التحق المنتخب الأرجنتيني بركب المتأهلين إلى دور الثمانية بنهائيات كأس العالم لكرة القدم بعدما حقق فوزا صعبا 1 / صفر على نظيره السويسري في دور الستة عشر للمسابقة بمدينة ساو باولو أمس.
ويدين منتخب التانغو بالفضل إلى نجم الفريق أنخيل دي ماريا الذي أحرز هدف المباراة الوحيد في الدقيقة 118 من الوقت الإضافي بعد تمريرة سحرية من النجم ليونيل ميسي ليفلت الفريق الأرجنتيني من اللجوء لركلات الترجيح واضطر الفريقان إلى خوض الوقت الإضافي بعدما انتهى الوقت الأصلي بالتعادل السلبي.
واقتسم الفريقان شوطي الوقت الأصلي، حيث سيطر المنتخب السويسري على مجريات الأمور في الشوط الأول، وأحرج نظيره الأرجنتيني في الكثير من المناسبات، على عكس الشوط الثاني الذي سيطر عليه منتخب التانغو تماما، وتبارى لاعبوه في إهدار الفرص ليستمر التعادل السلبي ويحتكم الفريقان إلى خوض الوقت الإضافي.
وعاد المنتخب السويسري للسيطرة على الشوط الثالث ولكنه افتقد إلى اللمسة الأخيرة، في الوقت الذي حاول فيه منتخب الأرجنتين خطف هدف الفوز في الشوط الرابع ونجح في تحقيق مبتغاه عن طريق دي ماريا الذي أحرز الهدف الوحيد قبل دقيقتين على نهاية الوقت الإضافي.
ويعد هذا الفوز هو الخامس الذي تحققه الأرجنتين على سويسرا في تاريخ لقاءاتهما المباشرة، مقابل التعادل في مناسبتين، فيما فشلت سويسرا في تحقيق أي انتصار حتى الآن، علما بأن هذا اللقاء هو الثاني بينهما في كأس العالم بعدما سبق أن التقيا في الدور الأول بمونديال 1966 بإنجلترا وانتهى اللقاء لصالح الأرجنتين بهدفين نظيفين.
وأصبح المنتخب الأرجنتيني ثالث فريق من أميركا الجنوبية يتأهل إلى دور الثمانية في المونديال البرازيلي بعد منتخبي البرازيل وكولومبيا وسادس فريق في ربع النهائي بعد هولندا وكوستاريكا وفرنسا وألمانيا.
وبدأ مدرب الأرجنتيني إليخاندرو سابيلا اللقاء بإشراك مهاجم باريس سان جيرمان الفرنسي إيزيكييل لافيتزي أساسيا للمرة الأولى بسبب إصابة مهاجم مانشستر سيتي الإنجليزي سيرخيو أغويرو، وذلك في التعديل الوحيد على التشكيلة التي فازت على نيجيريا (3 - 2) في الجولة الأخيرة من الدور الأول.
وقد لعب لافيتزي في خط المقدمة إلى جانب غونزالو هيغواين وميسي الذي خاض مباراته الـ90 مع الأرجنتين ليصبح على بعد مباراة من الأسطورة دييغو مارادونا صاحب المركز السادس (خافيير زانيتي صاحب الرقم القياسي بـ145 مباراة)، فيما لم يطرأ أي تعديل على التشكيلة التي خاض بها الألماني أوتمار هيتسفيلد المباراة الأخيرة لسويسرا ضد هندوراس (3 – صفر).
وغابت الفرص الحقيقية عن مرمى الفريقين في بداية الشوط الأول وبدا المنتخب الأرجنتيني مشتتا بعض الشيء في خطه الخلفي وعاجزا عن اختراق السويسريين في الخط الأمامي، وذلك في وقت كانت التدخلات القاسية عنوان نصف الساعة الأول والذي شهد محاولة فعلية وحيدة للأرجنتين إثر ركلة حرة نفذها ميسي ووصلت إلى هيغواين الذي حولها برأسه فوق العارضة في الدقيقة (25)، فيما حصلت سويسرا على فرصة أخطر من نصيب فابيان شاكا الذي اصطدم بتألق الحارس سيرخيو روميرو في الدقيقة (28). وتحسن بعدها أداء رجال سابيلا الذين هددوا مرمى بيناليو من تسديدة طائرة للافيتزي إثر تمريرة رأسية من هيغواين لكن محاولة لاعب سان جرمان كانت ضعيفة ولم يجد بيناليو صعوبة في التعامل معها في الدقيقة (29).
وردت سويسرا بالفرصة الأخطر خلال الشوط الأول وذلك عندما انفرد يوسيب درميتش بروميرو بعدما كسر مصيدة التسلل وحاول أن يلعب الكرة فوق الحارس الأرجنتيني لكنه لم يوفق إذ وضعها بين يدي الأخير في الدقيقة (39).
وبدأ المنتخب الأرجنتيني الشوط الثاني بشكل أفضل من الأول وكان قريبا من افتتاح التسجيل عندما توغل لافيتزي في الجهة اليسرى قبل أن يعكس كرة عرضية لهيغواين الموجود على القائم القريب، فحاول مهاجم نابولي الإيطالي أن يلعبها بكعب قدمه على طريقة الجزائري رابح ماجر لكن يوهان دجورو كان في المكان المناسب ليقطعها في الدقيقة (47).
ورد السويسريون بفرصة من ركلة حرة نفذها المتألق جيردان شاكيري، صاحب الثلاثية في مرمى هندوراس، لكن روميرو صدها ثم أفلت الكرة من يده قبل أن يعود ويتدارك الموقف في الدقيقة (50).
وواصل رجال سابيلا محاصرة منافسيهم في منطقتهم وحصلوا على فرصة هذه المرة من تسديدة طائرة صاروخية لميسي من خارج المنطقة لكن محاولة نجم برشلونة الإسباني علت العارضة بقليل في الدقيقة (67).
واحتكم بعدها سابيلا إلى رودريغو بالاسيو على حساب لافيتزي، أملا أن يتمكن مهاجم إنتر ميلان الإيطالي من فك شفرة الدفاع السويسري في الدقيقة (74) وكاد يتحقق له ذلك في أول لمسة للمهاجم البديل الذي وصلته الكرة من عرضية لميسي فحولها برأسه بجانب القائم الأيسر. وتواصل اندفاع أبطال 1978 و1986 وكان ميسي قريبا جدا من افتتاح التسجيل إثر مجهود فردي مميز أنهاه بتسديدة أرضية قوية لكنه اصطدم بتألق بيناليو في الدقيقة (78)، ثم أتبعها روخو بتسديدة قوية أخرى وهذه المرة من خارج المنطقة لكن محاولة ظهير سبورتينغ لشبونة البرتغالي علت العارضة في الدقيقة (85).
ثم بقيت النتيجة على حالها ليحتكم الطرفان إلى التمديد الرابع في الدور الثاني (فازت البرازيل المضيفة على تشيلي بركلات الترجيح 3 - 2 بعد تعادلهما 1 - 1 في الوقتين الأصلي والإضافي وكوستاريكا على اليونان بركلات الترجيح أيضا 5 - 3 بعد تعادلهما بالنتيجة ذاتها أيضا وألمانيا على الجزائر 2 - 1)، وهذا ما لم يحصل في النهائيات منذ نسخة 1990 في إيطاليا.
وجاء الشوط الإضافي الأول خاليا تماما من الفرص، وفي بداية الثاني كاد أنخيل دي ماريا أن يخطف هدف التقدم للأرجنتين من تسديدة صاروخية أطلقها من خارج المنطقة لكن بيناليو تعملق مرة أخرى وأنقذ فريقه في الدقيقة (108).
وواصل المنتخب الأرجنتيني اندفاعه بحثا عن هدف يمنحه بطاقة ربع النهائي دون المرور بركلات «الحظ» الترجيحية وهذا ما تحقق فعلا عندما انتقل ميسي بهجمة سريعة ثم حول الكرة إلى الجهة اليمنى لدي ماريا فتلقفها جناح ريال مدريد بقدمه اليسرى أرضية في الزاوية اليمنى لمرمى بيناليو في الدقيقة (118). وحصل السويسريون على فرصة ذهبية لإدراك التعادل في الوقت بدل الضائع من كرة رأسية للبديل بليريم دزيمايلي لكن القائم الأيمن وقف في وجه لاعب وسط نابولي الإيطالي الذي عادت الكرة إليه لكنه تفاجأ بها فحولها إلى خارج الملعب في الدقيقة (120).
واندفع السويسريون في الثواني الأخيرة بعدما احتسب الحكم أربع دقائق كوقت بدل ضائع وترك بيناليو مرماه وحتى حاول أن يدرك التعادل من كرة أكروباتية خلفية إثر ركلة ركنية لكنه لم يوفق، كما حال نجم المنتخب جيردان شاكيري الذي نفذ ركلة حرة غير ناجحة ثم أطلق الحكم السويدي يوناس أريكسون صافرة النهاية.