المجلس العسكري للمعارضة اقترح مرشحيه لوزارتي الداخلية والدفاع في الحكومة المؤقتة

«إخوان» سوريا تدرس تداعيات تهنئة «الائتلاف» للسيسي واستقالة مرشدها السابق منه

صورة وزعت أمس لمقاتلين من حركة حزم وهم يتموضعون بعد سقوط قذيفة هاون على مقربة منهم في حي شيخ سعد بحلب أمس (رويترز)
TT

حدد المجلس العسكري التابع للجيش السوري الحر أسماء مرشحيه لوزارتي الدفاع والداخلية في الحكومة السورية المؤقتة برئاسة أحمد طعمة تمهيدا لتقديمها إلى الائتلاف الوطني المعارض للتصويت عليها. وفي حين اختار كل من العميد عوض أحمد علي، والعميد أديب أحمد الشلاف ليتنافسا على منصب وزير الداخلية، حصر منصب وزارة الدفاع بمرشح وحيد هو اللواء عبد العزيز الشلال، بحسب بيان صدر عن المجلس أمس. وجاء ذلك بينما يبحث مجلس قيادة جماعة الإخوان المسلمين في سوريا «تداعيات» رسالة التهنئة التي وجهها رئيس الائتلاف المعارض أحمد الجربا إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بعد فوزه بالانتخابات الرئاسية، وذلك بعد يومين على تقديم المرشد العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين علي صدر الدين البيانوني استقالته من عضوية الائتلاف احتجاجا على الرسالة.

وقال عضو المجلس العسكري في الجيش الحر أبو أحمد العاصمي لـ«الشرق الأوسط»، أمس، إن «ترشيح الشلال جرى بتوافق جميع أعضاء المجلس»، وأكد الحاجة في الوقت الحالي إلى «وزير عسكري وليس مدنيا»، واصفا التجربة مع الوزير السابق أسعد مصطفى بـ«غير المشجعة».

وكان وزير الدفاع في الحكومة المؤقتة أسعد مصطفى قدم استقالته في 19 أبريل (نيسان) الماضي إلى كل من رئيسي الائتلاف الوطني أحمد الجربا والحكومة المؤقتة أحمد طعمة، احتجاجا على «نقص الدعم»، ليجري تكليف نائب وزير الدفاع في الحكومة المؤقتة اللواء محمد نور خلوف بتسيير شؤون الوزارة إلى حين انتخاب وزير دفاع جديد من قبل «الهيئة العامة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية».

وبرر العاصمي حسم منصب وزير الدفاع عبر ترشيح اسم واحد باعتبار أن الوزارة «تهم المجلس العسكري كثيرا، لا سيما في هذه الظروف التي تعيشها الثورة، في حين تقتصر أهمية وزارة الداخلية على إدارة المعابر الحدودية التي لم تفعل بشكل رسمي حتى الآن».

ووصف عضو المجلس العسكري المرشح لمنصب وزير الدفاع اللواء عبد العزيز الشلال بـ«المطلع على مجريات الأمور الميدانية»، مبديا تفاؤله بتحسن «الوضع العسكري للمعارضة إذا ما تسلم هذا المنصب».

وانشق الشلال عن النظام السوري في أواخر عام 2012 بعد أن كان يشغل منصب القائد العام للشرطة العسكرية في سوريا. وعين قبل هذا المنصب رئيسا للمحكمة الميدانية للغرفة الأولى والثانية. ويحمل الشلال رتبة لواء ركن، وهو معروف بخبرته العسكرية.

ويحق للمجلس العسكري التابع للجيش الحر، بحسب النظام الداخلي للائتلاف، ترشيح أسماء وزراء الدفاع والداخلية وتقديمها إلى الهيئة العامة للائتلاف التي تختار من بينها.

ومن المتوقع أن يوافق الائتلاف الوطني المعارض على تعيين الشلال في منصب وزير الدفاع على اعتباره مرشح المجلس العسكري الوحيد، في حين سيشهد منصب وزير الداخلية منافسة بين رئيس فرع الأمن الجنائي في مدينة دمشق العميد المنشق عوض أحمد علي وبين مدير منطقة الطبقة في الرقة العميد المنشق أديب أحمد الشلاف، علما بأن حظوظ الأخير تبدو مرتفعة أكثر بسبب دوره الأمني الفاعل في المناطق المحررة، حيث يشغل حاليا منصب رئيس الشرطة الثورية في حلب.

من جهة أخرى، أعلن عضو مجلس قيادة جماعة الإخوان المسلمين في سوريا والمجلس الوطني السوري ملهم الدروبي لـ«الشرق الأوسط» عن عزم الجماعة بحث تداعيات رسالة التهنئة التي وجهها الجربا إلى السيسي بعد فوزه بالانتخابات الرئاسية، وذلك بعد يومين على تقديم المرشد العام السابق للجماعة استقالته من عضوية الائتلاف احتجاجا على الرسالة.

ونفى الدروبي أن «تكون خلفية هذه الاستقالة التعاطف مع جماعة الإخوان المسلمين في مصر»، مشيرا إلى أن «الموقف من الحكم الحالي في مصر مبدئي، سواء كان الرئيس الذي انقلب عليه السيسي عسكريا إخوانيا أو غير إخواني، فإن ذلك لن يغير شيئا». وأوضح أن التهنئة التي وجهها الجربا للرئيس المصري الجديد «لا تنسجم مع مبادئ الائتلاف، وكان من الأفضل أن يوجهها باسمه الشخصي، ولو فعل ذلك لما كان هناك من مشكلة».

وكان البيانوني أعلن استقالته من عضوية الائتلاف أول من أمس، مبديا في رسالة وجهها إلى الهيئة العامة للائتلاف، ونشرت على الموقع الرسمي لإخوان سوريا، استغرابه من توجيه الجربا رسالة تهنئة لـ«الثورة المضادة» في مصر «الشقيقة»، يبارك لـ«الانقلابيين نجاحهم في الانقضاض على ثورة الشعب المصري»، في إشارة إلى ثورة يناير (كانون الثاني) 2011، التي وصفها البيانوني بأنها كانت «إحدى الثورات الملهمة لثورة الشعب السوري المندلعة ضد حكم بشار الأسد في مارس (آذار) 2011». وقال إن الائتلاف المعارض «لم يعد يعبر عن آمال الشعب السوري وتطلعاته في تحقيق أهداف ثورته المجيدة».