روحاني يرجح التوصل لاتفاق نووي مع القوى الكبرى في يوليو

التقى الرئيس الصيني في شنغهاي.. وقال إن بكين الشريك التجاري الأكبر لإيران

الوفدان الإيراني والصيني خلال اجتماعهما في شنغهاي أمس (رويترز)
TT

أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس أن المحادثات بين مجموعة الدول الست الكبرى وإيران حول برنامجها النووي ستؤدي «على الأرجح»، إلى نتيجة إيجابية بحلول نهاية المهلة المحددة في 20 يوليو (تموز).

وقال خلال مؤتمر صحافي في شنغهاي، حيث يشارك في مؤتمر حول الأمن الإقليمي، بأن الكثير من القضايا التي ألقت بظلالها على العلاقات بين إيران والعالم كانت ناجمة عن «سوء فهم» من الغرب وأحيانا من إيران. ووصف روحاني في نهاية زيارته التي استغرقت يومين لشنغهاي، الصين بـ«أكبر شريك تجاري لإيران»، قائلا: إن المفاوضات مع هذا البلد تعد «مقدمة لتغيير أكبر في العلاقات الثنائية».

وصرح روحاني للصحافيين أن «المؤشرات التي تلقيناها في الأيام الأخيرة تقول: إنه من المرجح جدا أن نتوصل إلى اتفاق بحلول يوليو». وأضاف: «يمكننا أن نحقق ذلك». ويأتي تعليق روحاني بعد جولة رابعة من المحادثات لم تعط نتيجة لافتة على ما يبدو في فيينا الأسبوع الماضي. إلا أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أعلنت أول من أمس، أن إيران وافقت على الرد على الاتهامات المستمرة منذ زمن بأنها قامت بأبحاث لتصنيع سلاح نووي قبل 2003. وربما بعد ذلك. وتابعت الوكالة أن إيران التي تنفي السعي وراء حيازة سلاح نووي تعهدت باتخاذ «إجراءات عملية» بحلول 25 أغسطس (آب).

وقال روحاني بأن «الأمر يتطلب وقتا» من أجل حل مسائل عالقة. وأضاف: «لا يمكن أن نتوقع أن تحل مثل هذه المسائل خلال بضعة اجتماعات». إلا أنه لم يوضح ما هي المشاكل التي تناقش مشيرا إلى أنها «مواضيع خلاف منذ سنوات». وقال: إن «هناك دولا تريد في الكواليس أن تختلق مشاكل. إذا لم يسمح لها بتخريب المفاوضات فسيكون لدينا الوقت الكافي للتوصل إلى نجاح نهائي». لكنه أضاف أن موعد انتهاء المهلة في 20 يوليو يمكن أن يتم إرجاؤه إذا تبين أنه من المستحيل التوصل إلى اتفاق حتى ذلك التاريخ. وقال: «لنفترض أننا لم نتوصل إلى اتفاق حتى انتهاء المهلة، يمكننا عندئذ أن نمدد الاتفاق المؤقت ستة أشهر». وأجرى روحاني أمس محادثات مع الرئيس الصيني شي جينبينغ الذي تشارك بلاده في المفاوضات النووية، حول قضايا ثنائية. وقال روحاني في نهاية زيارته التي استغرقت يومين لشنغهاي، بأن أساس السياسة الخارجية لحكومته قائمة على «التعامل مع العالم» مؤكدا «نحن نتصور أن الكثير من قضايانا مع العالم الخارجي تنم عن سوء تقدير أو فهم من الغرب إزاء إيران وأحيانا سوء تقدير إيران إزاء العالم الخارجي».

وأكد روحاني على سياسة «التعامل» التي تنتهجها حكومته قائلا: «اختارت الحكومة نهجا، إما سينجح.. أو سيخفق نتيجة لعناد الغرب». وأشار إلى الخلافات الروسية – الأميركية واحتمال تأثيرها على المفاوضات النووية، قائلا: «لا تؤثر كثيرا هذه الخلافات على المفاوضات النووية».

ووصف الرئيس الإيراني التوافق بين إيران ومجموعة دول «5+1»، حول الوصول إلى اتفاق نووي خلال مدة ستة أشهر بأنه ينم عن «إرادة وحسن نية الجانبين»، لكنه انتقد الجانب الآخر للمفاوضات قائلا: «تنفيذا للاتفاق المذكور، طبقت إيران بدقة ما تعهدت به، لكن الجانب الآخر أظهر أحيانا بطئا في تنفيذ التوافقات حيث كان بإمكانه أن يعمل بسرعة أكثر».

من جهته قال د. علي بيكدلي أستاذ القانون الدولي في جامعة الشهيد بهشتي في إيران لـ«الشرق الأوسط» بأن طهران لديها نوعان من المشاكل مع مجموعة 5+1: «الأول هي المشكلات الفنية التي ترتبط بعدد أجهزة الطرد المركزي ونسبة التخصيب ومراقبة المياه الثقيلة في أراك، إذ يمكن حل هذه الأمور إلى حد كبير، حيث كانت تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية حتى الآن لصالح إيران. لكن الأمر الذي أدى إلى توقف المفاوضات تقريبا، هو النوع الثاني من المشكلات التي لم تذكر في اتفاق 24 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. إذ يمكن تصنيفها إلى ثلاثة أنواع. الأول يرتبط بالصواريخ بعيدة المدى الإيرانية، حيث تسأل الولايات المتحدة من الذي يهدد إيران، مما استدعى امتلاكها صاروخا يبلغ مداه 2500 كلم. وتقول: إن أحد قرارات مجلس الأمن أنه لا يجب على إيران أن تنتج أسلحة مدمرة وهجومية. هذا هو استدلال الأميركيين».

وأضاف: «الموضوع الثاني، مسألة انتهاك حقوق الإنسان في إيران وهو ما يصر عليه الاتحاد الأوروبي، والموضوع الثالث مزاعم تدخل إيران في دول المنطقة مثل العراق وسوريا ولبنان ودعمها لحزب الله وحماس. لذا فإن الجولة الرابعة للمفاوضات مع الولايات المتحدة تركزت على هذا الموضوع مما حال دون الوصول إلى قرار واحد لصياغة اتفاق شامل».

وأغلب الموانع تعود إلى الأميركيين حيث زارت السيدة رايس وفيشر تل أبيب في اليوم الأول وزار مسؤول أميركي آخر تل أبيب في اليوم الأخير مما أدى إلى عرقلة المفاوضات. واحتلت مفجرات تعرف باسم «بريج واير» حيزا مهما من المفاوضات الأخيرة بسبب استعمالها العسكري والنووي المزدوج. وقال بيكدلي في هذا الخصوص «في الجولة الرابعة طلبوا من إيران بشكل غير مباشر، التزامين الأول حول أمن إسرائيل والثاني حول أمن صادرات النفط، وهذا ما أدى تعقيد المفاوضات نوعا ما».