فان غال: وجودي في يونايتد تحد رائع.. وأتطلع إلى نجاح جديد

المدير الفني الهولندي يتبرع بمليون إسترليني للأعمال الخيرية ويكسب الإعلام الإنجليزي في أول يوم له بمانشستر

فان غال برفقة مساعده غيغز يتحدثان لإيدوود المدير التنفيذي ليونايتد في مركز التدريب
TT

نجح الهولندي لويس فان غال في كسب الإعلام الإنجليزي بجانبه في أول يوم له في منصب المدير الفني لنادي مانشستر يونايتد، بإعلانه التبرع بمليون جنيه إسترليني للأعمال الخيرية.

ووصل فان غال إلى مقر تدريب مانشستر يونايتد أمس بعد نجاحه في قيادة المنتخب الهولندي لاحتلال المركز الثالث في مونديال البرازيل، ودون الخلود إلى الراحة، وسط آمال كبيرة من مشجعي يونايتد في أن يتمكن المدرب القدير من إعادة الهيبة للفريق بعد تعثره في الموسم الماضي تحت قيادة المدرب ديفيد مويز.

وكان فريق مانشستر يونايتد قد بدأ معسكر التدريبي في الرابع من يوليو (تموز) الحالي تحت إشراف ريان غيغز الذي سيعمل مساعدا للمدير الفني الهولندي.

والتقى فان غال لاعبي مانشستر يونايتد والجهاز المعاون للمرة الأولى، وأعرب عن أمله أن تسير تجربته في أولد ترافورد على مستوى النجاح نفسه الذي حققه مع الطواحين في مونديال البرازيل.

وقال: «أتمنى أن يصبح فريق مانشستر يونايتد على مستوى النجاح نفسه في المنتخب الهولندي».

ونصح فان غال لاعبيه والجهاز الفني بالعمل الجماعي وإظهار روح الأسرة الواحدة والجلوس جميعا في مطعم النادي.

وبدأ فان غال، وقد بدت عليه علامات الارتياح والاطمئنان، مهمته بإصدار الأوامر بإجراء جولة تدريبية مزدوجة خلال فترة الاستعداد للموسم الجديد الذي ينطلق منتصف الشهر المقبل.

وبصحبة مساعديه الجديدين غيغز وألبرت ستويفنبرغ، قام فان غال بجولة في المقر التدريبي ليونايتد وقدم نفسه لكل لاعب على حدة، لكن من شبه المؤكد أنه لا يزال ينتظر عودة اللاعبين الذين يرتاحون بعد النهائيات العالمية التي اختتمت الأحد الماضي في البرازيل، ومنهم المهاجم الهولندي روبن فان بيرسي قبل أن يتحدث إلى الفريق كاملا.

ومن المقرر أن يسافر غدا فريق مانشستر يونايتد إلى الولايات المتحدة الأميركية لخوض معسكر تدريبي هناك، وخوض عدد من المباريات التحضيرية قبل العودة لافتتاح الدوري في 16 أغسطس (آب) المقبل أمام سوانزي.

وسيقود فان غال، صاحب الخبرة التدريبية الطويلة، يونايتد في أول مباراة في 23 يوليو (تموز) الحالي عند مواجهة لوس أنجليس غالاكسي الأميركي.

ولدى استقباله في مقر النادي، أثار فان غال التعجب لكونه كان يلبس بزة زرقاء ورابطة عنق زرقاء وبيضاء، عوضا عن أحمر مانشستر يونايتد، كما لو كانت رسالة إلى غريم النادي وبطل الدوري مانشستر سيتي صاحب العلامة الزرقاء.

وكان فان غال تعهد غداة توقيعه عقد إشرافه على مانشستر يونايتد لمدة ثلاث سنوات خلفا للاسكوتلندي ديفيد مويز في مايو (أيار) الماضي، بأن يصنع التاريخ بإعادة النادي إلى القمة بعد الخيبة التي عاشها في أول موسم له بعد اعتزال مدربه الأسطوري الاسكوتلندي أليكس فيرغسون.

ووصل فان غال إلى «أولد ترافورد» وفي جعبته عدد مهم من الألقاب توج بها مع أياكس أمستردام (الدوري المحلي ثلاث مرات، والكأس المحلية مرة واحدة، ودوري أبطال أوروبا مرة، ومثلها في كأس الاتحاد الأوروبي، وكأس الإنتركونتيننتال)، وبرشلونة الإسباني (أحرز الدوري مرتين، والكأس مرة، وكأس السوبر الأوروبية مرة أيضا)، وألكمار الهولندي (الدوري مرة واحدة)، وبايرن ميونيخ الألماني (الدوري مرة واحدة، والكأس والكأس السوبر مرة واحدة أيضا).

وسيضع فان غال حملا على مساعده غيغز الذي تسلم الإشراف على الفريق بشكل مؤقت بعد إقالة مويز، في جمع كل المعلومات عن اللاعبين خلال معسكر الإعداد.

ويصف فان غال تجربته الجديدة مع يونايتد بأنها «التحدي الرائع» بعد عودته للعمل مع الأندية منذ إقالته من تدريب بايرن ميونيخ في 2011، رغم نجاحه في مهمته.

ومن المتوقع أن يسرع فان غال الخطى في سوق الانتقالات الصيفية لترميم المراكز الذي أثبتت ضعفا في مانشستر يونايتد الموسم الماضي خاصة في الدفاع والوسط، وهو اكتفى إلى الآن بضم لاعب الوسط أندير هيريرا من أتليتيك بلباو الإسباني والمدافع الأيسر الشاب لوك شو من سوثهامبتون.

وأعلن غيغز، (40 سنة)، اعتزاله اللعب نهائيا بعد أن جرى تثبيته مساعدا لفان غال، وهو بدأ الموسم الماضي لاعبا ومساعدا للمدرب وأنهاه لاعبا ومدربا بعد إقالة مويز.

وأصبح فان غال أول مدرب غير بريطاني يتولى الإشراف على يونايتد، حامل الرقم القياسي بعدد مرات الفوز بالدوري الإنجليزي، الذي أقال مويز بعد عشرة أشهر فقط على تعيينه خلفا للأسطورة فيرغسون، وذلك بعد خروجه من كل المسابقات وفقدانه الأمل بالتأهل إلى المسابقتين الأوروبيتين بحلوله في المركز السابع، وهو المركز الأسوأ للفريق منذ إطلاق الدوري الممتاز.

وتوقع برايان روبسون، القائد السابق لمانشستر يونايتد، أن يعيد فان غال الفريق للمنافسة على اللقب المحلي، كما أن بوسعه أن يثير حماس اللاعبين.

وأشار روبسون إلى أن غياب مانشستر يونايتد عن خوض المنافسات الأوروبية الموسم المقبل قد يساعد الفريق على التركيز على العودة إلى القمة. وقال روبسون: «رأينا كيف كانت هولندا في غاية التنظيم والانضباط خلال نهائيات كأس العالم، ويحدونا الأمل أن يجلب فان غال هذا إلى مانشستر، وأعتقد أنه سيقوم بذلك».

وعن فان غال، قال: «سيرته الذاتية عظيمة، إنه يملك خبرة كبيرة مع الأندية الكبيرة واللاعبين النجوم، وقادر على تحمل الضغوط، ولا يرضى سوى بمنصات التتويج».

وأضاف: «الكثير من اللاعبين انساقوا إلى حالة الإحباط التي سيطرت على النادي الموسم الماضي ولم يقدموا ما كانوا يستطيعون عمله وهم يلعبون تحت قيادة السير أليكس فيرغسون، سيكونون على قدر التحدي الآن، وأتوقع أنهم سيشعرون بالسعادة تحت قيادة المدرب الجديد».

وأشار إلى أن «الافتقار إلى اللعب على الصعيد الأوروبي سيكون محبطا، لكنه سيكون له جانبه المفيد ليونايتد لأن اللاعبين سيحصلون على المزيد من الراحة ولن يتعرضوا للكثير من الإصابات، ويمكن أن يكون هذا مزية حقيقية».

ومنذ أكثر من عشر سنوات، تعرض فان غال لانتقادات قاسية عندما كان يتولى تدريب برشلونة بأنه حوله إلى فريق هولندي، لكن أحد هؤلاء اللاعبين أكد أنه من غير المرجح تكرار ذلك في أولد ترافورد، حيث قال رونالد دي بور: «كان هناك سبعة لاعبين يسيطرون على غرفة الملابس ويتحدثون الهولندية.. كان هذا الموقف غير صحي وأعتقد أن لويس أدرك ذلك ولن يفعله مرة أخرى».