سكان غزة مرهقون من الحصار ويطالبون بهدنة تتضمن رفعه

يصفونه بـ«الموت البطيء» والحرب بـ«الموت السريع» وإذا خيروا يفضلون الثاني

TT

يعرب الشاب أنور عن تأييده التوصل إلى هدنة طويلة الأمد، بعد أن أنهكت الحرب الإسرائيلية، المتواصلة منذ 33 يوما، سكان قطاع غزة، لكنه يطلب في الوقت ذاته رفعا كليا للحصار وفتح ميناء.

ويقول أنور الحاج أحمد (36 سنة)، من سكان حي الزيتون شرق مدينة غزة: «يكفينا حروبا، لقد نالنا التعب وتدمرت منازلنا والمدارس مغلقة»، لكنه يشدد على رفض «هدنة لا تحقق رفعا كليا للحصار وفتح المعابر والميناء والمطار، هذا أقل ما يمكن للشعب أن يطلبه لأن التضحيات كبيرة»، حسبما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.

ولجأ الحاج أحمد مع أسرته المكونة من سبعة أفراد إلى مدرسة «البحرين» في منطقة تل الهوى غرب المدينة هربا من تجدد القصف الإسرائيلي على المناطق الحدودية على طول شرق قطاع غزة وشماله.

وجلس أنور مع زوجته وأطفاله على بطانية في ساحة المدرسة لتناول وجبة فطور توزعها يوميا الأمم المتحدة على نحو 222 ألف شخص.

لكن ناصر حمودة (29 سنة)، وهو مدرس لغة عربية دمرت منزله غارة جوية في بيت لاهيا (شمال القطاع): قال: «لم يعد هناك ما نخسره، قتلوا أولادنا ونساءنا ودمروا منازلنا، نحن مع المقاومة قلبا وقالبا، لا نريد هدنة إلا إذا مرغوا أنف العدو واستجابوا لشروطنا». وتابع الشاب الذي قضى عدد من أقاربه في غارة إسرائيلية قبل أسبوعين: «لقد صبرنا وسنصبر أكثر». وأضاف: «لا نسعى للموت، نريد أن نعيش مثل الآخرين، ومطالب المقاومة إنسانية تحقق أبسط شروط الحياة الكريمة للناس، الميناء شريان حياة جديد لنتخلص من المعابر».

وإضافة إلى رفع الحصار المفروض منذ سبع سنوات على القطاع، يطالب الفلسطينيون في مباحثاتهم غير المباشرة مع إسرائيل التي ترعاها مصر بإنشاء ميناء أو ممر بحري للأشخاص والبضائع.

أما أبو رائد الرملاوي (65 سنة)، فقال: «بودي أن تتوقف الحرب، وقد توصلوا لاتفاق هدنة ورفع الحصار (...). إنها حرب إبادة، وعدونا لا يرحم، لذلك نطالب الوفد المفاوض بأن يتوصل بأسرع وقت لاتفاق، وعلى العالم أن يدعم المطالب الإنسانية». وتابع الرملاوي الذي قصف منزله ومنزل أخيه في حي التفاح شمال شرقي غزة، أن «الناس يستحقون أن يعيشوا أحرارا، هم (الإسرائيليون) يعتقدون أن القتل والتدمير يؤدي إلى رفض المقاومة، أقول لهم بالعكس كلما زاد الإجرام ندعم المقاومة أكثر».

من جهته، قال المحامي محمد الشرفا الذي أصيب مكتبه بأضرار إثر غارة جوية استهدفت بناية مجاورة إن «الاحتلال دفع بالمواطنين إلى دعم المقاومة، هذه مطالب إنسانية كفلتها القوانين الدولية، على إسرائيل أن تخجل من دماء الأطفال واستهداف المدنيين».

وتساءل أنور حاج أحمد: «ما ذنب الأطفال لكي يعيشوا وسط الرعب، إسرائيل فشلت في ضرب المقاومة وتريد أن تنتقم من أطفالنا».

بدورها، قالت آلاء عبد ربه (20 سنة)، من سكان بلدة جباليا وكانت برفقة شقيقتها المصابة بشظايا قذيفة دبابة قبل ساعات على بدء هدنة الـ72 التي انتهت صباح الجمعة دون اتفاق لتمديدها، إن «الحصار موت بطيء والحرب موت سريع، وإذا خيرونا فسنختار الموت السريع». وأضافت: «لا نرغب في اتفاق هدنة مزيفة، نطالب برفع الحصار، لأن الشعب ضحى وصبر، وحلت به نكبة جديدة، ومن دون هذه الحقوق لا قيمة لكل التضحيات، لأن إسرائيل تريد أن تهزمنا سياسيا».

لكن أمجد السويدي أوضح: «نريد هدنة وليس مهما كيفية حصولها، مصر تستطيع أن ترغم إسرائيل على وقف الحرب الآن». وتابع أن «إسرائيل تدمر غزة بقصد شل الحياة فتقصف المستشفيات والمساجد، ألا تكفي المنازل والشوارع والمصانع!».

وشن الطيران الإسرائيلي سلسلة غارات جوية فجر السبت، استهدف خلالها عددا من المنازل وثلاثة مساجد في حي الزيتون وجباليا ومخيم النصيرات.

وأدت عملية «الجرف الصامد» التي شنتها إسرائيل في الثامن من يوليو (تموز)، لضرب القدرات العسكرية لحماس، إلى مقتل أكثر من 1900 فلسطيني بينهم مئات الأطفال، حسب مصادر طبية فلسطينية.