أعمال عنف جديدة تستهدف السياحة في سواحل شرق أفريقيا

مهاجمة مطعم يرتاده أجانب في تنزانيا واعتداء ضد محمية طبيعية في كينيا

TT

أعلنت الشرطة أمس أن أعمال عنف جديدة استهدفت مواقع سياحية في تنزانيا وكينيا مما يؤثر بشدة على القطاع السياحي الذي يعد من أهم موارد هذين البلدين الواقعين في شرق أفريقيا. ولم توقع الهجمات الجديدة التي كان بينها اعتداء بقنبلة على مطعم في تنزانيا وآخر على محمية طبيعية خاصة في كينيا، قتلى كما يبدو أنه لا توجد أي صلة بينها. لكن هذه الهجمات وجهت ضربة جديدة لصناعة السياحة التي تضررت بالفعل كثيرا جراء سلسلة مذابح وقعت منذ منتصف يونيو (حزيران) الماضي وتسببت في إلغاء الكثير من الحجوزات في أوج الموسم السياحي، موجهة ضربة قاسية لهذا القطاع الحيوي الذي يعتمد عليه البلدان في الحصول على العملات الصعبة وفي توفير فرص عمل للمحليين.

ففي شمال تنزانيا، فجر مجهولون قنبلة يدوية الصنع مساء أول من أمس في مطعم بمدينة أروشا يتردد عليه الأجانب والنخبة المحلية. وتستخدم هذه المدينة كمحطة في الطريق إلى جبل الكليمنجارو، أعلى قمة في أفريقيا حيث يصل ارتفاعها إلى 5895 مترا، أو إلى حديقة سرينغيتي الطبيعية المشهورة عالميا بتنوع حيواناتها. وقال ايسايا منغولو المسؤول الكبير في الشرطة «لم يسقط قتلى لكن أصيب ثمانية أشخاص أحدهم إصابته خطرة»، مضيفا أن «كل الجرحى تنزانيون». وأعلن عن اعتقال مشبوهين تنزانيين دون مزيد من التفاصيل.

وكانت «حركة الشباب» الصومالية المرتبطة بالقاعدة، شنت سلسلة هجمات في دول المنطقة، إلا أن الشرطة التنزانية رأت أنها ليست مسؤولة عن هجوم أول من أمس. وخلافا لكينيا التي تتعرض بانتظام لهجمات من هؤلاء الإسلاميين، لم ترسل تنزانيا قوات مقاتلة إلى الصومال لمحاربة الشباب.

وفي كينيا تعرضت المنطقة الساحلية القريبة من أرخبيل لامو السياحي مساء أول من أمس لهجوم جديد شنه مسلحون أقدموا على إحراق مكاتب محمية طبيعية خاصة دون وقوع قتلى. وقال شاهاسي عبد الله ممثل الولاية في المنطقة «لقد أشعلوا النار في المبنى وفي عدة سيارات ثم جرى تبادل إطلاق نار بينهم وبين الشرطة». وأرخبيل لامو، المدرج في قائمة التراث العالمي لليونيسكو، من أهم المعالم السياحية في كينيا، لكن الزوار الأجانب انصرفوا عنه حاليا بسبب الهجمات المتزايدة التي تشهدها المنطقة.

وفي أقل من شهر، كانت منطقة الساحل هدفا لسلسلة من الهجمات التي أوقعت 87 قتيلا حسب الصليب الأحمر. آخر هذه الهجمات كان ليل السبت - الأحد الماضي وأوقع 21 قتيلا. وأعلنت حركة «الشباب الصومالية» مسؤوليتها عن هذا الهجوم إلا أن الشرطة اتهمت مجموعة انفصالية محلية هي مجلس مومباسا الجمهوري بالوقوف وراءه. كما تبنت حركة الشباب الهجمات التي وقعت الشهر الماضي وخاصة الهجوم على بلدة مبيكيتوني الذي أوقع 50 قتيلا.

والمجموعة التي تقول إنها تشن هذه الهجمات ردا على إرسال قوات كينية للقتال في الصومال، دعت السياح إلى عدم زيارة كينيا التي أعلنتها «منطقة حرب»، وحذرتهم من أنهم يعرضون أنفسهم بذلك «لعواقب مريرة».

من جانبه، استبعد الرئيس الكيني أوهورو كينياتا مسؤولية حركة الشباب منددا بـ«أعمال عنف قبلية ذات دوافع سياسية». وزاد من خطورة الموقف مقتل سائحة روسية الأحد الماضي على أيدي مسلحين في مومباسا، الميناء الكبير على ساحل المحيط الهندي. وكانت السائحة في زيارة لقلعة برتغالية تعود إلى القرن السادس عشر مصنفة من التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو عندما هاجمها لصوص عاديون، حسب الشرطة.

وأخيرا قتل شخص وأصيب عدد كبير آخر في هجوم استهدف مساء أول من أمس مطعما في مدينة واجير شمال شرقي كينيا حسب الشرطة. إلا أن هذه المنطقة النائية والمضطربة ليست ضمن المناطق السياحية.