عمال «غزل المحلة» يراهنون على السيسي

أكدوا أن المرحلة المقبلة تحتاج لشخصية قوية قيادية ترد الحقوق للبسطاء

TT

مع بدء العد التنازلي لانتخابات الرئاسة المصرية المقرر إجراؤها يومي 26 و27 من الشهر الحالي، تشهد مدينة المحلة، كبرى القلاع العمالية في مصر، حالة من الشد والجذب، بين مؤيدي فرسي الرهان الرئاسي، المشير عبد الفتاح السيسي وزعيم التيار الشعبي حمدين صباحي، وسط حالة من المفاضلة بينهما، على خلفية استرداد العمال حقوقهم العمالية المهدرة، وتلبية مطالبهم التي لا يكفون عن التظاهر من أجل تحقيقها.

مطالب عمال المحلة الفئوية ليست وليدة اليوم، بل تمتد إلى ما قبل ثورة 25 يناير 2011 التي أطاحت بنظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، وهي مطالب تحمل دلالات سياسية عدة في الوسط العمالي والثوري، ذلك أن عمال المحلة ظلوا دائما صوتا ثوريا في الوسط السياسي المصري يقصده كثير من الأحزاب والتيارات السياسية لثقل تأثيره الشعبي.

ويحسب لعمال غزل المحلة الذين يقدر عددهم بأكثر من عشرين ألف عامل، أنهم كانوا شرارة أساسية في ثورة 25 يناير، إذ ساهمت الإضرابات التي شهدها قطاع الغزل والنسيج بالمحلة في عام 2008 في ظهور حركات ثورية وشبابية من بينها حركة 6 أبريل وبعدها اشتعلت شرارة الثورة من العمال احتجاجا على ما يصفونه بالفساد في نظام حكم الرئيس مبارك.

ولم تكن تجمعات عمال المحلة بعيدة عن ثورة 30 يونيو التي أطاحت بالرئيس الإخواني محمد مرسي، حيث خرجوا وشاركوا بالآلاف أيضا لتخليص البلد من حكم جماعة الإخوان، لكن العمال ما زالوا يشكون من ضعف اهتمام الدولة والحكومة بصناعة الغزل والنسيج في المدينة التي كانت قلعة من قلاع تلك الصناعة في العالم ومصدرا رئيسا لها.

وفي سياق الشد والجذب بين المرشحين الرئاسيين، يبدو لافتا، ومن خلال استطلاع ميداني لـ«الشرق الأوسط» دعم غالبية عمال المحلة للمشير السيسي، رغم قيام منافسه حمدين صباحي بزيارة المدينة في أوائل شهر مايو (أيار) الحالي لإحياء ذكرى عيد العمال مع العمال ومع بداية فترة الدعاية الانتخابية للمرشحين.

وفي الوقت الذي استقبل فيه عمال المحلة صباحي بالمدينة، وتأكيده على انحيازه الدائم لهم وتبنيه فكرة تطوير وعودة شركات القطاع العام التي أسسها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ضمن برنامجه الانتخابي، إلا أن نسبة الحضور في مؤتمره الانتخابي لم تكن حاشدة.

عصام لقوشة، أحد القيادات العمالية، برر ذلك بأن صباحي كان يحظى بشعبية كبيرة في أوساط العمال، لكن العمال يختارون في هذه الفترة مصلحة الوطن، ومصلحة الوطن تقتضي اختيار شخص قوي قادر على النهوض بالبلد.

وطرح صباحي ضمن برنامجه الاقتصادي ضرورة الاهتمام بشركات القطاع العام، وضرورة الاستفادة من إمكانياتها والطاقات البشرية، مؤكدا أن مصر لديها موارد تستطيع من خلالها أن تحقق الازدهار.

وقال القيادي العمالي بالمحلة، وليد القاضي، وهو أحد منظمي مسيرات دعم السيسي، إن العمال لا يشككون في وطنية المرشحين السيسي وصباحي، وإنه لا يستطيع أن ينكر أن هناك جزءا من عمال المحلة يدعمون صباحي، ولكن غالبية العمال مع المشير السيسي.

وقال إن رئيس النقابة العامة للغزل والنسيج أعلن في اليوم التالي لزيارة صباحي للمدينة أن جميع عمال النقابة يؤيدون المشير السيسي في الانتخابات، لأنهم يرون أن الفترة الحالية تفرض وجود شخصية قوية مثل السيسي تستطيع أن تعبر بالدولة التحديات التي تواجهها.

وعن مطالب العمال، أوضح القاضي أنها تتلخص في تحقيق قانون عمل عادل يحمي العامل من المتحكمين من أصحاب رؤوس الأموال وضخ استثمارات للشركات والمصانع المصرية.