بارزاني يختتم زيارته إلى أنقرة.. والملفان الأمني والاقتصادي تصدرا المباحثات

خبير كردي: الضغوط الأميركية لبقاء الكرد ضمن العملية السياسية آتت أكلها

جانب من لقاء رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان ورئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني في أنقرة مساء أول من أمس (أ.ب)
TT

أعلن مسعود بارزاني، رئيس إقليم كردستان، في أنقرة التي اختتم زيارة رسمية لها أمس، الاستمرار بالعملية السياسية في العراق وصولا إلى تشكيل حكومة جديدة، مشددا في الوقت ذاته على ضرورة إحداث تغييرات لصالح كل مكونات الشعب العراقي.

وقال بارزاني خلال اللقاء الذي جمعه برئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان في أنقرة مساء أول من أمس: «إن إقليم كردستان يعمل على محورين هما الاستمرار في العملية السياسية في بغداد للوصول إلى تشكيل حكومة جديدة، والمحور الثاني العمل على بناء كردستان وحمايتها من كل أشكال التهديدات». وذكر بيان لرئاسة الإقليم أن الاجتماع الثنائي بين رئيس الإقليم ورئيس الوزراء التركي استغرق ساعتين، مبينا أن الجانبين بحثا خلاله الأوضاع الجديدة والأزمة المعقدة التي يعاني منها العراق وسبل إنهائها، وضرورة إحداث تغييرات لصالح كل المكونات العراقية وإعادة الأمن والأمان إلى العراقيين. كما أشار الجانبان إلى مخاطر الإرهاب وأبعاد هذا التهديد على العراق والمنطقة، وتشكيل الحكومة العراقية الجديدة.

في السياق ذاته، قال محمد علي ياسين، المتحدث الرسمي باسم كتلة الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة بارزاني في برلمان الإقليم لـ«الشرق الأوسط»: «إن النيات الحسنة لتركيا في هذه المرحلة ودعمها الدائم لإقليم كردستان، وخصوصا في المجال الاقتصادي، تحثنا على أن نعمق علاقاتنا الثنائية معها يوما بعد يوم، وهذا ما نراه الآن»، مشيرا إلى «أن هناك علاقات وطيدة بين الجانبين، فالقيادة السياسية الكردية والحكومة في كردستان تسعى وباستمرار إلى تطوير هذه العلاقات مع الجانب التركي». وتابع: «في الوقت الذي تعطينا بغداد ظهرها نرى أن تركيا تعرب عن تأييدها لنا، خصوصا اقتصاديا وأمنيا».

ووصف ياسين زيارة بارزاني إلى تركيا بـ«الناجحة وسيكون لها أثر إيجابي على الجانبين»، مشيرا إلى أن المواضيع الأمنية والاقتصادية تصدرت المباحثات.

من جانبه، يرى عبد الحكيم خسرو، رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة صلاح الدين بأربيل أن العلاقات بين أربيل وأنقرة «دخلت مرحلة جديدة قبل سنوات، وهذه المرحلة مبنية على مجموعة من التفاهمات حول التعاون الاقتصادي والتعاون السياسي وحتى التعاون الأمني، وبعد سقوط الموصل بيد الجماعات المسلحة بدأت مرحلة أخرى من هذه العلاقات، وهي تعامل تركيا مع التزامها في مجال الدفاع عن إقليم كردستان أو مساعدة الإقليم في الدفاع عن نفسه أمام الجماعات المسلحة أو أي تهديد آخر، لأن الإقليم هو الجزء الوحيد في العراق الذي يؤمن الطاقة لتركيا، وإذا تعرض الإقليم لتهديد فإن هذا سيعني تعرض المصالح التركية هي الأخرى لذلك التهديد».

ورجح خسرو أن يكون الاستفتاء لتقرير المصير الذي صرح به رئيس الإقليم قبل مدة كان من بين المواضيع التي نوقشت، وقال: «من المفروض توضيح وجهات النظر وإعطاء تصورات واضحة لتركيا ونية الإقليم في ما يتعلق ببناء دولة مستقلة والتعاون في هذا السياق، لأن تركيا هي الممر الوحيد والرئيس لاستمرار وبقاء هذه الدولة، ومن دونها لا يمكننا القول إن الإقليم سيلجأ إلى هذا الخيار».

وحول ما إذا حصل رئيس الإقليم على ضمانات من تركيا لإعلان الاستقلال، رجح خسرو «استمرار الكرد في إطار العملية السياسية في العراق، بسبب الضغوط الأميركية»، مضيفا أن «خيار البقاء في العملية السياسية هو المرجح حاليا، فالضغوط الأميركية آتت أكلها».