الجيش الإسرائيلي يعلن إحباط عملية تسلل من غزة.. و«القسام» تؤكد نجاح المهمة وعودة منفذيها

إسرائيل وحماس تستأنفان الهجمات المتبادلة بعد انتهاء «الهدنة الإنسانية»

TT

تبادلت إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة الهجمات مباشرة بعد انتهاء مهلة الهدنة الإنسانية التي استمرت ست ساعات من الساعة العاشرة حتى الساعة الثالثة بتوقيت فلسطين، في تصعيد جديد يسبق هدنة محتملة اليوم.

وقصفت الطائرات الإسرائيلية مزيدا من المنازل التابعة لقادة حماس السياسيين وأعضاء في المجلس التشريعي، وما قالت إنه أنفاق وأهداف في غزة، وتركزت الضربات في البداية على أحياء بيت لاهيا والشجاعية، وهما المنطقتان اللتان طالب الجيش الإسرائيلي السكان فيهما بمغادرة منازلهم بلا رجعة، فيما استهدفت الفصائل الفلسطينية تجمعات إسرائيلية في محيط القطاع شملت عسقلان وشاعر هنغيف وكيسوفيم وسديروت وبئر السبع واشكول.

وقتلت إسرائيل أمس تسعة فلسطينيين لترتفع حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة في يومه العاشر إلى 231 شهيدا، بينهم 49 طفلا و37 سيدة و30 مسنا، و1685 جريحا بينهم 445 طفلا. وأحصى الفلسطينيون تدمير 350 منزلا على الأقل بشكل كامل ومئات بشكل جزئي. ومرت فترة الهدنة الإنسانية في غزة بهدوء نسبي، واستغل الفلسطينيون التهدئة لشراء الحاجيات الأساسية والوصول إلى المستشفيات والبنوك.

وكانت الأمم المتحدة اقترحت عبر مبعوثها لعملية السلام في الشرق الأوسط روبرت سيري «هدنة إنسانية» لتمكين مواطني قطاع غزة من التزود بالغذاء والمؤسسات الإنسانية من تقديم المساعدات للمواطنين الرازحين تحت القصف الإسرائيلي المكثف، ووافقت حماس وإسرائيل على الاقتراح». وقبل دخول الهدنة حيز التنفيذ نفذت مجموعة من حماس عملية معقدة في منطقة «صوفا» العسكرية شرق مدينة رفح.

وتضاربت الأنباء حول العملية التي قال الجيش الإسرائيلي إنه أحبطها، وقالت حماس إنها نفذت بالكامل. وتوعد مصدر عسكري إسرائيلي كبير بالتصعيد ضد حماس في أعقاب عملية النفق قرب صوفا.

وقال المصدر ذاته إن مثل هذه العمليات تؤكد على ضرورة تنفيذ عملية برية في غزة، مضيفا «يجب دخول القطاع من أجل مكافحة الإرهاب بصورة ناجعة».

ويعتقد مسؤولو الجيش الإسرائيلي أن تنفيذ عملية برية في غزة سيعالج بشكل مباشر مسألة الأنفاق ويساعد على اكتشفاها وتدميرها بطريقة أنجع من الغارات الجوية. ويدعم وزراء في حكومة إسرائيل الدخول في عملية برية، بينهم وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان ووزير الاقتصاد نفتالي بينت. وطلب ليبرمان من سفراء إسرائيل أمس «إيضاح موقف إسرائيل التي لن تقبل باستمرار تعرضها لاعتداءات صاروخية، وأن من حقها أن تعمل كل ما بوسعها على الصعيد العسكري من أجل وضع حد لإرهاب الصواريخ». وطلب بينت بتحويل سياسة إسرائيل من القبة الحديدية إلى القبضة الفولاذية، في إشارة إلى الهجوم على غزة.

وقال يؤاف مردخاي، منسق الحكومة الإسرائيلية في الضفة وغزة، إن هناك احتمالا كبيرا لتوسيع العملية العسكرية إلى برية إذا لم يتوقف إطلاق النار. وأعلن مردخاي فشل حماس في مفاجأة إسرائيل، وقال إن الجيش الإسرائيلي تصدى لوحدة كوماندوز من حماس وقتل بعضها قرب الحدود الجنوبية للقطاع. ونشر الجيش الإسرائيلي فيديو يظهر نحو 13 شخصا يتجمعون ويدخلون في فتحة نفق في الأرض في ما بدا انسحابا من المكان، ثم أظهر الفيديو في لقطة ثانية قصفا لعين النفق وحدوث انفجارات كبيرة لكن من دون أن يتضح ما إذا كان القصف أصاب أحدا من المسلحين أم أنه جرى بعد الانسحاب.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه أفشل محاولة تسلل 13 شخصا إلى إسرائيل من خلال استخدام نفق حفر شرق رفح يفضي إلى موقع صوفا العسكري، وقتل ثمانية منهم.

وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال اللفتنانت كولونيل بيتر ليرنر، للصحافيين «القوات الإسرائيلية رصدت نحو 13 إرهابيا يحاولون التسلل إلى إسرائيل من خلال استخدام نفق بنته حماس، وتصدت لهم وجرى إفشال هجوم إرهابي كبير».

وقالت مصادر عسكرية إسرائيلية إن إحباط محاولة التسلل من قطاع غزة إلى منطقة صوفا الحدودية «جرى بفضل إنذار استخباراتي محدد نقله جهاز الأمن العام (الشاباك)». كما عزت المصادر هذا الإنجاز إلى مرابطة قوات معززة من الجيش في المنطقة.

وعثر قرب فتحة النفق على عبوات ناسفة عديدة وصواريخ مضادة للدروع ورشاشات كان يحملها مقاتلو حماس. وأعلنت سلطات الجيش عن محيط النفق منطقة عسكرية مغلقة. لكن حماس نفت رواية الجيش الإسرائيلي، وقالت إنها مرتبكة ومفبركة. وأعلنت كتائب القسام مسؤوليتها عن العملية، وقالت إن المجموعة عادت إلى قواعدها سالمة. وقال بيان للقسام «قامت مجموعة خاصة من كتائب القسام بعملية تسلل خلف خطوط العدو بمنطقة صوفا في تمام الساعة الرابعة صباحا وخلال انسحابها بعد استكمال مهمتها تعرضت لنيران طيران العدو، وقد عاد كل مجاهدينا بسلام». ولم يعرف على وجه الدقة ما المهمة التي نفذها مقاتلو حماس في المنطقة. وذكرت «القسام» أنها مهمة خاصة.

وفي الضفة الغربية، اعتقلت القوات الإسرائيلية أمس 43 فلسطينيا على الأقل. وقال نادي الأسير إن قوات الاحتلال اعتقلت 30 مواطنا من القدس، وسبعة مواطنين من محافظة الخليل، ومواطنا واحدا من محافظة بيت لحم، وخمسة مواطنين من الداخل. وبذلك يرتفع عدد المعتقلين منذ بدء الحملة العسكرية الإسرائيلية في الضفة بعد اختفاء ثلاثة مستوطنين ومن ثم العثور عليهم مقتولين قرب الخليل، إلى 1146 أسيرا، منهم 298 معتقلا من محافظة الخليل، و191 معتقلا من الداخل، و196 معتقلا من القدس، و117 من نابلس، و109 معتقلين من بيت لحم، و82 معتقلا من رام الله والبيرة، و72 معتقلا من جنين، و37 معتقلا من طولكرم، و20 معتقلا من قلقيلية، و24 معتقلا من محافظات طوباس وسلفيت وأريحا.