السيسي في السعودية اليوم لشكر خادم الحرمين وبحث الأمن القومي العربي

برفقة وفد رفيع المستوي

TT

يصل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم إلى المملكة العربية السعودية في زيارة مهمة وشاملة، يبحث خلالها مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أبرز القضايا الإقليمية الحالية، ومن بينها الوضع المتأزم في غزة، والملف الأمني في ليبيا، والاضطراب في العراق، بينما تتصدر جدول المباحثات قضية الأمن القومي العربي ومواجهة الإرهاب في المنطقة، وهي الزيارة التي ثمنها سياسيون مصريون، واصفين إياها بـ«المهمة والاستراتيجية».

وأشارت مصادر رسمية مصرية إلى أن السيسي سيرافقه وفد رفيع المستوى خلال زيارته إلى السعودية، وأنه سيعقد لقاء مع خادم الحرمين الشريفين «يتطرق إلى الأوضاع في غزة، وآخر مستجدات الأوضاع الإقليمية، وسبل التنسيق المشترك فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب.. إضافة إلى استعدادات مؤتمر المانحين برعاية السعودية بهدف دعم الاقتصاد المصري».

ويؤكد مراقبون أن العلاقات المصرية السعودية تشهد تنسيقا كاملا، وأن ذلك ظهر جليا من خلال الدور السعودي في دعم خارطة الطريق المصرية، وكلل بزيارة خادم الحرمين الشريفين إلى القاهرة في 20 يونيو (حزيران) الماضي، في أول زيارة من نوعها من زعيم عربي ودولي إلى مصر عقب تولي الرئيس المصري منصبه، إضافة إلى الدعوة لعقد مؤتمر للمانحين لدعم الاقتصاد المصري.

وأكد السفير المصري لدى السعودية، السفير عفيفي عبد الوهاب، أن الزيارة مهمة، وأنه يتوقع أن «يكون على رأس المحادثات بين الزعيمين تطورات وتحديات تمس بالأمن القومي العربي إجمالا، وضرورة أن يكون هناك نوع من التشاور والتعاون والتنسيق المستمر بين البلدين». إضافة إلى تقديم الشكر لخادم الحرمين الشريفين على «مواقفه المشرفة والشجاعة والموقف التاريخي للمملكة بجانب مصر عقب ثورة 30 يونيو».

وتأتي الزيارة عقب أسبوع واحد من دعوة خادم الحرمين الشريفين قادة الأمة الإسلامية وعلماءها لأداء واجبهم والوقوف في وجه «من يحاولون اختطاف الإسلام وتقديمه للعالم بأنه دين التطرف والكراهية والإرهاب»، وتحذيراته من فتنة «وجدت لها أرضا خصبة في عالمينا العربي والإسلامي، وسهل لها المغرضون الحاقدون على أمتنا كل أمر، حتى توهمت أنه اشتد عودها، وقويت شوكتها، فأخذت تعيث في الأرض إرهابا وفسادا، وأوغلت في الباطل».

ويرى عمرو موسى، رئيس لجنة الخمسين أمين عام جامعة الدول العربية السابق، أن زيارة السعودية مهمة لعدة أسباب، وقال لـ«الشرق الأوسط» إنه «من الضروري أن نقدر جميعا خطورة الوضع في منطقة الشرق الأوسط، والحالة المتدهورة للأمن الإقليمي، لأكثر من سبب، سواء ما نشاهده في العراق أو فلسطين، أو الإضرابات الموجودة في عدد من الدول العربية مثل ليبيا وسوريا».

وأشار موسى إلى أن «هذا الوضع لا بد أن يناقش على أعلى المستويات العربية، وأعتقد أن زيارة الرئيس السيسي للمملكة ومباحثاته مع خادم الحرمين الشريفين لا بد أنها ستتعرض للوضع الإقليمي برمته؛ بكل تعقيداته المذهبية والطائفية والأمنية، وما يواجهه عدد من الدول العربية من تهديدات.. وهذا وقت مناسب جدا لمثل هذا النقاش بين خادم الحرمين والرئيس المصري». وذلك بالإضافة إلى عدد من الشؤون الثنائية المبنية على العلاقات الاقتصادية والاستثمارية المعروف موقف المملكة العربية السعودية منها.

وأوضح موسى أن مخاطر الوضع الإقليمي يشمل مكافحة الإرهاب، مثمنا دعوة خادم الحرمين لمواجهة الكراهية والإرهاب، وضرورة التحرك في إطارها لمكافحة تفشي تلك الظاهرة التي تهدد الدول العربية.

وعن زيارة السيسي إلى روسيا، التي ستتم الثلاثاء أشار موسى إلى أن هناك موضوعات كثيرة تشملها المباحثات مع موسكو، لأن روسيا نشطة في الشرق الأوسط ولها سياسة ربما أكثر فاعلية من نظرائها الدوليين، إضافة إلى المخاطر القائمة من سياسات عدد من الدول الكبرى، التي أصبحت تحت المجهر فيما يتعلق بدول الشرق الأوسط ومصر بصفة خاصة.

من جهته، يعلق الدكتور علي السلمي، نائب رئيس الوزراء المصري الأسبق، على الزيارتين اللتين وصفهما بـ«الهامتين»، بأنهما «زيارة لدولة عربية شقيقة داعمة ومناصرة للموقف المصري هي السعودية، ودولة أخرى صديقة يوجد بيننا علاقات حميمية منذ سنوات طويلة، وهي روسيا».

ويرى السلمي في حديثه إلى «الشرق الأوسط» أن الزيارتين تتعلقان بالموقف في الشرق الأوسط، خاصة من جهة عودة العدوان الإسرائيلي على غزة، والدور المصري النشط الذي استهدف مد الهدنة؛ إلا أن الطرفين أساءا التقدير وعادا إلى أعمال العنف غير المتكافئة، على حساب الشعب الفلسطيني.