تستمر الاغتيالات التي تشهدها الساحة اليمنية والتي تطال الضباط في الأجهزة الأمنية والعسكرية المختلفة، حيث اغتال مسلحون مجهولون، أمس، ضابطا بارزا في محافظة تعز بجنوب العاصمة صنعاء.
وذكرت مصادر أمنية رسمية، أن مسلحين مجهولين اغتالوا العقيد أحمد حنش، نائب ضابط أمن شرطة محافظة تعز، قبل أن يلوذوا بالفرار، في حين شرعت السلطات في التحقيق في الحادث.
وتشهد الساحة اليمنية سلسلة من الاغتيالات المتواصلة التي تستهدف في المقام الأول، ضباط جهاز الأمن السياسي (المخابرات) ومن ثم الضباط في أجهزة الأمن الأخرى وفي صفوف ضباط القوات المسلحة، وعادة ما تستخدم الدراجات النارية عمليات الاغتيالات الحالية. ورغم حظر تحرك هذه الدراجات منذ عدة أشهر في المدن الرئيسة، فإن هذه الدراجات التي بات يطلق عليها «دراجات الموت»، ما زالت تتحرك وتنفذ بواسطتها عمليات الاغتيالات التي طالت حتى اللحظة مئات الضباط في كثير من المحافظات اليمنية. ورغم أن السلطات اليمنية لم تعلن أيا من نتائج التحقيقات حول تلك الاغتيالات، فإن أصابع الاتهام، في الغالب، تشير إلى تورط تنظيم القاعدة في معظم تلك العمليات.
وحسب إحصائية نشرتها وكالة الصحافة الفرنسية، فإن نحو 364 عسكريا من الجيش وقوات الأمن المختلفة قتلوا خلال النصف الأول من العام الحالي في اليمن، وذلك في المواجهات مع تنظيم القاعدة ومع المتمردين الحوثيين الشيعة وفي باقي اشتباكات واغتيالات متفرقة. ودفع الجيش الثمن الأعلى من الضحايا بين مطلع 2014 ونهاية يونيو (حزيران) إذ خسر 211 فردا بينهم 12 ضابطا. كما قتل 94 فردا من القوات الخاصة (الأمن المركزي سابقا) خلال الفترة نفسها بينهم سبعة ضباط. واغتيل خلال نصف السنة الأول 34 من أفراد قوات الأمن التابعة لوزارة الداخلية بينهم 18 ضابطا.
وخلال الفترة نفسها، جرى اغتيال 17 ضابطا من جهاز الأمن السياسي (الاستخبارات) من قبل مسلحين يستقلون درجات نارية، وذلك في عمليات نفذت معظمها في صنعاء.
أما الشرطة العسكرية فقد فقدت خلال الفترة نفسها 12 من أفرادها، في حين خسرت القوات الجوية ثلاثة بينهم ضابطان، أما الحرس الرئاسي فقد لقي ثلاثة من أفراده مصرعهم في مواجهات مسلحة مع عناصر تنظيم القاعدة بالقرب من دار الرئاسة بصنعاء.
وفي سياق الأوضاع الأمنية في اليمن، تمكنت قوات الأمن من إيقاف اشتباكات قبلية في وسط العاصمة صنعاء بين أسرتي «بيت فاضل وبيت جحان»، وسط شارع الحرية، ورغم توقف الاشتباكات فما زالت الأوضاع متوترة وقد شوهد انتشار مكثف للمسلحين من الطرفين في تلك المنطقة.
في غضون ذلك، تتواصل معاناة المواطنين اليمنيين جراء انقطاعات الكهرباء وانعدام المشتقات النفطية بسبب الاعتداءات التي تطال تلك الخدمات، ففي آخر تلك الاعتداءات ما تعرضت له المحطة الغازية لتوليد الكهرباء، فجر أمس، من اعتداء تخريبي أدى إلى خروج الدائرة الأولى من المحطة من الخدمة، إضافة قيام مجاميع قبلية مسلحة بقطع الطريق إلى مأرب واحتجاز عدد من القاطرات التي تحمل صهاريج الوقود الخاصة بمحطة مأرب والتي تغذي العاصمة صنعاء وعددا من المحافظات، في وقت تعيش صنعاء وبقية المحافظات في حالة انقطاعات متواصلة للكهرباء، هذا عوضا عن انعدام المشتقات النفطية في العاصمة بسبب قيام مسلحين قبليين على الطرق المؤدية إلى صنعاء بقطع الطرقات واحتجاز ناقلات الوقود.
واتهم مصدر حكومي يمني، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» جهات لم يسمها بالوقوف وراء هذه الأعمال وتحريض القبائل على القيام بها. وقال المصدر: «إن الشعب اليمني يعرف جيدا ما هي الجهات التي تغذي هذه الأعمال كما تعرف بذلك الدول الراعية للمبادرة الخليجية». وعد المصدر «كل ما يجري محاولة لإفشال التسوية السياسية في ضوء مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل ومحاولة لإفشال إدارة الرئيس عبد ربه منصور هادي»، لكنه حذر من «عواقب وخيمة وعقوبات دولية قد تتعرض لها تلك الجهات في حال استمرت أعمالها الصبيانية والتخريبية»، على حد تعبير المصدر.