صوفيات «مهرجانات بيت الدين» مع رابعة العدوية وجلال الدين الرومي

حفل يجمع وعد بوحسون مع قدسي أرغونر وفرقتي حلب وإسطنبول

وعد بوحسون تعزف على العود وتغني في بيت الدين - الموسيقي التركي قدسي أرغونر.. صوفي أبا عن جد
TT

حفل صوفي رفيع مساء اليوم في قصر الأمير الشهابي التاريخي ضمن «مهرجانات بيت الدين»، حيث يجتمع في أمسية واحدة الموسيقي التركي عازف الناي الشهير قدسي أرغونر، إلى جانب فواز باكر، عازف العود والقانون والكمان الجهير أو (الكونترباص) والمدير السابق للمعهد الموسيقي في حلب، والمغنية السورية وعازفة العود وعد بوحسون التي ستغني أجمل قصائد رابعة العدوية وجلال الدين الرومي وابن عربي. يرافق هؤلاء، فرقتا حلب وإسطنبول لأداء مصنفات من الموسيقى التركية والسورية. هذه الخلطة من الفنانين السوريين والأتراك، الذين يلتقون الليلة يفترض أن تكون بمثابة هدية لعشاق الصوفية والطرب.

وإذ يأتي هذا الحفل متوافقا مع الأجواء الرمضانية، إلا أنها ليست المرة الأولى التي يستقبل فيها المهرجان هذا النمط الموسيقي التراثي، بل بات الأمر من تقليديات البرنامج السنوي الذي يسجل له أنه يخصص للطرب العربي كما الموسيقى الصوفية، مكانة خاصة. وبفضل هذا الاهتمام تمكن رواد المهرجان من التعرف على كبار في عالم الصوفية والموسيقات الإثنية، كما الإنشاد الديني. ولعل أبرز نجوم حفل الليلة هو الموسيقي قدسي أرغونر، المقيم منذ أربعين عاما في فرنسا، وكان له دور مهم في التعريف بالموسيقى الصوفية، حيث أحيا حفلات في الكثير من المهرجانات الأوروبية والعربية والتركية وبينها «بيت الدين». ويعود هذا الموسيقي وعازف الناي الذي وضع الكثير من المصنفات الموسيقية، وهو المتحدر من أسرة صوفية أبا عن جد، إلى جبل لبنان ليمتع جمهوره، وهو يحمل تجربة طويلة سواء في تعليم التقاليد الصوفية أو دمج الموسيقى الصوفية مع الجاز وتلك الكلاسيكية الغربية. كما ساهم أرغونر بشكل كبير في نشر الصوفية في بلده الأم التي يحرص على العودة إليها عازفا ومعلما ومنميا لنوع من الفن يعده أصلا ومنبعا، في شيء من التحدي لثقافة المنع والكبح التي مورست على الصوفية طوال ستين سنة، بعد الإعلان عن الجمهورية التركية الحديثة، وقبل أن يفك الحظر رويدا رويدا، ويلتقط الصوفيون أنفاسهم.

أما مغنية الحفل وعد بوحسون التي نشأت في حلب، والمقيمة حاليا في فرنسا، وكان لشريف خزندار دور كبير في إطلاقها، وعرفت بغنائها الصوفي وأدائها الموشحات فستغني لجلال الدين الرومي وابن عربي ورابعة العدوية، كما أنها ستقدم موشحين خلال هذه الحفلة.

وهي المرة الأولى التي يستضيف فيها بيت الدين بوحسون التي غنت في عشرات الحفلات التي أخذتها إلى سويسرا وإيطاليا وإسبانيا وأبوظبي وكوريا الجنوبية، كما أنها شاركت بداية العام الحالي في «مهرجان الموسيقى الروحي» في عمان. وبوحسون مغنية شابة حاملة لإجازة في الموسيقى من المعهد العالي للموسيقى في دمشق وماجستير ودكتوراه في علم الموسيقى الإثنية من فرنسا جامعة نانتير، وهي مطربة وملحنة وتعد البرامج الثقافية.

يبقى أن العازف فواز باكر الذي سيطل في حفل الغد تتلمذ على يد كبار أساتذة الموسيقى العربية والتركية، وكان قد جمع إلى جانب الموسيقى العربية معرفة بالغربية بعد أن تابع دروس الجاز في ليون في الثمانينات من القرن الماضي، وعزف مع الكثير من الفرق الموسيقية في فرنسا وسوريا، وهو بموازاة تخصصه، يجري بحثا معمقا حول هندسة تقاسيم الموسيقى الشرقية.

وهذه الحفلة هي الثالثة ضمن مهرجانات بيت الدين يتبعها حفل رابع يوم الجمعة 18 من الحالي للمغنية البريطانية المعروفة كاتي ميلو، ومن ثم العرض الراقص المنتظر بعنوان «تايتنك» يومي 25 و26 من يوليو (تموز)، تتبعهما حفلة كاظم الساهر التي باتت أشبه بتقليد سنوي في مهرجانات بيت الدين وذلك يوم 2 أغسطس (آب)، يتلوه حفل التينور خوان ديغو فلوريز، حيث يغني برفقة أوركستر بودابست بقيادة المايسترو كريستوفر فرانكلين، ومسرحية «أنتيغون» لوجدي معوض التي تختتم «مهرجانات بيت الدين» لهذه السنة، بثلاثة عروض أيام 7 و8 و9 أغسطس.