منظمة الهجرة الدولية: أزمة نزوح في كل العراق

أهل نينوى ينضمون إلى المدنيين الفارين من الأنبار جراء العنف

لقطة من شريط فيديو بث أمس يبدو فيه مسلحو «داعش» في إحدى مناطق محافظة نينوى (أ.ف.ب)
TT

حذرت منظمة الهجرة الدولية أمس من «أزمة نزوح» تواجه كل العراق، وليس فقط محافظة نينوى، من جراء العنف والقتال في البلاد. ولفتت ماندي اليكساندر، وهي تعمل ضمن فريق منظمة الهجرة الدولية في بغداد، إلى أن الأوضاع في البلاد صعبة جدا وهناك حاجة لتحرك دولي لحماية المدنيين وخاصة أن موسم الصيف الشديد يصعب من أوضاعهم، موضحة أن «500 ألف عراقي أو أكثر تركوا الموصل في الأيام الماضية، وقبلها بأسابيع رأينا نزوح أكثر من 400 ألف عراقي من الأنبار». وأضافت: «ما زلنا نعالج تبعات النزوح من الأنبار والآن علينا التعامل مع أزمة النازحين من الموصل».

وردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول خطورة نزوح المزيد من العراقيين، خاصة إمكانية نزوح الآلاف في حال توغل المسلحون من «الدولة الإسلامية في العراق والشام» في المزيد من مناطق العراق، قالت اليكساندر: «هذه أزمة نزوح عراقية.. هناك على الأقل مليون عراقي نازح داخل البلاد».

وتحدثت اليكساندر على الأوضاع الصعبة للغاية للنازحين، قائلة: «ليس عليهم فقط السير على الأقل ثماني ساعات للوصول إلى نقاط التفتيش مع إقليم كردستان العراق، إلا أن الكثير لا يمكنهم الدخول إلا في حال أثبتوا أن لديهم أقارب داخل الإقليم وحتى حينها يعطون تأشيرة دخول بوقت محدود جدا». ويذكر أن هناك مشاورات حاليا بين حكومة إقليم كردستان والسلطات في بغداد والمنظمات الإنسانية حول كيفية السماح للمزيد من العراقيين للدخول إلى الإقليم. وأضافت: «بعض النازحين من نينوى يتجهون إلى محافظة صلاح الدين»، إلا أن الأوضاع الأمنية هناك أخذت تتراجع أيضا.

وشددت اليكساندر أن على المجتمع الدولي التحرك لإغاثة العراقيين، لافتة إلى أن «هناك حاجة إلى أبسط المواد الأساسية مثل المياه والغذاء والبطانيات والمواد الطبية، ونحن نتجه إلى شهر رمضان من دون معرفة كيفية تطور الأمور في الفترة المقبلة». وناشدت اليكساندر الدول المانحة للتحرك السريع لمعالجة الأزمة الإنسانية المتفاقمة بالنسبة للنازحين، ليس فقط من الموصل ولكن من الأنبار وغيرها من مناطق مضطربة في العراق.

وهناك اثنا عشر موظفا للمنظمة الدولية في الموصل وأربعة آخرون في تكريت وهم على تواصل مع الفريق الأساسي في بغداد للمنظمة. وبينما يعمل الموظفون على إعطاء المعلومات الأساسية لتحركات السكان، ليس بإمكانهم تزويد المساعدات الأساسية للسكان بسبب شح المواد وشح التمويل، الذي تعود مسؤوليته على المجتمع الدولي. بدورها، أعلنت حكومة إقليم كردستان أمس أنها قررت تأسيس أربع مخيمات لإيواء النازحين في أربيل ودهوك، فيما أشارت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية أنها ستخصص مبلغ 300 ألف دينار لكل عائلة نازحة. وقال ديندار زيباري نائب رئيس دائرة العلاقات الخارجية لشؤون منظمات الدولية في حكومة إقليم كردستان في مؤتمر صحافي عقده في أربيل بحضور القاضي أصغر الموسوي الوكيل الأقدم لوزارة الهجرة والمهجرين العراقية بعد اجتماع مع المنظمات والوكالات الدولية ومنظمات الأمم المتحدة في الإقليم، حضرته «الشرق الأوسط» إن «الهدف من الاجتماع هو إيصال نداء عاجل إلى المنظمات الدولية والمجتمع الدولي ومنظمات الأمم المتحدة لمد يد العون للنازحين من الموصل إلى الإقليم، لكي لا تقع هذه المرة المسؤولية بالشكل الكامل على عاتق إقليم كردستان»، مطالبا الحكومة العراقية والمنظمات الدولية بالمشاركة في تقديم المساعدات للنازحين بأسرع وقت ممكن. وتابع زيباري أن الإقليم قرر إقامة أربعة مخيمات لنازحي الموصل، بواقع ثلاث مخيمات بالقرب من دهوك، ومخيم في منطقة خازر القريبة من محافظة أربيل، وكشف أن عدد النازحين من محافظة نينوى خلال الساعات القليلة إلى أربيل بلغت 100 ألف نازح، فيما بلغ عدد النازحين إلى دهوك نحو 200 ألف نازح.

بدوره قال القاضي أصغر الموسوي الوكيل الأقدم لوزارة الهجرة والمهجرين الاتحادية إن الوزارة وبعد استقرار النازحين ستقدم لكل عائلة نازحة مبلغا ماليا قدره 300 ألف دينار، وتقديم مساعدات عينية خلال اليومين القادمين بشكل طارئ، مبينا أن هذه المواد وصلت إلى الإقليم وسيتم توزيعها في أسرع وقت.