تفتيت الأوطان

TT

فيما يخص مقال راجح الخوري «ضرب (داعش) ينسف تحالفات ويصحح سياسات!»، المنشور بتاريخ 20 سبتمبر (أيلول) الحالي، أود الإيضاح بالقول إنه من المضحك أنه بعد أن تورطت أميركا في دعم «داعش» وعصابة «النصرة»، من أجل تدمير سوريا وتحويلها لساحة حرب أهلية لا يتبقى منها شيء صالح للحياة، فإنها تلجأ لتدعيم فصائل تدين بالأفكار نفسها، ويتعاطف بعضها مع بعض، وتنهل من المنابع المالية نفسها من أجل أن يتقاتلوا، ولكنهم سيضحكون مرة أخرى على العم سام ويستولون على أمواله، وسيبقى الوضع المدمر على ما هو عليه. إنه لشيء مؤسف أن ينجر وراء سياسة أميركا أناس يدعون الوطنية، ونحن نسألهم: أين تلك الوطنية التي تضيع وطنا وتشرد كامل أهل سوريا من بيوتهم من أجل أن يصير هذا رئيسا وذاك وزيرا؟ والشيء المؤسف أكثر أن تدعم أميركا، وهي تدعي المحافظة على حقوق الإنسان، منظمات إرهابية تعشق سفك الدماء وقطع الرقاب وتنتهج فكرا متطرفا عانت منه بنفسها وعانى معها العالم كله، ولم يتنبه الجالس في المكتب البيضاوي لهذا الخطر إلا بعد أن رأى المهانة بذبح مواطنيه، ومع ذلك لم يتعلم الدرس، وهو يمشي في الاتجاه الخاطئ، مع أن المثل يقول إن «التكرار يعلم الشطّار»، وإن «غلطة الشاطر بألف»، ومع ذلك يصرون على الخطأ، لأنهم يريدون دمارا لا بناء، فهل نتركهم يفتتون المنطقة؟

د. ماهر حبيب - أميركا [email protected]