الداخلية التونسية تكشف عن خمس خلايا خططت لضرب منشآت حيوية

كانت تنوي اغتيال سياسيين والقيام بعمليات إرهابية

TT

كشفت وزارة الداخلية التونسية في مؤتمر صحافي، أمس، عن وجود خمس خلايا إرهابية في جهة رواد والكرم ودار فضال وسكرة، وهي مناطق شعبية بضواحي العاصمة التونسية، وفي جهة الشراردة، الواقعة في القيروان، وألقت القبض على 21 عنصرا إرهابيا.

وقال محمد العروي، المتحدث باسم وزارة الداخلية، إن السلطات الأمنية أودعت اثنين السجن، في انتظار إحالة البقية على القضاء لمواصلة التحقيق القضائي معهم. وأشار العروي إلى مواصلة فرق مكافحة الإرهاب مطاردة تسعة عناصر، ما تزال في حالة فرار. وأضاف أن العناصر المنتمية لخلايا إرهابية كانت تخطط لتنفيذ اغتيالات لقيادات سياسية وإعلامية ومدنية، والقيام بمجموعة من العمليات الإرهابية التي تستهدف منشآت حيوية، على حد قوله.

وأكد العروي أن وزارة الداخلية أعلمت كل القيادات السياسية والأشخاص الواردة أسماؤهم ضمن المهددين بالاغتيال، ووفرت أو عززت لهم الحماية الأمنية.

وكانت عناصر إرهابية تونسية قد اغتالت القيادي اليساري شكري بلعيد في السادس من فبراير (شباط) 2013، وأعادت العملية الهجومية يوم 25 يوليو (تموز) من السنة نفسها ضد محمد البراهمي، النائب في البرلمان. ولم تكشف الأبحاث الأمنية والقضائية حتى الآن عن أسماء مرتكبي هذه الجرائم.

وتخوض تونس حربا متواصلة ضد مجموعة إرهابية تهدد باغتيالات سياسية، وتوجه معظم عملياتها المسلحة ضد قوات الجيش والأمن.

وبخصوص ما جرى حجزه من معدات موجهة لتنفيذ العمليات الإرهابية، قال العروي إن قوات مكافحة الإرهاب تمكنت من حجز ثلاث سيارات كانت معدة لتفجير ثكنة الحرس الوطني في مدينة سيدي بوزيد، وأربع دراجات نارية كانت معدة لرصد ومتابعة تحركات الأطراف المهددة باغتيال، وكمية من مادة «الأمونيتر» التي تستعمل في صناعة الألغام التقليدية، ومنظار ليلي، وثلاثة كواتم صوت للمسدسات، وبندقية وخراطيش وأسلاك معدة للانفجار.

وأضاف العروي أن وحدات مكافحة الإرهاب اعتقلت صاحب ورشة للحدادة، كان يزود الإرهابيين بكواتم الصوت، وتونسيا يعمل في مصنع لصناعة الأسلاك، كان يمد المجموعة الإرهابية بالأسلاك المستعملة في عمليات التفجير المرتقبة.

وأشار العروي إلى أن منطلق الأبحاث الأمنية التي قادت إلى اعتقال العناصر الإرهابية كان عبر اعتقال ثلاثة عناصر إرهابية في منطقة سيدي بوزيد وسط تونس، وكان من بينهم التونسي هشام بالرابح، المتهم بالتواصل مع الإرهابي الجزائري خالد الشايب، الملقب بـ«لقمان أبو صخر» الذي يقود كتيبة «عقبة بن نافع» المتحصنة في جبل الشعانبي، والمتهم أيضا بذبح ثمانية تونسيين في جبال الشعانبي في 2013، وكذا اغتيال 15 عسكريا آخرين يوم 16 يوليو من السنة الحالية.

وعلى صعيد متصل بالإرهاب، دعا صحافيون في تونس، أمس، وسائل الإعلام المحلية إلى «عدم الحياد مع الإرهاب»، وإلى التوافق حول «استراتيجية» موحدة لتغطية الأحداث والقضايا «الإرهابية»، في وقت تواجه فيه مؤسسات إعلامية تونسية اتهامات بـ«تبييض الإرهاب» و«الدفاع عن تنظيمات إرهابية» مقابل المال.

وجاءت الدعوة خلال مؤتمر بعنوان «أي دور للإعلام في مقاومة الإرهاب؟ وكيف يساهم الصحافي من موقعه في مقاومة الإرهاب دون المساس بحرية التعبير؟».

وقال الصحافي عبد الرؤوف بالي، رئيس «الجمعية الوطنية للصحافيين الشبان» التي نظمت المؤتمر: «ما زلنا في تونس نتعاطى مع الأحداث الإرهابية من دون استراتيجية مسبقة تضمن عدم الوقوع في خدمة الإرهاب».

وأضاف: «لا حياد (صحافيا) مع الإرهاب، ويجب أن لا يخدم الصحافي العدوّ، فالإرهاب لا يختلف عن الاستعمار الأجنبي لأنه قتل ودمار ومحاولة لتمرير مشاريع ومخططات أجنبية، وبالتالي لا بد أن يواجهه كل مواطن من موقعه حتى لا نصل إلى ما وصلت إليه دول أخرى مثل سوريا والعراق».

وحذّر الصحافي زياد دبار، عضو المكتب التنفيذي لنقابة الصحافيين التونسيين، خلال مشاركته في المؤتمر من خطورة «فتح الإعلام التونسي أمام الإرهاب والإرهابيين للتعبير عن وجهة نظرهم». وقال: «يجب عدم اعتبار الإرهاب وجهة نظر ضمن وجهات نظر أخرى، يجري التعبير عنها في إطار حرية التعبير».

وشدد على ضرورة «مراجعة فتح الإعلام التونسي أبوابه أمام مبيّضي الإرهاب ورموزه، ودعاة الفتنة والمحرضين على العنف، وتجنب تغطية أنشطتهم أو تمرير خطاباتهم، والامتناع عن القيام بأي شكل من أشكال العمل الصحافي التي تكسبهم أي نوع من أنواع التعاطف». وأشار إلى أن النقابة ستساهم في إعداد «ميثاق» يضبط كيفية التعاطي مع الأحداث «الإرهابية» في تونس.

وتواجه تلفزيونات خاصة ومدوّنون ومحامون ومواقع إلكترونية تُهم «تبييض إرهابيين» و«الدفاع عن تنظيمات إرهابية» لدى الرأي العام التونسي، مقابل تلقي أموال طائلة من جماعات «إرهابية» ورجال أعمال «فاسدين» موالين لهم في تونس. ودعت نقابة الصحافيين التونسيين في بيانها، أول من أمس، الهيئة العليا المستقلة للاتصال المسموع والمرئي إلى «الحرص على سلامة المحتوى الإعلامي من شبهات الإرهاب المتداخل مع المال الفاسد»، الذي قالت إنه «أصبح بارزا للعيان في بعض القنوات» التونسية.