قتل ضابط بوركينابي وجرح ستة آخرون، أمس، إثر انفجار لغم أرضي استهدف آلية عسكرية تابعة لقوات بوركينافاسو العاملة في شمال مالي.
وبحسب ما أعلنت عنه وزارة الدفاع في بوركينافاسو فإن الضابط الذي قتل في الحادث ينتمي إلى كتيبة «باديا 2»، التي تعمل في شمال مالي ضمن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (مينوسما)، وقالت إن الانفجار تسبب أيضا في جرح ستة آخرين.
ولم تعلن أي مجموعة تبنيها لهذا الحادث الذي وقع في منطقة تبعد 30 كيلومترا من مدينة تمبكتو، شمال مالي.
من جهتها، أعلنت قوات حفظ السلام الأممية أنها فتحت تحقيقا من دون أن تتهم أي جهات بالتورط في الحادث، الذي يتزامن مع زيارة رئيس بوركينافاسو إلى مالي من أجل دفع جهود الوساطة واستئناف الحوار بين أطراف الأزمة.
وكان بليز كومباوري، رئيس بوركينافاسو والوسيط الأفريقي في أزمة مالي، قد أجرى أمس محادثات مع الرئيس إبراهيما ببكر كيتا، وتباحثا بخصوص الأزمة التي تعيشها البلاد، بالإضافة إلى الوضع الأمني في الشمال، قبل أن يعبر عن تفاؤله حيال إمكانية التوصل إلى حل سلمي للأزمة التي تعيشها مالي منذ أكثر من عامين. وسبق لكومباوري أن لعب دورا محوريا في جلسات الحوار التمهيدي في يونيو (حزيران) 2013 بين المتمردين الطوارق والعرب من جهة، والحكومة المركزية في باماكو من جهة أخرى، وهي الجلسات التي أسفرت عن توقيع اتفاق واغادوغو الشهير الذي سمح بتنظيم الانتخابات الرئاسية داخل جميع ربوع مالي، بما في ذلك مدينة كيدال، معقل المتمردين الطوارق.
وبعد تنظيم الانتخابات تراجع الدور الذي يلعبه كومباوري في تهدئة الأوضاع في شمال مالي، خاصة بعد التوتر الكبير الذي حصل الأشهر الماضية، واستئناف القتال بين الجيش والمتمردين في كيدال، حيث تدخل الاتحاد الأفريقي عن طريق رئيسه الحالي الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز ليتوصل إلى وقف إطلاق النار والاتفاق على استئناف الحوار بين الحكومة والمتمردين.
وفي أول ظهور له منذ التوقيع على وقف إطلاق النار، قال كومباوري إنه يرى أن «كل شيء جاهز كي نمضي قدما نحول التفاؤل، وأعتقد أننا سنلتزم مع المجتمع الدولي لمواكبة مالي نحو تحقيق هذا الهدف»، وذلك في إشارة إلى استعداده لاستئناف دوره وسيطا في الأزمة بعد دخول دول، كالجزائر وموريتانيا، على الخط، واستضافة جلسات تمهيدية لحوار من المنتظر أن ينطلق خلال أسابيع.
وتعاني مالي أزمة حادة بدأت في يناير (كانون الثاني) 2012 عندما تمرد الطوارق على الحكومة المركزية، وسيطروا على عدد من المدن في الشمال، قبل أن تتدخل مجموعات إسلامية مسلحة محسوبة على تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، وتعلن تأسيس إمارة إسلامية في «إقليم أزواد»، فيما أعلن المتمردون الطوارق استقلال دولة أزواد «العلمانية»، ودخل المتمردون في مواجهات عنيفة مع المسلحين الإسلاميين انتهت لصالح الأخيرين؛ وحاول الإسلاميون الزحف مطلع العام الماضي باتجاه العاصمة باماكو، قبل أن تتدخل فرنسا لتشن حربا انتهت بطرد الإسلاميين من المدن الكبيرة.