مورينهو يصب غضبه على لاعبي تشيلسي بعد السقوط أمام سان جيرمان في «مواجهة الأثرياء»

ريال مدريد وضع قدما في نصف نهائي دوري الأبطال بانتصار كبير على دورتموند

باستوري مهاجم سان جيرمان في المنتصف يسدد وسط حراسة مدافعي تشيلسي ليحرز هدف فريقه الثالث (إ.ب.أ)
TT

حسم باريس سان جيرمان الفرنسي مواجهة الأثرياء الأولى مع غريمه تشيلسي الإنجليزي بالفوز 1/3، فيما ثأر ريال مدريد الإسباني من بروسيا دورتموند الألماني الذي أقصاه من نصف نهائي الموسم الماضي، بثلاثية نظيفة في ذهاب الدور ربع النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا.

على ملعب «بارك دي برانس»، عاد تشيلسي المملوك للملياردير الروسي رومان أبراموفيتش إلى لندن خائبا من أرض مضيفه باريس سان جيرمان المملوك قطريا عندما سقط أمامه 3/1. ولم يخسر سان جيرمان في 29 مباراة أوروبية على أرضه، فحقق 10 انتصارات متتالية في مبارياته الأخيرة في كل المسابقات، وأصبح على شفا الاحتفاظ بلقبه في الدوري الفرنسي.

وكان الفريقان قد التقيا في الدور الأول لموسم 2005 ففاز تشيلسي خارج ملعبه بثلاثية نظيفة حملت توقيع جون تيري والعاجي ديدييه دروغبا (ثنائية) في أول مباراة أوروبية للبرتغالي جوزيه مورينهو مع الفريق اللندني، وتعادلا إيابا من دون أهداف في لندن. وهذه هي المرة الثانية على التوالي التي يخوض فيها الفريق الباريسي ربع النهائي، فيما يبحث تشيلسي بقيادة مورينهو عن لقبه الثاني بعد 2012. وكان لافتا ترك مورينهو، 51 عاما، الذي يأمل أن يصبح أول مدرب يحرز اللقب مع ثلاثة أندية مختلفة بعد بورتو البرتغالي 2004 وإنتر ميلان الإيطالي 2010 رأسي الحربة الإسباني فرناندو توريس (دخل في الشوط الثاني) والسنغالي ديمبا با على مقاعد البدلاء مع إصابة المهاجم الآخر الكاميروني صامويل إيتو، فدفع بلاعب الوسط الألماني أندريه شورله، كما غاب لاعبا الوسط الصربي نيمانيا ماتيتش والمصري محمد صلاح لعدم أهلية اللعب في المسابقة بعد مشاركتهما مع بنفيكا البرتغالي وبازل السويسري.

وشهدت المباراة تقدما مبكرا لسان جيرمان في الدقيقة الرابعة عبر الأرجنتيني إيزيكييل لافيتزي، الذي اصطاد كرة لم يحسن قلب دفاع تشيلسي جون تيري تشتيتها فأطلقها صاروخية في سقف مرمى الحارس التشيكي بيتر تشيك. وحصل تشيلسي على ركلة جزاء في الدقيقة 25 بعد خطأ من قائد سان جيرمان البرازيلي تياغو سيلفا على مواطنه أوسكار مهاجم تشيلسي فترجمها البلجيكي إدين هازارد بنجاح في مرمى الإيطالي سالفاتوري سيريغو. وكوت النيران الصديقة مرمى تشيلسي عندما حول قلب الدفاع البرازيلي ديفيد لويز ضربة حرة لسان جيرمان عن طريق الخطأ في مرمى فريقه إثر عرضية في الدقيقة 61. وفي الوقت بدل الضائع ومن مجهود فردي جميل للبديل الأرجنتيني خافيير باستوري، اخترق دفاع تشيلسي وسدد بيسراه مسجلا من زاوية صعبة هدف فريقه الثالث ليصعب الأمور كثيرا على الفريق الإنجليزي في مباراة الإياب الأسبوع المقبل.

وعقب اللقاء خرج مورينهو ليصب جام غضبه على لاعبيه سواء مدافعين أو مهاجمين، وقال «ارتكبنا أخطاء دفاعية لذا دفعنا الثمن»، مبديا سخريته من الهدف الثالث الذي أصاب مرمى فريقه، معلقا «الهدف الثالث لا يحدث إلا في مباريات للأطفال. الدفاع تعامل مع اللعبة كما لو كانوا يهرجون في تدريب غير رسمي». وأضاف «في الشوط الأول كان هناك بعض الالتزام، لكننا لم نسيطر على الأوضاع في الشوط الثاني، والأمور لم تسر على النحو المأمول». واختتم مورينهو «لا أستطيع لوم المدافعين فقط، فلم يكن مهاجمونا على مستوى المسؤولية، بعكس سان جيرمان الذي يملك قوة هجومية متميزة. أتوقع مباريات الإياب غاية في الصعوبة».

في المقابل، ورغم سعادة لوران بلان مدرب سان جيرمان بالفوز الكبير فإنه أبدى قلقه من الإصابة التي تعرض لها نجم فريقه زلاتان إبراهيموفيتش، والتي قد تغيبه عن لقاء الإياب الأسبوع المقبل في استاد ستامفورد بريدج. وكان المهاجم السويدي قد ترك الملعب وهو يمسك بعضلات الفخذ اليمنى قبل 20 دقيقة من النهاية. وقال لوران بلان «شعر إبراهيموفيتش ببعض الألم في عضلاته.. سنفحص الإصابة بشكل مفصل. إنها إصابة تتطلب الراحة لبعض الوقت». وتابع «كان يرغب في استكمال اللعب لكن هذا لم يكن معقولا. أتمنى أن يعود في أسرع وقت ممكن». وسجل إبراهيموفيتش عشرة أهداف في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم، لكنه لم يسبق له الفوز بالبطولة.

وعلى ملعب «سانتياغو بيرنابيو» وأمام 75 ألف متفرج، تابع ريال مدريد حملة البحث عن لقبه العاشر (رقم قياسي) بحسمه مواجهة الذهاب مع بروسيا دورتموند وصيف النسخة الأخيرة وبطل 1997 بثلاثة أهداف نظيفة، ليسير بخطى ثابتة نحو نصف النهائي لرابع موسم على التوالي.

وكان الفريقان قد التقيا في نصف نهائي الموسم الماضي، فحقق دورتموند فوزا رباعيا خارقا على أرضه بفضل البولندي روبرت ليفاندوفسكي، قبل أن يرد بخجل إيابا بهدفي الفرنسي كريم بنزيمة وسيرخيو راموس، بعد أن فاز دورتموند 1/2 في دور المجموعات وتعادلا 2/2 في مدريد إيابا. كما التقيا في نصف نهائي 1998 عندما تأهل ريال 2/صفر بمجموع المباراتين في طريقه إلى اللقب، وفي الدور الثاني لموسم 2003 عندما فاز ريال على أرضه 1/2 وتعادلا 1/1 إيابا. وفاز ريال ثلاث مرات على دورتموند أوروبيا وخسر مرتين وتعادلا ثلاث مرات.

وعوض ريال جزئيا فترة انعدام وزنه في الدوري المحلي، إذ فقد الصدارة بعد خسارتين متتاليتين أمام غريمه برشلونة 4/3 ومضيفه أشبيلية 2/1. وأجرى المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي تغييرين على التشكيلة الأخيرة، فحل الحارس الدولي ايكر كاسياس بدلا من دييغو لوبيز، والكرواتي لوكا مودريتش بدلا من اسيير ايارامندي، لكن المفاجأة كانت في إصابة الأرجنتيني أنخيل دي ماريا بآلام معوية ليحل بدلا منه إيسكو في وسط الملعب.

في المقابل، عانى المدرب يورغن كلوب من اختيار تشكيلته بسبب الإصابات المتلاحقة في ظل غياب المدافع الصربي نيفين سوبوتيتش، ومارسيل شملتسر، والبولندي ياكوب بلاتسيكوفسكي وايلكاي غوندوغان وسفن بندر. كما غاب عن تشكيلة الفريق الأصفر هدافه البولندي ليفاندوفسكي بسبب الإيقاف، فمنح كلوب (46 عاما) الدور الهجومي لماركو رويس والغابوني بيار إيميريك أوباميانغ.

وحسم الريال المباراة بشكل كبير في شوطها الأول الذي أنهاه لصالحه بهدفين نظيفين سجلهما الويلزي غاريث بيل وإيسكو في الدقيقتين 3 و27، قبل أن يضيف كريستيانو رونالدو الهدف الثالث في الشوط الثاني، في مشاركته رقم 100 في دوري الأبطال. وعادل رونالدو بهذا الهدف الرقم القياسي لعدد الأهداف التي يسجلها أي لاعب في موسم واحد بدوري الأبطال، وهو الرقم المسجل باسم منافسه العنيد الأرجنتيني ليونيل ميسي مهاجم برشلونة الإسباني، حيث كان الهدف هو الرابع عشر لرونالدو في البطولة هذا الموسم، علما بأنه أحرز تسعة أهداف منها في دور المجموعات. لكن الإصابة أفسدت مئوية رونالدو الأوروبية، حيث خرج اللاعب قبل عشر دقائق من نهاية المباراة.

وفي المقابل، بدا دورتموند متأثرا بشدة بغياب مهاجمه البولندي روبرت ليفاندوفسكي للإيقاف، حيث افتقد الفريق للمهاجم الذي يستطيع ترجمة الفرص التي سنحت للفريق على مدار الشوطين. ورغم خسارة فريقه الثقيلة ما زال يورغن كلوب مدرب بروسيا دورتموند يحتفظ بالأمل في التعويض على ملعبه الأسبوع المقبل. ورفض مدرب دورتموند تأكيد ضياع فرص فريقه، لكنه أقر بأن ريال الذي يسعى لنيل اللقب الأوروبي للمرة العاشرة هو الأقرب لبلوغ قبل النهائي للموسم الرابع على التوالي. وقال كلوب «حصلنا في الشوط الثاني على عدد كبير من الفرص ولم نستغل أيا منها. لكني أعرف أن هذا الفريق قادر على تقديم أداء أفضل، وهذا هو ما ينبغي أن أفكر فيه». وأضاف «المهم الآن هو إدراكنا التام لسبب حدوث هذه الهزيمة الثقيلة، ويجب أن نقدم شيئا أفضل في المباراة المقبلة».

ودافع كلوب عن فريقه، وقال إن «الهزيمة الثقيلة ليست دليلا على وجود فارق في القدرات. وصلنا إلى داخل منطقة الجزاء مثلما أردنا لكننا لم نضع الكرة في الشباك». وتابع «الاحتمال الأقرب هو وصول ريال لقبل النهائي، لكن لا تزال هناك مباراة إياب. مهتمي هي التمسك بالأمل. الشيء الوحيد الذي يمكنني قوله هو أننا سنحاول».

وتوعد كلوب خصمه بـ«فخ» في مباراة الإياب وقال «أشعر بقليل من الغباء. سنحاول نصب فخ في ملعبنا.. سنقاتل في الإياب. المواجهة منقسمة لمباراتين، الريال استغل الفرص التي أتيحت له ذهابا، وسنحاول أن نقلب الأمور إيابا». وأضاف «كان بالإمكان تسجيل ثلاثة أهداف. لا يمكن أن نستسلم، وسنظل مخلصين لأسلوب لعبنا». وتابع كلوب «تأثرنا بالغيابات، والفارق كان واضحا، فريال مدريد بإمكانه شراء 12 لاعبا جديدا. الناس يعتقدون أننا أسوأ.. سنلتزم بالصمت ونلعب أمام فولفسبورغ بالدوري الألماني، ثم نستعد لتقديم أداء كبير أمام الريال بملعبنا». في المقابل، التزم الإيطالي كارلو أنشيلوتي المدير الفني لريال مدريد بتصريحاته الحذرة رغم الفوز الكبير، وقال «لا بد من الحذر لأن الفريق الألماني يعد فخا لنا في مباراة الإياب». وذكر أنشيلوتي «سيحاولون فعل كل ما يمكن لتعويض خسارة الذهاب، وهذا أمر طبيعي. يجب علينا أن نكون حذرين ونحاول اللعب مثلما فعلنا على ملعبنا».