مسؤولون لبنانيون في العيد الوطني للمملكة: مواقف خادم الحرمين حددت مسار مكافحة الإرهاب

السفير السعودي دعا لقطع الطريق على الفتنة المذهبية وانتخاب رئيس يطلق الحوار

TT

هنّأ المسؤولون اللبنانيون المملكة العربية السعودية بعيدها الرابع والثمانين وأثنوا على الدور الذي تلعبه بمجال مكافحة الإرهاب، فيما حثّ سفير المملكة في بيروت علي بن عواض عسيري اللبنانيين على تعزيز وحدتهم الوطنية وانتخاب رئيس جديد للجمهورية يقود البلاد ويطلق الحوار.

وأكّد عسيري في بيان حرص خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز على «أمن لبنان واستقراره، وبقائه بمنأى عن العواصف والأنواء التي تضرب المنطقة من كل صوب».

وناشد اللبنانيين «بذل كل الجهود في سبيل حماية لبنان وتحصينه وقطع الطريق على الفتنة المذهبية وعدم تجييش الشارع وتغليب لغة العقل والمنطق والحكمة والاعتدال وعدم توريث أبنائكم الخلافات السياسية والمذهبية، بل توجيههم نحو العلم والعمل والثقافة والنهوض بلبنان وإعماره وتطويره وإعلاء شأنه على المستويات كافة».

من جهته، عد زعيم تيار «المستقبل» رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري أن المملكة وقيادتها «أمام تحديات مصيرية ومسؤوليات جسام في ظل التطورات المأساوية التي تتهدد العالم العربي ووحدة الكثير من البلدان الشقيقة».

ورأى الحريري، في بيان هنّأ خلاله خادم الحرمين الشريفين والمسؤولين السعوديين، أن «المواقف التاريخية التي أعلنها الملك عبد الله بن عبد العزيز في الأسابيع الأخيرة، حددت المسار المطلوب لمكافحة واحدة من أخطر الآفات التي تواجه العالم العربي، والتي نجحت في أن تتسلل من منافذ الاستبداد والتسلط الفئوي، لتتخذ من الإسلام وشعاراته وسيلة لارتكاب الفظائع وتعميم ثقافة الذبح والخراب»، لافتا إلى أن «مواقف خادم الحرمين رسمت الطريق، للخيارات العربية السليمة التي تقتدي بها مجموعات روحية وسياسية، تتضامن حاليا على إعلاء شأن الاعتدال الإسلامي ورفض الدعوات المسمومة لتهديد وحدة الأوطان وسلامة التعايش بين مكوناتها».

وأثنى الحريري على «المبادرة التي اتخذها خادم الحرمين بدعم الجيش اللبناني والمؤسسات الأمنية، والتي تتلاقى مع إرادة اللبنانيين ودولتهم في الوقوف صفا متراصا بوجه القوى الإرهابية وكل محاولات الإضرار باستقرار لبنان وسلامة العيش المشترك بين أبنائه».

بدوره، أشار النائب في كتلة «اللقاء الديمقراطي» مروان حمادة، إلى أن الاحتفال بعيد المملكة هذا العام يأتي بوقت «تتفاقم الحاجة إلى توحيد الجهود لمجابهة الأخطار التي تواجهنا من كل حدب وصوب»، لافتا إلى أن «العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز كان في مقدمة من حذروا من مخاطر الإرهاب والتطرف، فسارع إلى اتخاذ إجراءات وإعطاء توجيهات لهذا الغرض داخل المملكة»، وقال: «شكلت تحذيراته حافزا لبناء تحالف إقليمي – دولي تستند إليه دول العالم للتخلص من آفة هذا الإرهاب، بعدما سبق له أن تبرع إلى المركز الدولي لمكافحة الإرهاب بمبلغ 100 مليون دولار، وهو المركز الذي كان الملك عبد الله وراء تأسيسه، وتبنى هذه الفكرة بالإجماع المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب الذي عقد في الرياض في العام 2005».

وذكّر حمادة أنّه كان للبنان «نصيب في جهود المملكة الآيلة إلى ضرب التطرف، من خلال الهبتين الماليتين الاستثنائيتين اللتين قدمتهما القيادة السعودية لمساعدة الجيش اللبناني والقوى الأمنية على التصدي للإرهاب ومفاعيله، هذا إلى جانب دعمها السياسي والاقتصادي – المالي والإنساني غير المحدود، والذي يشكل باستمرار داعمة رئيسية للبنان ورافعة لاقتصاده».

كما هنأ عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب نعمة طعمة خادم الحرمين الشريفين والقيادة والشعب السعوديين بمناسبة العيد الوطني للمملكة، مثنيا على «العلاقة اللبنانية – السعودية التي تبقى علامة فارقة في سياق ما بلغته من تقدم على مختلف الصعد وحيث لها أياد بيض تجاه لبنان وبالأمس القريب كانت المكرمة السخية للجيش اللبناني، ناهيك عن دعمها ودورها التاريخي لأجل لبنان من مؤتمر الرياض في العام 1976 لوقف الحرب الأهلية ثم احتضانها لاتفاق الطائف، إضافة إلى مساعيها وجهودها المضنية في هذه المرحلة من أجل استقرار لبنان».