الحوثيون ينقلون أسلحة «اللواء 310» إلى صعدة بينها 50 دبابة ومنصات صواريخ

«أوكسفام» تحذر من خطورة الأوضاع الإنسانية جراء أزمة الوقود في اليمن

المقر الرئيس لحزب الإصلاح الإسلامي بعمران وقد تحول إلى ركام (رويترز)
TT

يواصل الحوثيون مساعيهم لتطويق العاصمة اليمنية صنعاء عبر الاستيلاء على الجبال والهضاب المطلة على العاصمة والمواقع العسكرية الحساسة، في وقت حذرت منظمة دولية من خطورة الوضع الإنساني على المواطن اليمني في ظل انعدام المتطلبات اليومية كافة.

وقالت مصادر سياسية وقبلية في محافظة عمران لـ«الشرق الأوسط»، إن الحوثيين لم ينسحبوا، حتى اللحظة، من المحافظة حسبما وعدوا بذلك، وعدت تلك المصادر ما أعلنه الحوثيون بهذا الخصوص «مجرد التفاف على قرار مجلس الأمن والمواقف الدولية المنددة بالعدوان الحوثي على محافظة عمران»، وذكرت المصادر أن المتمردين الحوثيين يواصلون مساعيهم الحثيثة للاستيلاء على جبل «ضين» المشرف على مطار صنعاء الدولي والقاعدة الجوية (قاعدة الديلمي الجوية). وأشارت مصادر محلية إلى احتدام المعارك بين الحوثيين المسلحين ورجال القبائل الذين يرفضون تمركز هذه الجماعة المتمردة على أراضيهم و«اتخاذها منطلقا لشن هجمات ضد أهداف حكومية، عسكرية ومدنية».

وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر محلية في عمران أن جماعة الحوثي قامت بنقل المعدات العسكرية الثقيلة كافة التي استولت عليها من محافظة عمران خلال استيلائها على معسكر «اللواء 310»، إلى محافظة صعدة، المعقل الرئيس للجماعة، وبينها أكثر من خمسين دبابة ومدرعات ومنصات صواريخ كاتيوشا وغيرها من الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وأكدت المصادر لـ«الشرق الأوسط» استمرار ميليشيات الحوثي في مداهمة المنازل في مدينة عمران والاستيلاء على محتوياتها، وبالأخص منازل السياسيين ومقرات الأحزاب والمنظمات الاجتماعية، هذا عوضا عن القيام بتفجير بعضها.

هذا في وقت زادت التطورات الميدانية في عمران وما جاورها من المناطق من صعوبة الوضع الإنساني في العاصمة صنعاء، حيث بات الغلاء وانعدام الكهرباء التي تضرب محطاتها كل يوم في محافظة مأرب وانعدام الوقود والمشتقات النفطية بصورة كاملة، هما يوميا لدى المواطن اليمني، حيث يتقاتل اليمنيون كل يوم أمام محطات الوقود للحصول على بضعة لترات من البنزين.

في غضون ذلك، قالت منظمة أوكسفام الدولية إن على الحكومة اليمنية والمانحين أن يعالجوا، على الفور، الآثار الإنسانية لأزمة الوقود، بالتوازي مع أسبابها الجذرية، وعدت المنظمة، في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، أن أزمة الوقود الحادة في اليمن تهدد بـ«تعميق أزمة إنسانية خطيرة بالفعل، وذلك وفق تقرير جديد نشرته منظمة أوكسفام الشهر الماضي، بعنوان (اليمن في أزمة: كيفية صمود اليمن أمام أزمة الوقود وتأمين مستقبله)». ودعا «التقرير المجتمع الدولي والحكومة اليمنية إلى تقديم الدعم العاجل للمستضعفين من اليمنيين تحاشيا لوقوع كارثة».

وبحسب المنظمة الدولية، فإن اليمن «تعتمد في أكثر من 50 في المائة من عائداتها على النفط، بيد أن زيادة الهجمات على البنية التحتية النفطية خلال الأشهر الأخيرة قلصت كثيرا من تلك العائدات، التي كانت تتيح للسلطات الحفاظ على أقل سعر بيع للجمهور وأعلى دعم للوقود في العالم»، وتؤكد «أوكسفام» أن «الحكومة قالت إنها لم تعد قادرة على استيراد الوقود مع الإبقاء على الدعم، وهو ما أدى إلى حالات نقص في الوقود وازدهار السوق السوداء، حيث ارتفع سعر السولار بنسبة تصل إلى 400 في المائة، ليبلغ 1.86 دولار، وهو رقم بعيد عن متناول معظم اليمنيين».