العبوات الناسفة تعوق تقدم الجيش العراقي داخل مدينة تكريت

محافظ صلاح الدين لـ(«الشرق الأوسط») : لم تصل الإمدادات العسكرية اللازمة للسيطرة على الأرض

متطوعون في الجيش العراقي في عرض عسكري بمعسكر في بغداد أمس (رويترز)
TT

أعلن محافظ صلاح الدين أحمد عبد الله الجبوري، أن «نحو 70 في المائة من محيط مدينة تكريت وأطرافها قد أعيد السيطرة عليه من قبل قوات الجيش والأجهزة الأمنية»، كاشفا في حديث لـ«الشرق الأوسط» عن أن «الجيش يتقدم ببطء باتجاه المدينة لسببين رئيسين أولهما العبوات الناسفة التي زرعها المسلحون في كل الأماكن التي ينسحبون منها، والثاني هو عدم وصول الإمدادات العسكرية مع الآليات القادرة على مسك الأرض بعد إعادة السيطرة عليها من قبل القطعات التي تتقدم».

وأضاف الجبوري، أن «أطراف مدينة تكريت، من أحياء وضواح وقرى ونواح، لم تعد تحت سيطرة المسلحين، بل حتى في داخل تكريت هناك قتال وأصبحت مدينة أشباح بعد أن هجرها سكانها بسبب العمليات العسكرية، وبالتالي فلا سيطرة لهم عليها، بل هم الآن لديهم مهمة واحدة وهي زرع العبوات الناسفة التي من شأنها إعاقة تقدم القطعات العسكرية وبهدف استنزافها وخلق نوع من اليأس داخلها»، مشيرا إلى أن «الفرقة الثانية تستعد الآن لدخول تكريت بوتيرة أسرع بعد أن أكملت الجهات العسكرية العليا إمدادها بالرجال والآليات القادرة على مسك الأرض حتى لا يحصل تراجع».

وبشأن الفترة الزمنية التي يتوقع أن تنتهي فيها المعارك في تكريت، قال الجبوري إن «العملية تأخذ بعض الوقت وقد تستغرق أكثر من شهر وتقف وراء ذلك أسباب كثيرة، منها أن الانسحاب السريع للجيش في الموصل أدى إلى تراجع واضح في المعنويات، وبالتالي فإن استعادة زمام المبادرة تحتاج إلى وقت وإلى زخم عسكري، لا سيما الأسلحة والآليات مع وجود الرجال خاصة المتطوعين الذين من المقرر أن يبدأ قسم كبير منهم في المعارك التي ما كان يمكن لها أن تكون بهذه الطريقة لولا الخديعة التي مورست ضد الجيش والتي أسهم فيها بعض القادة للأسف، علما بأن المعلومات التي توفرت لدينا تشير إلى أن خطة احتلال الموصل وتكريت جرى الإعداد لها منذ سنة، بينما انشغل جيشنا بعمليات الأنبار، لا سيما في أوائل العام الحالي، وهو ما أثر كثيرا على مسارك المعارك التي تنتشر في مناطق واسعة وشاسعة معا بين صحارى ووديان وأنهار وجبال ومدن، وهي كلها عوامل مؤثرة سلبا سواء على المعنويات أو الطاقة القتالية».

وردا على سؤال عما إذا كان تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) يعد العدة لمعركة أخرى مع الجيش في تكريت ومحيطها، قال الجبوري، إن «(داعش) مطوق الآن من كل الجهات ولم يعد لديه إمدادات، ولذلك فهو رمى بكل ثقله في تكريت الآن، علما بأن المهمة المقبلة هي تأمين مصفى بيجي بالكامل وسامراء والتوجه إلى الموصل، حيث بدأت هناك بوادر انتفاضة عشائرية».

وكان الناطق الرسمي باسم القيادة العامة للقوات المسلحة الفريق قاسم عطا قال في مؤتمر صحافي عقده أمس في بغداد: «لدينا معلومات دقيقة عن أن أغلب عشائر الموصل تتهيأ لانتفاضة كبرى لطرد الدواعش وملاحقة فلولهم، ونتلقى يوميا اتصالات حول الانتفاضة العشائرية من ضباط الجيش العراقي السابق ومن أبناء العشائر من مختلف المذاهب، والجميع يتهيأ لانتفاضة كبرى ضد الدواعش ليس في الموصل فقط وإنما أيضا في صلاح الدين»، مشيرا إلى أن «عشائر منطقة الزوية كانت وقفتها مشهودة ضد الإرهابيين، إذ دمروا أمس (الاثنين) 30 سيارة تابعة لهم وقتلوا العشرات منهم». وأضاف عطا، أن «القوات الأمنية مستمرة في تقديم الدعم والإسناد للعشائر المنتفضة»، لافتا إلى أن «عددا كبيرا من ضباط الجيش السابق في مناطق العلم والشرقاط يعدون العدة للقيام بانتفاضة شعبية ضد (داعش)، والقوات الأمنية مستعدة لإسنادهم». وأشار إلى أن «قيادات العمليات في المحافظات الساخنة قد حققت إنجازات كبيرة من الجانب العسكري منها تكثيف الطلعات الجوية في منطقة جرف الصخر استعداد لتطهير المنطقة من الدواعش وحواضنهم». وتابع أن «عصابات (داعش) الإرهابية شنت هجوما على مصفى بيجي يوم أمس (الاثنين) إلا أن قوات النخبة وقوات الجيش العراقي الباسل تمكنت من صد الهجوم وكبدت عصابات (داعش) خسائر مادية وبشرية كبيرة». واستدرك أن «القوات المسلحة تتقدم للدخول إلى مدينة تكريت»، مؤكدا حرصها على أرواح المواطنين وممتلكاتهم والبنى التحتية للقضاء.