المنظمة العالمية للهجرة تطلب إقامة ممرات إنسانية لمساعدة نازحي العراق

أربيل تزدحم بالنازحين المسيحيين من قرى نينوى لغياب الأمن والخدمات

TT

وجهت المنظمة العالمية للهجرة نداء أمس في جنيف لفتح ممرات إنسانية من أجل الوصول إلى عشرات آلاف العراقيين الذين هربوا من المعارك في شمال بلادهم ونزحوا إلى 17 من المحافظات العراقية الـ18.

وقالت المتحدثة باسم المنظمة العالمية للهجرة كريستيان برتياوم في مؤتمر صحافي: «لماذا من الصعب جدا الوصول إلى النازحين؟ بسبب الاضطراب الأمني وحواجز الطرق. وتمنع مئات من حواجز الطرق الناس من الوصول إلى مراكز التوزيع».

من جانبها، قالت ماندي إلكسندر، منسقة المساعدة الطارئة للمنظمة العالمية للهجرة في بغداد، إن «المنظمة العالمية للهجرة وبرنامج الغذاء العالمي واليونيسيف، قادرة على توزيع مساعدات لنحو عشرة آلاف شخص هذا الشهر، لكن هذه نقطة ماء في بحر، حيال عشرات آلاف الأشخاص الذين هربوا من المعارك في الموصل وتلعفر وتكريت وعلى الطريق الجنوبي لبغداد».

وأضافت المتحدثة باسم المنظمة العالمية للهجرة أن «الوسيلة الوحيدة لتلبية حاجات النازحين»، هي «فتح ممرات إنسانية»، كما يؤكد العاملون في مجال المساعدة الإنسانية.

وأوضحت أن المنظمة العالمية للهجرة تطلب من جهة أخرى إعلان المدارس والمساجد والمستشفيات «أماكن محايدة وآمنة» حتى يتمكن النازحون من اللجوء إليها. وقالت إن «أكبر مستشفيين في الموصل قد دمرا».

وللمنظمة العالمية للهجرة طاقم من 250 شخصا بمن فيهم عراقيون في العراق، وتقول إن 240 ألف نازح يحتاجون إلى مساعدة في 240 قرية.

وكشفت ألكسندر أن «العراق لم يعد البلد الذي نعرفه، والعراق الذي كنا نعرفه لن يعود أبدا. وهو الآن بلد مختلف تماما».

وأضافت: «عدنا إلى فترة الأوضاع الطارئة في 2003 و2006 وما لدينا الآن هو حالة طارئة إنسانية معقدة جدا مع عقبات كبيرة يتعين تجاوزها».

وفي 25 يونيو (حزيران)، أعادت الأمم المتحدة النظر في ندائها لجمع أموال من أجل تلبية الحاجات الإنسانية في العراق في 2014، فارتفع من 103 ملايين إلى أكثر من 312 مليون دولار.

وتقول الأمم المتحدة إن المعارك وأعمال العنف أدت إلى تهجير 1.2 مليون عراقي منذ بداية السنة. وقد تهجر نحو 500 ألف شخص بسبب المعارك في منطقة الأنبار (محافظة سنية على الحدود مع سوريا) منذ بداية السنة.

وتوافد الآلاف من أهالي بلدة الحمدانية المسيحية الواقعة شمال العراق إلى مدينة أربيل في إقليم كردستان في موجة نزوح جماعي إثر تعرض بلدتهم إلى هجمات مسلحين متطرفين سنة باتوا يسيطرون على مناطق واسعة من العراق.

وقالت مصادر في قوات البشمركة الكردية إنها صدت صباح أول من أمس هجوما لمسلحين يقودهم تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» على بلدة الحمدانية جنوب شرق الموصل (350 كلم شمال بغداد) مما دفع بعدد كبير من السكان إلى مغادرتها بعيد انتهاء الهجوم.

وغصت منطقة عينكاوا المسيحية في أربيل بآلاف من أهالي الحمدانية الذين اتخذوا من ساحات المباني العامة فيها محطة راحة لهم قبل أن يقرروا مصيرهم، بحسب ما أفاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية. وحمل معظم النازحين معهم ملابس وأشياء بسيطة في أكياس بلاستيكية وحقائب صغيرة.

وقال أحد النازحين ويدعى أمجد يوسف (51 عاما) لدى وصوله إلى عينكاوا مع عائلته المؤلفة من 11 فردا: «حدث قصف بالهاونات (مساء الأربعاء) ثم هدأت الأوضاع وعاد القصف مرة أخرى وبشكل مكثف فاضطررنا إلى النزوح إلى هنا». وأضاف: «أعتقد أن نصف أهالي الحمدانية فروا منها».

من جهته قال مايكل بيناو (25 عاما) الذي جاء مع عائلته المؤلفة من ستة أشخاص: «اضطررنا نحن وغالبية أهالي الحمدانية إلى الهروب إثر حدوث قصف قوي بالمدافع استهدف الحمدانية انطلاقا من القرى المجاورة».

وقامت منظمات خيرية محلية في أربيل عاصمة إقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي بتقديم مساعدات عاجلة للعائلات التي هربت من الحمدانية، إضافة إلى ما قدمه أهالي عينكاوا وأربيل من مساعدة مماثلة وبينها الطعام ومياه الشرب.

وقال مكسيم عيسى يونس ممثل مركز شباب عينكاوا الاجتماعي للصحافة الفرنسية إن «برقية سريعة وصلتنا لفتح كل القاعات لاستقبال النازحين القادمين من قرقوش»، مركز بلدة الحمدانية التي يسكنها نحو 15 ألف نسمة.

وتابع: «قمنا باستقبال النازحين في مركز الشباب وثلاث مدارس أخرى في عينكاوا والعدد وصل إلى نحو 250 عائلة ونتوقع نزوحا أكبر ونحن الآن بصدد توفير أماكن لاستقبال المزيد من العائلات».

وأعلنت من جهتها المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في بيان أن عدد الذين غادروا قرقوش مركز الحمدانية بلغ عشرة آلاف شخص.

فيها نحو 30 ألف شخص وتقع إلى الشمال من الموصل.

وتفتقد بلدتا الحمدانية وبرطلة التي عبر منها الجنود وعناصر الأمن المنسحبون من الموصل في التاسع من يونيو، إلى حماية القوات الحكومية العراقية التي غادرتها وتركتها في أيدي قوات البشمركة الكردية ومسلحين من السكان. وتعاني هاتان البلدتان إضافة إلى بلدات وقرى مجاورة من نقص كبير في الكهرباء والمياه.