هدوء حذر يعم الموصل في ثاني أيامها تحت حكم «داعش»

المسلحون اعلنوها «ولاية» ودعوا موظفيها إلى العودة إلى دوائرهم

TT

ساد الهدوء مدينة الموصل أمس، غداة وقوعها تحت سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش)، ودعا المسلحون عبر مكبرات الصوت الموظفين الحكوميين للعودة إلى دوائرهم. في الوقت نفسه استمر تدفق النازحين منها صوب إقليم كردستان والمناطق القريبة من المدينة. وأعلن التنظيم في بيان أمس سيطرته على المحافظة وأعلنها «ولاية» متعهدا بـ«غزوات أخرى».

وقال شهود عيان في الموصل إن مجموعات من المسلحين الذين ارتدى بعضهم زيا عسكريا فيما ارتدى آخرون ملابس سوداء من دون أن يغطوا وجوههم ينتشرون قرب المصارف والدوائر الحكومية ويوجدون داخل مقر مجلس المحافظة. وأضاف الشهود لوكالة الصحافة الفرنسية أن الهدوء يسيطر على شوارع الموصل التي أغلقت محالها أبوابها، موضحين أن المقاتلين الذين يحكمون سيطرتهم عليها يتجولون بسياراتهم المكشوفة ويدعون عبر مكبرات الصوت الموظفين الحكوميين للتوجه إلى دوائرهم.

وورد أن الساحل الأيسر في الموصل شهد استقرارا نسبيا أمس، رغم أن غالبية السكان التزموا منازلهم خشية من أي عوارض أمنية. وكانت حركة السيارات محدودة جدا، إذ حرص المدنيون على تخزين ما لديهم من وقود، خاصة أن محطات الوقود كانت مغلقة أمس وسيطر على غالبيتها المسلحون. أما الساحل الأيمن من المدينة، فكان ظهور المسلحين فيه أكثر بروزا، كما شهد انقطاع في الكهرباء والمياه أمس. وأفاد شهود عيان بأن المسلحين شملوا عراقيين وعربا أجانب، بالإضافة إلى عدد قليل من المسلحين الغربيين، كان من الصعب تحديد أعدادهم.

وقال حسن برجس خلف الجبوري (45 سنة) الذي يسكن حي الدندان في جنوب المدينة «لقد أذاع تنظيم (داعش) في مكبرات الصوت إعلانا دعا فيه جميع الموظفين إلى الدوام (...) وخاصة في الدوائر الخدمية». وأضاف كذلك أن التنظيم المتشدد «حذر السكان من النطق بكلمة (داعش) وتوعد المخالفين بالجلد 80 مرة».

ويتخوف سكان الموصل الذين يبلغ عددهم نحو مليوني شخص من تعرض المدينة لعمليات قصف من قبل الجيش كما يحدث في مدينة الفلوجة (60 كلم غرب بغداد) في الأنبار التي يسيطر عليها أيضا تنظيم «داعش» منذ بداية العام، وفقا لما أفاد به سكان في المدينة.

وينتظر آلاف النازحين في طوابير طويلة عند نقطة تفتيش غرب مدينة أربيل آملين الحصول على كتاب إقامة لدخول إقليم كردستان. ويقف النازحون وهم يحملون معهم أقل ما يمكن مما يحتاجون من ملابس وأغطية، عند حاجز تفتيش الخازر في قضاء اسكي كلك على بعد أربعين كلم من مدينة أربيل (320 كلم شمال بغداد)، ويتمنون رغم الأحداث الأخيرة بعودة قريبة إلى الموصل.

وبهدف منع تسلل جماعات «إرهابية» وسط النازحين، تفرض قوات الأمن الكردية التي حمل عناصرها أسلحتهم كاملة إجراءات مشددة حيث تستخدم الكلاب البوليسية للسيطرة على الحشود المتوافدة، فيما يقوم عناصر من شرطة المرور بتنظيم حركة السيارات الكثيفة، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وبدا الغضب واضحا أمس على وجوه النازحين وبينهم نساء وأطفال وشيوخ وهم يتحدثون إلى وسائل الإعلام ويطلقون عبارات بذيئة بحق رئيس الوزراء نوري المالكي. وقالت مجموعة من النسوة «صورونا لكي يتفرج علينا العالم وكيف أوصلنا المالكي إلى هذه الحالة». وقالت زهرة محمد شريف (39 سنة) التي وصلت برفقة عائلتها «تركنا المدينة خوفا من تواطؤ المسلحين مع (رئيس الوزراء نوري) المالكي فقد تحدث مجازر في حال اقتحام المدينة من قبل الجيش». وأشارت إلى أنه «لا توجد مستشفيات ولا خدمات طبية ولا حكومة ونخاف من عواقب هذا الاجتياح في حال دخول الجيش وانتقامه من السكان».