السيسي يؤكد أنه «خادم للغلابة».. وصباحي يواصل جولاته بالمحافظات

دار الإفتاء تعد مقاطعة الانتخابات «ضررا للوطن»

مصريون يمرون بالقرب من لوحة دعاية انتخابية للمرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي في أحد شوارع وسط القاهرة أمس (رويترز)
TT

وصف المرشح الأبرز في الانتخابات الرئاسية المصرية، المشير عبد الفتاح السيسي، كرسي الحكم بـ«النار»، مشيرا إلى أنه «سيكون مسؤولا أمام الله عن كل طفل جائع إذا فاز بالرئاسة»، وأنه سيكون «خادما للغلابة». جاء ذلك في فيديو مصور نشرته حملته أمس، قبيل ساعات من إذاعة أول حوار إعلامي له اليوم (الاثنين). فيما واصل منافسه حمدين صباحي، زعيم التيار الشعبي، جولاته الانتخابية في المحافظات، حيث من المقرر أن يعقد مؤتمرا جماهيريا بمدينة المحلة اليوم.

ومن المقرر أن تجرى الانتخابات يومي 26 و27 مايو (أيار) الحالي. وعدت دار الإفتاء المصرية دعوات مقاطعتها «مضرة للوطن والمواطن»، مناشدة جميع المصريين أمس كثافة المشاركة فيها.

وكانت لجنة الانتخابات الرئاسية أعلنت يوم الجمعة الماضي القائمة النهائية للمرشحين، واقتصرت على اسمي السيسي وصباحي. وقالت لجنة الانتخابات الرئاسية أمس إن «السيسي حصل على النجمة كرمز لحملته الانتخابية، فيما نال منافسه صباحي رمز النسر، بناء على طلبيهما».

وبدأت يوم السبت الماضي الدعاية الانتخابية رسميا، وتستمر حتى 23 من الشهر الحالي. وقال السيسي في فيديو مصور نشرته حملته الرسمية أمس «يا رب يكون لنا أجر في حماية الناس وحماية الإسلام، ونحن خادمون للغلابة وخادمون لكل عمل طيب»، واصفا كرسي الحكم بـ«النار». وشدد السيسي، في كلمته التي ألقاها خلال استقباله وفدا للطرق الصوفية، على أنه سيكون مسؤولا أمام الله إذا تولى الرئاسة عن كل طفل جائع في الشارع، مشيرا إلى أنه كان من الصعب عليه أن يلتزم الصمت، وهو يرى آلام المصريين والخوف في عيونهم من تدهور الأوضاع في البلاد، خلال فترة حكم الإخوان، معربًا عن أمله في أن تكون مساندته لإرادة الشعب فيها رضاء لله عز وجل. وأشار السيسي إلى أن «مصر في ظروف صعبة؛ لأن تشخيص الحالة دائمًا كان يصاحبه قصور، لافتا إلى جهل الغالبية بحجم المشكلة، موضحا أنه «في حال اطلاع الشخص على حجم المشكلة، فإنه يعلم جانبا واحدا فقط منها، سواء السياسي أو الاجتماعي أو الأمني».

ويعتزم السيسي إجراء أول حوار إعلامي منذ إعلانه الترشح للانتخابات، مساء اليوم (الاثنين)، وسوف يذاع على قناتين فضائيتين خاصتين. وقالت حركة «تمرد»، الداعمة للسيسي، إنها تعتزم وضع شاشات عرض في عدد من الميادين أثناء حوار السيسي لكي يتمكن المواطنون من متابعته.

في المقابل، قال التيار الشعبي المصري، إنه ينظم اليوم (الاثنين) بالتعاون مع أحزاب الدستور والكرامة والتحالف والعدل، مؤتمرا جماهيريا للمرشح صباحي بمدينة المحلة، إحدى القلاع العمالية بمحافظة الغربية، يشارك فيه لفيف من الشخصيات العامة والحقوقية والمهتمين بشؤون العمال. وأطلق صباحي حملته الانتخابية أول من أمس السبت بمؤتمر في محافظة أسيوط بصعيد مصر، مسقط رأس الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، مشيرا خلاله إلى أن برنامجه الانتخابي يحارب الفقر ويحقق العدالة الاجتماعية، وأنه سيعمل على القصاص للشهداء.

من جهتها، أكدت «الجمعية الوطنية للتغيير»، التي أسسها المعارض البارز محمد البرادعي عام 2010 ولعبت دورا كبيرا في إسقاط الرئيس الأسبق حسني مبارك، أن «موقفها الرسمي هو التزام الحياد التام إزاء المرشحين في الانتخابات الرئاسية مع ترك الحرية لأعضائها للتعبير عن إرادتهم وذلك بصفتهم الشخصية». وأعربت الجمعية الوطنية للتغيير عن ثقتها في أن جموع المصريين بالداخل والخارج تدرك الأهمية البالغة لمشاركتها الفعالة في هذه الانتخابات، باعتبارها خطوة بالغة الأهمية لتأسيس للديمقراطية وفتح آفاق المستقبل لبناء مصر الثورة.

ورأت الجمعية، في بيان أعلنته خلال مؤتمر صحافي بمقرها أمس، أن المشاركة الشعبية الواسعة في هذه الانتخابات هي الضمان الأكبر لنزاهة وحيادية العملية الانتخابية والتزامها الأسس الديمقراطية الكفيلة بتهيئة الأجواء الملائمة لاستكمال بناء مؤسسات الدولة وفقا لخارطة المستقبل التي توافقت عليها القوى الوطنية عقب ثورة 30 يونيو (حزيران) 2013، لإنجاز أهداف ثورة 25 يناير (كانون الثاني) 2011، في الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية والاستقلال الوطني والتصدي لقوى التطرف والإرهاب.

وفي السياق ذاته، عدت دار الإفتاء المصرية دعوات مقاطعة الانتخابات الرئاسية «تضر بالوطن والمواطن»، داعية الشعب إلى المشاركة في انتخابات الرئاسة بكل مسؤولية وأمانة، والالتزام بما ستسفر عنه نتائجها. وقالت دار الإفتاء، في بيان لها نشر أمس، إنه على جموع الشعب المصري «الحرص على اختيار رئيسهم بكل مسؤولية وأمانة بما يتواءم والمصالح العليا للدين والوطن». وأضافت أنه بمجرد الإعلان عن المرشحين «يكون على كل مواطن مسؤولية مهمة، لا ينبغي له أن يتجاهلها أو يدير لها ظهره، وهي الإسهام في إعادة بناء هذا الوطن.. وأن يحكم كل مواطن ضميره ويختار من تتوافر فيه شروط القيادة والقدرة على إدارة شؤون البلاد والعباد».

وأضافت دار الإفتاء أن المناداة بمقاطعة الانتخابات الرئاسية «تضر بالوطن والمواطن»، مؤكدة أن «الإسلام يحثنا على الإيجابية والبناء والمشاركة وينفر من السلبية والمقاطعة». وكان «تحالف دعم الشرعية»، الذي تقوده جماعة الإخوان المسلمين ويطالب بعودة الرئيس المعزول محمد مرسي للحكم، قد دعا أنصاره لمقاطعة الانتخابات الرئاسية، كونها باطلة؛ وأن الرئيس الشرعي هو مرسي.