أكد باهر عصمت رئيس هيئة الإنترنت للأرقام والأسماء المخصصة (إيكان) لشؤون الشرق الأوسط لـ«الشرق الأوسط» تسجيل السعودية والإمارات أعلى الطلبات لأسماء نطاقات متخصصة على شبكة الانترنت في منطقة الشرق الأوسط.
وقال عصمت «تلقينا أكثر من 30 اسم نطاق من منطقة الشرق الأوسط، والإقبال الأعلى جاء من الإمارات والسعودية، سواء بالأحرف العربية أو اللاتينية، إلى جانب أسماء شركات كبرى مثل (اتصالات)، و(كيوتل)، و(أرامكو)، فضلا عن أسماء مدن مثل أبوظبي، والدوحة، ودبي». وتابع «امتلكت الجامعة العربية اسم نطاق (عرب)، إضافة إلى أسماء عامة مثل (شبكة) و(موقع). وهي تمثل فرصا للمنطقة؛ تعتبر آفاقا جديدة لإدارة الأعمال ولشركات جديدة وليست لتسجيل الأسماء وحسب، بل إن صناعة تسجيل الأسماء تعد مكملة لصناعات أخرى على الإنترنت مثل التجارة الإلكترونية». جاء حديث عصمت، بعدما انتهى من حديث عن استراتيجيات المنظمة في منطقة الشرق الأوسط، أمام حضور اجتماع «إيكان 50»، الذي انعقد في العاصمة البريطانية لندن في الفترة ما بين 22 إلى 26 يونيو (حزيران) الحالي. يذكر أن تأثير المنظمة في الشرق الأوسط انتشر خلال العقد الأخير؛ إذ نوه باهر عصمت بقوله: «بدأنا العمل على صعيد الشرق الأوسط قبل ثماني سنوات ونركز على التوعية وتشجيع الناس للانضمام إلى (إيكان). قصدنا هذه المنطقة من العالم ونعمل معها ووضعنا استراتيجية عمل ووثقناها».
وسجّل الاجتماع أكثر من 3300 مشارك من مختلف أنحاء العالم، وأصبح بذلك الاجتماع الأكبر في تاريخ هذه المنظمة.
وعن فعالية المنظمة ورؤيتها في المنطقة قال عصمت: «انتهينا من وضع خطة التنفيذ ولدينا مشروعات محددة، أهمها مركز ريادة نطاقات الإنترنت ودراسة عن سوق أسماء النطاقات في المنطقة، وعمل مع المنتديات الإقليمية والوطنية؛ واحدة منها جرى التنويه بها خلال حفل افتتاح المؤتمر، وهو التعاون مع مركز الإنترنت اللبناني (لينك).. همنا الأساس أن ندرب أشخاصا في الشرق الأوسط ليعلّموا آخرين ومع الوقت ستكون هناك استجابة».
أمّا عن مخاوف طغيان التطبيقات الذكية على أهمية أسماء النطاقات المختصة - التي يعتمد عليها مستخدم الإنترنت لتلقي المعلومات، فقد أورد عصمت: «ان الجدل موجود في مجتمع الـ(ICANN ) منذ عشر سنوات حول ما إذ كنا بحاجة لتوسعة أسماء النطاقات أو إذا ما كانت التطورات التكنولوجية ستتكفل بالموضوع.. طبعا لم يكن هناك تطبيقات في ذلك الوقت، بل كانت هناك أشياء أخرى تستخدم الأونلاين عوضا عن النطاقات، للإيكان فريق يحدد استراتيجيات المنظومة تنظر خصيصا في مستقبل النطاقات». واستطرد قائلا «من خلال خبرتي فإن استخدام اسم النطاق يلعب دورين أساسين، دورا لمستخدم الموقع، والآخر لربطه مع البنية التحتية للشبكة ومع التطبيقات. نحتاج الاسم في جميع الأحوال، وأهمية نوع الاسم له علاقة بتسويق الموقع أو الخدمة واستقطاب المستخدمين الأنسب لها، ومن الواضح أنه ومع فتح باب طلبات نطاقات الـ(GTLD) العليا في العام الماضي، كنا نتوقع نحو 500 إلى ألف طلب فقط، لكن في الحقيقة تلقينا أكثر من 1900 طلب؛ ويثبت ذلك أن العاملين في مجال التجارة وريادة الأعمال ما زالوا يهتمون بالنطاقات، ما يؤكد اهتمامهم وطلبهم. ندرك جيدا أن التكنولوجيا تتغير وهي في تطور مستمر وأن النطاقات وإن كانت مهمة في وقتنا الحاضر فقد تفقد أهميتها بعد عقد من الآن».
يشار الى ان هناك اتفاقية وُقّعت خلال اجتماع ممثلي الحكومات رفيعي المستوى «إيكان 50» في لندن مع هشام العلايلي الرئيس التنفيذي للجهاز القومي لتنظيم الاتصالات في مصر، خصوصا لإنشاء مركز إقليمي لريادة أعمال نظام اسم النطاق في القاهرة لخدمة المجتمعات بأفريقيا والشرق الأوسط.. وحضر مراسم التوقيع نحو 30 وزيرا من مختلف أنحاء العالم، إذ أكد ذلك على استمرار «إيكان» بالمشاركة الإقليمية مع مختلف أصحاب المصلحة لتعزيز مجال نظام اسم النطاق DNS ومنهج أصحاب المصلحة المتعددين لحوكمة الإنترنت على الصعيد الوطني والإقليمي والعالمي.
وعن الاتفاقية الموقعة، علق عصمت: «عملنا مع فرق الاستراتيجيات بالمنطقة على تحديد الأولويات وكانت واحدة من الدعائم الأساسية، تطوير قطاع أو صناعة أسماء النطاقات بالمنطقة وليس فقط العمل على زيادة الشركات المسجلة. ويشمل التطوير أيضا الصورة الكبيرة لتقوية المعرفة والقدرات، إذ تفتقر المنطقة إلى الخبرة، ولذلك وقعنا على هذه المبادرة لبناء الخبرات مع الحكومة المصرية وجهاز تنظيم الاتصالات تحديدا؛ وذلك لإنشاء مركز للريادة. كما عملنا على أن يغطي المركز الكثير من التخصصات التقنية والتجارية وغيرها في مجال تسمية النطاقات. ورغم أن المبادرة مع الحكومة المصرية فإنّ المركز سيكون إقليميا هدفه الأساس خدمة شمال أفريقيا والشرق الأوسط. سندرب الخبرات أولا وبعد ذلك سيدرب المركز الدول المجاورة».
وأهم ما تناولته جلسات المؤتمر أهمية توسعة النطاقات العالمية من المستوى الأعلى التي ستقدم لمستخدمي الإنترنت الناطقين بالعربية بديلا عن النطاقات الأجنبية، مثل: com. وnet. وorg.
وسيصبح متوفرا رسميا في شهر سبتمبر (أيلول) المقبل، لكل من يرغب في الحصول على عنوان إنترنت باللغة العربية؛ وهو ما يتيح فرصة لترويج الشركات اسمها في منطقتها عبر نطاقها المختص وبعض الأسماء موجهة بالتحديد للمجتمع العربي وللمنطقة، فسيتيح ذلك الفرصة للشركات الصغيرة أن تكتسب تسويقا إلكترونيا.
واضاف عصمت «وكمستخدم تشكل هذه النطاقات فرص اختيار أوسع للتسجيل حسب نوع الشركة، خصوصا للشركات الصغيرة والريادات. ولتشجيع التجارة الإلكترونية في المنطقة يتطلب المناخ الإلكتروني تشريعات للدفع الإلكتروني». وتابع «لا تعاني المنطقة من مشكلة نقص المحتوى الإلكتروني، بل هي تفتقد للنوعية. والدور يعود على مستخدمي النطاقات الجديدة لتطوير المحتوى، وسيتطور الحضور العربي الإلكتروني بمساعدة أصحاب الشأن والمجتمع المدني».
وعن دور جامعة الدول العربية العضو في اللجنة الاستشارية العامة لهيئة «الإيكان»، قال عصمت: «بين الأعوام من 2005 إلى 2009 عندما كانت الظروف آمنة والأوضاع أكثر استقرارا، كان للجامعة العربية في المنطقة مجموعة عمل متخصصة بأسماء النطاقات العربية، وعملنا معها عن قرب في «إيكان» حتى إطلاق أسماء النطاقات العربية في 2009 ، ومنذ ذلك الوقت ونحن نعمل بأسماء النطاقات المختصة مثل (عرب) و(arab)، وعندها قررت الجامعة أن تنضم إلى اللجنة الاستشارية العامة. وللأسف توقفت تلك النشاطات عام 2011 إثر الاضطراب السياسي والأمني، ولكن واصلت الجامعة متابعة نشاطات الأنظمة عن قرب، لكن في مجالات أخرى مثل المنتدى العربي لحوكمة الإنترنت، تتابعه الجامعة العربية عن كثب». وعن الوضع الأمني في المنطقة نوه عصمت قائلا: «في السابق كنا نزور دولا تعد أقل مجاراة للتطور مثل اليمن وليبيا، وذلك لتوعيتهم عن أهمية نطاقات الإنترنت، وكنا نلاحظ اهتماما ومشاركة عاليين. ومع سوء الظروف السياسية، أصبح الأمر أصعب وأخطر، لكن الصورة ليست سوداء بالكامل، إذ لاحظنا في الشهور الستة الأخيرة أن أكبر نشاط في المجتمع المدني جاء من اليمن وكان لهم أكبر حضور في آخر مؤتمر نظّم في الكويت تحت اسم مدرسة حوكمة الإنترنت».
يشار إلى أن المنظمة نشأت بكاليفورنيا في الولايات المتحدة عام 1998 بهدف تنسيق السياسات الخاصة بأسماء النطاقات وأرقام الإنترنت، وتطورت على مدى 15 سنة فأصبحت هيئة عالمية لها مراكز كثيرة منتشرة حول العالم، منها مركز في اسطنبول لمنطقة أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط، وسنغافورة لمنطقة آسيا، بالإضافة لمكاتب في بلدان مختلفة.
لم تتغيّر وظيفة «إيكان»، ولكنها تطورت مع تطور شبكة الإنترنت؛ إذ كانت لديها نطاقات قليلة جدا، نحو ستة (.com.gov..org) والآن باتت تسيّر أكثر من ألف اسم، وهناك أسماء بلغات مختلفة أيضا منها العربية والروسية والهندية والصينية. وظيفتها محددة جدا من حيث البنية التحتية وتتخصص بالأسماء والأرقام.