغربي، إن الاتفاقية الأولى تعد تحسينا وتتميما لاتفاقية التعاون القضائي وتنفيذ الأحكام وتسليم المجرمين بين البلدين، التي دخلت حيز التنفيذ منذ 40 سنة. أما الاتفاقية الثانية فتتعلق بترحيل المحكومين والتعاون بين مؤسسات السجون في البلدين.

وأضاف الرميد أن هذه الاتفاقيات تهدف إلى تحسين أسس التعاون القضائي بين البلدين أخذا في الاعتبار التطورات الكبيرة التي شهدتها العلاقات المغربية - الإيطالية على جميع المستويات خلال الـ40 عاما الأخيرة، كما تأخذ بالاعتبار التطورات التي حدثت في مجال حقوق الإنسان.

وأوضح الرميد أن الاتفاقية الجديدة التي تتعلق بترحيل السجناء المحكوم عليهم تنص على أن الترحيل يخضع لرغبة وإرادة واختيار السجناء.

من جهته، قال آندريا أورلاندو، وزير العدل الإيطالي، عقب توقيعه على الاتفاقيات، إنها تشكل بداية مشوار جديد في التعاون القضائي بين البلدين الذي سيشهد تطورات إضافية خلال الزيارة المرتقبة لوزير العدل والحريات المغربي إلى روما. وذكر أورلاندو أن العلاقات المغربية - الإيطالية متينة ومتعددة الروافد، مشيرا إلى أن الحضور الإيطالي في المغرب يعد قديما، في حين أن الجالية المغربية في إيطاليا حديثة؛ إذ لم تشهد تطورا مهما إلا في منتصف عقد التسعينات من القرن الماضي.

وحسب دراسة أنجزها المعهد الإيطالي للدراسات والأبحاث (إيدوس)، نشرت بداية العام الحالي، يمثل المغاربة أكبر جالية من خارج أوروبا في إيطاليا بنحو 520 ألف شخص، وهي الجالية الثانية بعد المهاجرين الرومانيين الذين يصل عددهم في إيطاليا إلى نحو مليون شخص. وتمثل النساء حصة 44 في المائة من المغاربة القاطنين في إيطاليا، ويرجع ذلك بشكل أساسي إلى عمليات التجمع العائلي، حيث تلتحق النساء بأزواجهن حالما تستقر أوضاعهم في إيطاليا. كما تشير الإحصاءات إلى أن 25 ألف أسرة مشكلة من زواج مخضرم بين نساء ورجال من الجنسيتين. ويعيش 25 في المائة من المغاربة المهاجرين إلى إيطاليا في منطقة لومبارديا، و15 في المائة في بييمونت، و16 في المائة في إميليا. ويملك المهاجرون المغاربة 38 ألف شركة من بين 232 ألف شركة يملكها أجانب في إيطاليا. وتأثر المهاجرون المغاربة في إيطاليا كثيرا من الأزمة الاقتصادية، ويتجلى ذلك في انخفاض تحويلاتهم إلى المغرب من 300 مليون يورو في 2007 إلى 242 مليون يورو فقط في 2012. ويقدر عدد السجناء المغاربة في إيطاليا بنحو خمسة آلاف سجين، حسب المنظمة المغربية للتنمية والتضامن والحقوق في إيطاليا.