بعد 4 أشهر من الاعتقال.. صحافي «واشنطن بوست» في طهران متهم رسميا

كيري ينتقد إيران لاعتقال رضايان الأميركي من أصل إيراني

صورة أرشيفية للصحافي جيسون رضايان التقطت في أبريل الماضي (أ.ب)
TT

بعد 4 أشهر من اعتقاله، يواجه الصحافي الأميركي من أصل إيراني جيسون رضايان تهما رسمية أمام محكمة إيرانية تهدده بسنوات من السجن. وأعلنت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية أمس نقلا عن مصدر مطلع على قضية مراسلها المحتجز في إيران أن اتهامات وجهت أول من أمس للصحافي المحتجز. وأضافت الصحيفة على موقعها الإلكتروني أن «طبيعة الاتهامات التي وجهت له في محكمة بطهران لم تعرف على الفور». وتابعت الصحيفة أن جيسون رضايان، يحمل جنسية أميركية وإيرانية مزدوجة، كان رئيس مكتب «واشنطن بوست» في العاصمة الإيرانية منذ عام 2012.

وقال مارتن بارون، رئيس التحرير التنفيذي لـ«واشنطن بوست» في بيان وزع على وسائل الإعلام: «لقد فزعنا وغضبنا من الأنباء التي قالت إن جيسون رضايان مراسل صحيفة (واشنطن بوست) في إيران متهم الآن بجرائم محددة».

واعتقل رضايان في 22 يوليو (تموز) في ظروف غامضة، رغم مطالبات أميركية عدة بإطلاقها. وقالت الصحيفة إن «السلطات الإيرانية قررت في الأسبوع الماضي تجديد حبس رضايان أثناء استمرار التحقيق معه». وأضافت الصحيفة أن «عائلة رضايان وكلت محاميا ولكن لم يسمح لهذا المحامي بزيارته حتى الآن».

وقال بارون: إن «الحكومة الإيرانية لم تفسر مطلقا سبب اعتقال جيسون أو سبب احتجازه منذ أكثر من 4 أشهر دون الاتصال بمحام. وجيسون مواطن أميركي كان يعمل صحافيا معتمدا بشكل كامل. وإذا كانت اتهامات قد وجهت له فعلا فإننا نعرف أن أي إجراءات قانونية نزيهة ستخلص بسرعة إلى أن أي اتهامات موجهة له لا أساس لها».

ونقلت الصحيفة عن المصدر، الذي لم تكشف عن هويته خوفا على الصحافي المعتقل، قوله إن رضايان قضى نحو 10 ساعات في المحكمة أول من أمس أثناء مراجعة قاض لقضيته وإن مترجما كان يرافقه لأنه لا يستطيع قراءة الفارسية.

ونقلت عن المصدر الذي قالت الصحيفة إنه تحدث شريطة عدم نشر اسمه بسبب حساسية القضية قوله إن رضايان وقع على وثيقة تقول إنه عرف أن اتهامات توجه إليه. ونقلت الصحيفة عن المصدر قوله إن الأمر الآن قد يتطلب شهرا آخر لتسليم الاتهامات إلى المحكمة بكامل هيئتها والتي ستحدد بعد ذلك موعدا للمحاكمة. وقالت الصحيفة إنه قد يسمح الآن للمحامي بالتحدث مع رضايان.

وقالت الصحيفة إن وزارة الخارجية الأميركية أثارت مرارا قضية رضايان خلال محادثاتها مع طهران بشأن التوصل لاتفاق للحد من نشاط إيران النووي. وعبرت عائلة رضايان عن قلقها على الصحافي وصحته، إذ إنه يعاني من عدة مشكلات صحية أثناء وجوده في سجن ايفين السيئ السمعة بطهران.

وبدوره، أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس أنه «يشعر بخيبة كبيرة» من المعلومات التي تحدثت عن توجيه التهم إلى صحافي أميركي مسجون في إيران وأن طلب الإفراج عنه بكفالة رفض بعد أكثر من 4 أشهر على توقيفه.

وأعرب كيري عن «قلقه» للطريقة التي تتعامل بها إيران بهذا الملف وانتقدها لمنعه من الاستعانة بمحام للدفاع عنه في خرق للقانون. وقال كيري في بيان استلمت «الشرق الأوسط» نسخة منه «إن الولايات المتحدة تشعر بخيبة كبيرة وبقلق للمعلومات التي تحدثت عن توجيه القضاء الإيراني تهم غير واضحة لصحافي (واشنطن بوست) جيسون رضايان وأن القاضي رفض طلب الإفراج عنه بكفالة».

ودعا كيري السلطات الإيرانية إلى إسقاط التهم عن رضايان والإفراج عنه فورا. وقال كيري إن منع رضايان من الاستعانة بمحام «انتهاك واضح للقوانين الإيرانية والمعايير الدولية». وأضاف: «إني شخصيا منزعج جدا وقلق لهذه التقارير لأنني تطرقت مرارا إلى قضية جيسون».

ووفقا للصحيفة الأميركية فإن جلسة السبت استمرت 10 ساعات ومثل رضايان أمام المحكمة مع مترجم أوضح له التهم الموجهة إليه.

وقال كيري إن طلب أسرة رضايان زيارته في السجن رفض وإنها قلقة جدا على وضعه الصحي. وأضاف «أننا قلقون بقلق أسرة رضايان بشأن التقارير التي تحدثت عن أن الأخير تحت ضغط جسدي ونفسي كبير وأنه لا يتلقى العناية الطبية اللازمة».

ولا يزال سبب اعتقال رضايان غير واضح لكن صحيفة محافظة في طهران اتهمته بالتجسس. واعتقال رضايان أثار اهتماما كبيرا على خلفية المفاوضات الحالية بين إيران والولايات المتحدة وقوى عظمى أخرى حول برنامج طهران النووي المثير للجدل.