بدأت هيئة السوق المالية السعودية بصورة فعلية، يوم أمس، تطبيق قرارها المتعلق بوضع علامات مخصصة أمام الشركات الخاسرة في السوق المحلية، حيث وضعت العلامة الصفراء أمام سهم شركة «العالمية للتأمين» عقب بلوغ خسائرها نحو 57 في المائة من رأس المال، والعلامة الحمراء أمام سهم شركة «بيشة الزراعية» عقب بلوغ خسائرها أكثر من 128 في المائة من رأس المال.
وطبقت هيئة السوق المالية تنظيمها الجديد على الشركات الخاسرة يوم أمس، حيث أوقفت سهم شركة «العالمية للتأمين» لمدة ساعتين عن التداول بهدف لفت انتباه المستثمرين إلى خسائره المحققة، وهو الأمر الذي قاد سهم الشركة للافتتاح على اللون الأحمر قبل أن يغلق في نهاية التعاملات على تراجعات حادة بلغت النسبة القصوى.
وفي ضوء هذه التطورات، فإن مساهمي شركة «بيشة الزراعية» سيكون أمامهم بدءا بتعاملات الأمس، عرض أسهمهم للبيع لأول مرة منذ أكثر من ثمانية سنوات عقب إيقاف سهم الشركة عن التداولات اليومية بسبب تفاقم خسائرها، إلا أن عملية عرض أسهم الشركة للبيع ستكون بحسب تنظيمات هيئة السوق المالية السعودية خارج منصة التداولات اليومية.
وتفاعلا مع هذه النتائج والأخبار، بدأ الارتباك يسود تداولات أسهم الشركات المهددة ببلوغ خسائرها أكثر من 50 في المائة من رأسمالها، حيث من المتوقع أن يبلغ عدد الشركات التي ستوضع أمامها علامة تكشف حجم خسائرها، نحو عشر شركات مدرجة في تعاملات السوق المحلية.
وفي هذا السياق، أغلق مؤشر سوق الأسهم السعودية مع ختام تعاملاته الأسبوعية يوم أمس الخميس، على تراجعات محدودة، بلغ حجمها نحو 24 نقطة، وسط سيولة نقدية متداولة بلغت قيمتها نحو 5.9 مليار ريال (1.5 مليار دولار)، في وقت تراجعت فيه أسعار أسهم «العالمية للتأمين» و«زين السعودية» و«بنك الجزيرة» و«كيان السعودية»، بصورة حادة، نتيجة للنتائج المالية المعلنة في الربع الثاني من هذا العام.
وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي نجحت فيه سوق الأسهم السعودية خلال الأشهر القليلة الماضية في تحقيق ارتفاعات إيجابية قفز خلالها المؤشر العام من عند مستويات 9200 نقطة، وصولا إلى مستويات 9930 نقطة، قبل أن تبدأ مرحلة جني أرباح وتراجع امتدت إلى مستويات 9600 نقطة.
وتعليقا على الإجراءات الجديدة التي بدأت هيئة السوق المالية السعودية تفعيلها يوم أمس، أكد الدكتور خالد اليحيى، الخبير الاقتصادي والمالي، لـ«الشرق الأوسط»، أن مثل هذه القرارات والأنظمة يساعد صغار المتداولين على فهم الوضع المالي للشركات المدرجة قبل أن يكونوا ضحية الشراء في أسهم شركات خاسرة قد تكون سببا رئيسا في تحقيق خسائر فادحة في محافظهم المالية.
وأشار اليحيى خلال حديثه إلى أن إغلاق مؤشر سوق الأسهم السعودية فوق مستويات 9770 نقطة مع ختام تعاملاته الأسبوعية أمس، سيساعده على تحقيق أداء إيجابي خلال تعاملات الأسبوع المقبل، في حال إعلان الشركات الكبرى؛ كشركة «سابك»، و«الاتصالات السعودية»، نتائج مالية إيجابية خلال الربع الثاني من هذا العام.
ووفقا لهذه التطورات، فإن نتائج الشركات المدرجة في سوق الأسهم السعودية بالربع الثاني من العام الحالي، باتت مسارا تحدد من خلاله هيئة السوق المالية وشركة «تداول» الوضع المالي للشركات المدرجة، إذ سيجري وضع علامات معينة أمام الشركات الخاسرة في السوق المحلية، في خطوة جديدة من شأنها رفع معدلات الشفافية والإفصاح في سوق الأسهم المحلية.
وبحسب مسؤولين في شركة «تداول» السعودية تحدثوا - مؤخرا - من خلال مؤتمر صحافي عقد في مقر الشركة بالرياض، فإن مساهمي شركة «بيشة الزراعية» التي جرى تعليق أسهمها عن التداول منذ نحو ثماني سنوات، وبقية مساهمي الشركات الموقوفة عن التداول بسبب تفاقم معدلات الخسائر وبلوغها أكثر من 100 في المائة من رأس المال؛ ستكون أمامهم فرصة عرض أسهمهم للبيع عبر مركز إيداع الأوراق المالية، على أن تكون هذه الخطوة خارج منصة التداولات اليومية.
وفي رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، قال وليد البواردي، مدير إدارة التداول النقدي في شركة «تداول»، خلال المؤتمر الصحافي حينها: «عقب إعلان الشركة المدرجة نتائج الربع الثاني من هذا العام، سيجري البدء بتطبيق النظام الجديد المتعلق بالشركات الخاسرة، وفيما يتعلق بالشركات التي فقدت أكثر من 100 في المائة من رأسمالها، فإن المجال سيكون مفتوحا أمام مساهميها لعرض أسهمهم للبيع عبر شركات وساطة مالية، خارج منصة التداول اليومية للسوق المالية السعودية».
ولفت إلى أن هذه الخطوة ستكون داعمة بشكل بارز للمساهمين الأفراد الذين يعانون تعليق أسهمهم عن التداول لفترات طويلة دون القدرة على بيعها أو التصرف فيها، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن جميع الصفقات التي ستجرى عبر شركات الوساطة المالية فيما يخص أسهم الشركات التي خسرت 100 في المائة من رأسمالها، سيشار إليها في موقع شركة السوق المالية السعودية (تداول).