وقعت اشتباكات عنيفة في ريف دمشق بين قوات النظام مدعومة بقوات الدفاع الوطني من جهة، ومقاتلي جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) ومقاتلي الكتائب الإسلامية من جهة أخرى، في بلدة المليحة ومحيطها، وفق ما ذكره المرصد السوري لحقوق الإنسان، محصيا مقتل 14 عنصرا من جيش الإسلام والكتائب الإسلامية الموالية له في اشتباكات مع «الدولة الإسلامية» ببلدة ميدعا بالغوطة الشرقية. وفي دير الزور، نفّذ تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) حملة مداهمات للمنازل واعتقالات طالت عددا من المواطنين في مدينة البوكمال بعد سيطرة التنظيم عليها بشكل كامل أول من أمس. وتزامنت هذه الاشتباكات مع إحصاء اتحاد تنسيقيات الثورة السورية المعارض مقتل 2278 شخصا على الأقل خلال شهر يونيو الماضي.
وأعلن الاتحاد في تقريره الشهري أن أكثر من نصف القتلى سقطوا في حلب وريفها ودمشق وريفها، موضحا أن 559 قتلوا في محافظة حلب و586 في محافظة دمشق.
وفي دير الزور، نفّذ تنظيم الدولة حملة مداهمات للمنازل واعتقالات طالت عددا من المواطنين في مدينة البوكمال شرق سوريا التي سيطر عليها التنظيم أوّل من أمس بشكل كامل. وشدد التنظيم قبضته على منطقة الكورنيش وحي الكتف ومنطقة السوق والهجانة في المدينة. كما استولى على كميات من الأسلحة والعربات العسكرية التي خلفتها الكتائب المقاتلة قبل انسحابها من المدينة. وأفادت مصادر في الجيش الحر في المناطق الشرقية أن دعما عسكريا كبيرا وصل إلى مقاتلي (داعش) عبر الحدود العراقية في حين عانى مقاتلو الكتائب الأخرى من شح الدعم والذخيرة، حتى أجبروا على الانسحاب.
ولفت المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أنّ جبهة النصرة قصفت بعد منتصف ليل الثلاثاء بقذائف الهاون مناطق في الأراضي الزراعية لبلدة البصيرة وقرية الزر اللتين تسيطر عليهما الدولة الإسلامية بدير الزور، ما أدى إلى مقتل رجل وزوجته وشقيقة زوجته وابنتيها في قرية الزر. كما قصفت الدولة الإسلامية مناطق في بلدة الشحيل المعقل الرئيسي لجبهة النصرة في سوريا.
في غضون ذلك، تمكن ناشطون في مدينة الرقة من تسجيل شريط مصور يظهر طلب أحد القياديين في الدولة الإسلامية من المصلين في المسجد «مبايعة أمير المؤمنين البغدادي» وكان من بين المبايعين عدد لا بأس به من الأطفال.
وفي سياق متصل، استمر أمس القصف الذي تشنه الطائرات المروحية التابعة للجيش السوري النظامي بالبراميل المتفجرة على بلدات تسيل وعدوان وسحم الجولان في الريف الغربي لمحافظة درعا، الخاضعة جميعها لسيطرة المعارضة.
وأدّى القصف إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف المدنيين، حيث نُقل ثمانية مصابين حالتهم خطرة إلى المستوصف الطبي في بلدة الشجرة، غرب محافظة درعا. وأفاد ناشطون معارضون بأنّ معظم المناطق في الريف الغربي لمحافظة درعا تعاني من أوضاع إنسانية «صعبة» ولا سيما بعد تصعيد حملة القصف «العشوائي» التي بدأتها قوات النظام عليها منذ ثلاثة أيام.
ويتجمع الآلاف من السكان في الريف الغربي لمحافظة درعا ويعانون من «إهمالٍ كبير» من قبل منظمات الإغاثة المحلية العاملة في المنطقة، وفي ظل انقطاع الماء والكهرباء منذ بداية شهر رمضان.
وفي ريف اللاذقية الشمالي، تجدّدت الاشتباكات أمس بين قوات الجيش السوري المدعومة من حزب الله اللبناني من جهة ومقاتلي الجيش الحر وفصائل معارضة أخرى من جهة أخرى في منطقة نبع المر. وأفاد ناشطون معارضون بأن الاشتباكات «لم تسجل أي تقدم لأي طرف في المنطقة»، في حين وردت أنباء عن وقوع قتلى في صفوف قوات النظام.
وفي الريف تعرّضت قرى جبل اكراد لقصفٍ صاروخي وُصف بـ«العنيف» من قبل قوات النظام المتمركزة في قمة النبي يونس ومرصد أنباتة، والتي استهدفت مزرعة أبو ريشة وقرية الكرت، ما أدى إلى سقوط جرحى مدنيين، فيما استهدفت كتائب معارضة بلدة كسب، الخاضعة لسيطرة النظام، بصواريخ من طراز غراد.
وفي ريف حلب سقط عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال ونساء من جراء غارات نظامية استهدفت مدينتي مارع وتل رفعت، فيما استهدف قصف جوي حي الزبدية في مدينة حلب. وقالت وكالة الأنباء السورية (سانا) بأنّ وحدات من الجيش السوري واصلت عملياتها ضد تجمعات الجماعات المسلحة في المدينة وريفها وأوقعت في صفوفهم قتلى ومصابين وأحرزت تقدما كبيرا في الرحيمة بريف حلب الشمالي الشرقي بعد أن قضت على أعداد كبيرة من المسلحين.
وذكر مصدر عسكري لوكالة «سانا» أن وحدات من الجيش استهدفت المسلحين في قرى وبلدات كفر حمرا وإعزاز ودير جمال والمنصورة ودارة عزة وأورم والأتارب وتل حطابات وحريتان والمدينة الصناعية وتل بلاط والعويجة وبعيدين وحندرات والجندول وحققت إصابات مباشرة في صفوفهم.
واستهدفت قوات تابعة للجيش السوري النظامي بالمدفعية الثقيلة قرية طيبة الإمام في ريف حماه الشمالي، ممّا تسبب بدمارٍ في الأبنية السكنية. وتعرّضت قرية عقربا بريف حماه الجنوبي أمس لقصفٍ مدفعي استمر لأكثر من ثلاث ساعات متواصلة شنّته الحواجز العسكرية التي تتمركز عليها قوات النظام السوري والمحيطة بالبلدة، ما أدّى إلى سقوط قتيلٍ وعددٍ من الجرحى في صفوف المدنيين، بالإضافة إلى دمارٍ في الأبنية السكنية.
من جهة أخرى، أصدرت لجنة الحريات الصحافية في رابطة الصحافيين السوريين تقريرا أمس وثقت خلاله الانتهاكات الممارسة بحق الصحافيين والنشطاء الإعلاميين أثناء تأدية مهمتهم في سوريا. وأحصت في التقرير مقتل 4 نشطاء إعلاميين وصحافيين خلال شهر يونيو الماضي، ليرتفع عدد ضحايا الإعلام إلى (244) منذ شهر مارس (آذار) 2011.