وزير الخارجية المغربي يحذر من تدهور الأوضاع الأمنية في المنطقة العربية

أعلن عزم الرباط وباريس توقيع اتفاقيات لطي صفحة الماضي

TT

أكد صلاح الدين مزوار، وزير الخارجية والتعاون المغربي، خلال الاجتماع المشترك للجنتي الخارجية في مجلسي البرلمان، الذي انعقد مساء أول من أمس، أن الأوضاع في المنطقة العربية معرضة إلى مزيد من الاضطراب وغياب الاستقرار. وحذر مزوار من التحضير لخريطة جديدة لـ«الشرق الأوسط»، جراء التحولات الخطيرة التي يعيشها العراق وسوريا وليبيا، مضيفا أن ما نشرته الصحافة الأميركية حول اختفاء بعض الدول التي تعرف نزاعات مسلحة وتعويضها بكيانات جديدة، هو أمر قريب مما يجري على أرض الواقع.

وقدم مزوار عرضا شاملا أمام أعضاء لجنتي الخارجية في مجلسي النواب والمستشارين حول آخر مستجدات الوضع بخصوص القضية الفلسطينية والعدوان الإسرائيلي على غزة، وقال إنه «فور اندلاع هذا العدوان الغاشم، أمر الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، بمنح مساعدة إنسانية عاجلة بقيمة خمسة ملايين دولار لسكان قطاع غزة، وأعطى تعليماته إلى الحكومة لاتخاذ الإجراءات الضرورية لتسريع هذا الدعم. كما قرر العاهل المغربي منح الجرحى ضحايا الهجوم الإسرائيلي، إمكانية الاستشفاء وتلقي الرعاية الطبية والعلاج في المغرب، في إطار التضامن الدائم والدعم المتواصل للمملكة مع الشعب الفلسطيني الشقيق».

وبخصوص مستجدات الوضع في العراق، قال مزوار إن انعكاسات الصراع السياسي والطائفي في هذا البلد ستكون سلبية على المنطقة ككل، وستشكل تهديدا لوحدة وسيادة عدد من الدول، مضيفا أن خطر تقسيم الدول المجاورة للعراق أصبح واردا بقوة، وخص بالذكر سوريا والعراق.

وقال الوزير المغربي إن الصراعات الحالية اليوم في العراق، وسيطرة «داعش» على مدينة الموصل، أصبحت تطرح أكثر من علامة استفهام. وأضاف أن سياسة الإقصاء الطائفي المنتهجة تعد سببا وراء تفاقم انفجار الأوضاع في هذا البلد، وذكر مزوار بأن موقف المغرب مما يجري في العراق يتجلى في تشجيع الحل السياسي التوافقي بين الأفرقاء، بما يضمن وحدة وسيادة البلد.

وتطرق وزير الخارجية المغربي إلى الوضع في سوريا، وقال إن «مفاوضات جنيف 1 و2 وصلت إلى الباب المسدود، وبعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على اندلاع العنف في هذا البلد، لا تبدو أي بارقة أمل في الأفق لحل الأزمة السورية، خاصة بعد فشل كل المبادرات المطروحة عربيا ودوليا، واستقالة المبعوثين المشتركين للأمين العام للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية».

وبخصوص الأزمة في ليبيا، قال مزوار إن المغرب يتابع عن كثب مجريات الأمور في هذا البلد، الذي يعيش على إيقاع أزمة سياسية وأمنية تنذر بتفاقم الأوضاع، وأرجع سببها إلى غياب مؤسسات الدولة القادرة على فرض توجهاتها على مجموع التراب الليبي، وطغيان الصراع القبلي، الذي تغذيه ميليشيات متعددة تتناحر فيما بينها.

وشدد مزوار على أن المغرب يسعى إلى تعزيز الوساطات لإنجاح مسار الانتخابات، التي جرت أخيرا في ليبيا، في انتظار الإعلان عن نتائجها قريبا، وقال إن بلده سيدعم أي حكومة وطنية منبثقة من صناديق الاقتراع، وقادرة على إنجاح مسلسل التوافق بين الليبيين من أجل إقامة مؤسسات الدولة وتقوية قدراتها.

وبخصوص الأزمة الأخيرة التي اندلعت بين المغرب وفرنسا، أكد مزوار أن البلدين يتجهان سويا لتجاوز حالة التوتر التي خيمت على العلاقات بينهما، وقال إن المغرب وفرنسا يعملان بشكل مكثف على طي صفحة الخلاف بينهما، عبر إعداد اتفاقيات قضائية وأمنية تتماشى مع حجم العلاقات الاستراتيجية بين الطرفين، بعد قرار المغرب منذ شهر فبراير (شباط) الماضي تعليق جميع اتفاقيات التعاون القضائي بين البلدين، كرد فعل على استدعاء السلطات القضائية الفرنسية لمدير المخابرات عبد اللطيف الحموشي، للتحقيق معه حول مزاعم بشأن التعذيب.