«كورونا» يعود.. بعد 30 يوما خالية من الإصابات في السعودية

نائب وزير الصحة لـ («الشرق الأوسط») : الأمور مبشرة

TT

عاد فيروس كورونا، متلازمة الشرق الأوسط التنفسية، ليطل برأسه من جديد في السعودية أمس بعد ثلاثين يوما رصدتها سجلات وزارة الصحة الرسمية دون تقييد أي حالة إصابة، في وقت أكد مسؤولون أن الأوضاع مسيطر عليها.

وكان مؤشر وزارة الصحة الخاص خلا خلال شهر كامل من رصد أي إصابة جديدة بفيروس كورونا، حتى أول من أمس وفقا لآخر إحصائية لموقع الوزارة الرسمي، قبل أن يعود أمس ليسجل إصابة مواطن سبعيني من مدينة الرياض، كما قيدت حالة وفاة لمواطن يبلغ من العمر 74 عاما بعد إصابته بالفيروس.

وحدد المؤشر الإحصائي للفيروس العدد الإجمالي للحالات، إلا أن هذا العدد معرض للتغيير بسبب إجراءات إعادة التصنيف والتحقيق في عدد الحالات بأثر رجعي بعد تجميع البيانات الخاصة بالحالات والنتائج المختبرية ونتائج المراقبة المعززة، كما أنه لم تسجل إصابات جديدة خلال تلك الفترة، الأمر الذي عدّه متابعون تطورا ملحوظا في الإجراءات الطبية الاحترازية لمحاصرة «كورونا». وكان وزير الصحة المكلف المهندس عادل فقيه، قد قطع وعدا بعدم التهاون أو التراجع عن تطبيق أي إجراء احترازي من شأنه السيطرة على متلازمة الشرق الأوسط «كورونا»، مؤكدا أن جهازه يتعامل مع انحسار الفيروس الحالي بحذر ودقة شديدين، وذلك فور تسلمه مهام إدارة هذا الملف الوبائي الغامض.

من جهته، أبلغ الدكتور محمد بن خشيم، نائب وزير الصحة للتخطيط والتطوير «الشرق الأوسط»، بأن الانخفاض الملحوظ في عدد إصابات «كورونا» جاء وفق إجراءات وقائية مشددة وقوانين صارمة للتعامل مع الحالات، سواء المصابة منها أو التي يشتبه في إصابتها بالفيروس، أدت من ثم إلى انعدام شبه تام لوجود حالات جديدة تحمل الفيروس نفسه خلال الـ30 يوما الماضية.

وأكد نائب وزير الصحة أنه خلال الـ60 يوما الماضية - فقط - جرى زيارة أكثر من 300 مستشفى موزعة على جميع المناطق، بما فيها الخاصة، وذلك بصحبة فريق مكون من شركات كندية وأوروبية متخصصة، برفقة لجان استشارية من وزارة الصحة السعودية؛ للوقوف والنظر في الإجراءات الوقائية المتّبعة في كل منشأة طبية، إضافة إلى قيام الوزارة بدراسة أوضاع غرف العزل وزيادة عددها في كل مستشفى جرى تحديده لاحتواء إصابات كورونا إلى عشر غرف عزل، مرورا بتدعيم أعداد غرف العناية الفائقة لضمان استقبال أي حالة طارئة من المصابين بالفيروس.

وطمأن نائب الوزير جميع المواطنين والمقيمين بأن الأمور مبشرة في ظل خطوات الوزارة في الجانب الوقائي التي أخذت نصيب الأسد من برامجها: «الأمر الذي يجعلنا متفائلين بالمؤشرات التي يجري رصدها في جميع منافذ البلاد، حتى بين العاملين من الكوادر الطبية هناك انخفاض في عدد الإصابات»، مرجعا ذلك إلى ارتفاع وتيرة التوعية والتثقيف وجلب الأدوات الوقائية الملائمة لتجنب أي عارض من الممكن أن يؤدي إلى تزايد الحالات المسجلة في المؤشر المخصص لرصد «كورونا».

من جانبه، عد الدكتور محسن الحازمي، رئيس لجنة الشؤون الصحية والبيئة في مجلس الشورى السعودي، في حديث خص به «الشرق الأوسط»؛ أن كورونا فيروس موسمي مثله مثل أي فيروس آخر وسينتهي، مشيرا إلى أن هناك بروتوكولا طبيا معروفا يجري تطبيقه بصرامة عند اجتياح أي فيروس غامض، وذلك وفق إجراءات صارمة للتعامل معه وقائيا وعلاجيا، مؤكدا أنه بحسب البيانات المتاحة - حاليا - فإنها تشير إلى أن «كورونا» في طريقه للزوال التام.

وبالعودة إلى مؤشر وزارة الصحة لرصد وتتبع «كورونا»، وبحسب الإحصائية الموجودة في موقع الوزارة الرسمي، فقد بيّنت أنه منذ يونيو (حزيران) 2012 حتى يومنا هذا، جرى تسجيل 722 حالة، توفي منها 299. و396 حالة تماثلت للشفاء، بينما ما زال هناك 27 حالة تحت العلاج.

وكان مئات الأشخاص قد أصيبوا بفيروس كورونا في السعودية خلال شهري أبريل (نيسان) ومايو (أيار) الماضيين، الأمر الذي أثار مخاوف من انتشار المرض خلال موسمي العمرة، والحج المقبل في شهر أكتوبر (تشرين الأول)، حيث يتدفق ملايين المسلمين على مدينتي مكة المكرمة والمدينة المنورة.

بدورها، أعلنت السلطات الصحية في السعودية ومنظمة الصحة العالمية - مؤخرا - أنهما لا تنويان فرض قيود على السفر أو أي قيود أخرى متعلقة بفيروس كورونا خلال موسم الحج لهذا العام، لكنهما حثتا كبار السن والأطفال وأصحاب الأمراض المزمنة على عدم الذهاب.-