رئيس جمعية المسلمين الجدد في بلجيكا: ممارسات «داعش» تسبب إشكالية لنا

تخوف في حديثه لـ «الشرق الأوسط» من محاولات التغرير بالشباب المسلم وتداعيات ممارسات «داعش»

نور الدين الطويل رئيس جمعية المسلمين الجدد في بلجيكا
TT

قال نور الدين الطويل رئيس جمعية المسلمين الجدد في انتويرب البلجيكية: «إن ممارسات تنظيم داعش في العراق وسوريا تمثل لنا إشكالية كبيرة». وأضاف في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» في بروكسل أن التطورات الأخيرة أدخلت الشك لدى البعض من المسلمين الجدد من بين البلجيكيين، وأن هناك علامات على أن بعضهم بدأ يعيد التفكير فيما أقدم عليه من اعتناق للإسلام، وخاصة في ظل محاولة تشويه الإسلام من جانب بعض وسائل الإعلام، الذي يحاول وصف الإسلام بأنه دين عنف ويربط بينه وبين التطرف.

ولمح الطويل إلى أن هذا الخطر لا يقتصر فقط على البلجيكيين من المسلمين الجدد، بل أيضا يمكن أن يظهر بين أبناء الجاليات المسلمة الذين ولدوا على التراب البلجيكي وكبروا هنا. وعن كيفية مواجهة هذا الأمر قال نور الدين الطويل: «إن الحوار ورعاية الشباب، وتنظيم أنشطة ولقاءات مستمرة، لتوضيح الأمور، هي أمور مهمة سوف تساعدهم إن شاء الله على الثبات على الدين الإسلامي، وبالفعل أعددنا لهم برامج توعوية، وزيارات لهم، واستقبلناهم في ندوات، لتوضيح الصورة، وأيضا رحلات لأداء العمرة، ورحلات إلى العواصم الأوروبية المختلفة في أوروبا، التي توجد بها جاليات إسلامية ناشطة، وتمارس دورها بشكل إيجابي داخل المجتمعات الأوروبية التي يعيشون فيها».

وأشار نور الدين، وهو أيضا عضو المجلس العام للهيئة التنفيذية التي ترعى شؤون المسلمين في بلجيكا، إلى أن الغرب والدول الإسلامية لديهما مسؤولية مشتركة لمواجهة انحراف الشباب إلى الفكر المتشدد، لأن البعض يرى أن عدم إيجاد حلول عادلة لمشكلات العالم العربي الإسلامي، ومنها مشكلات منطقة الشرق الأوسط، وخاصة ما يحدث على الأراضي الفلسطينية، سيزيد من أتباع الإرهاب، كما أن الدول العربية والإسلامية عليها أن تعمل من أجل نشر مزيد من العدالة الاجتماعية والحريات، وبالإضافة إلى ذلك فإن الجاليات المسلمة في أوروبا أيضا لها دور يجب أن تقوم به من أجل البناء، والتفاهم، وإعطاء صورة إيجابية عن الإسلام، وهناك دور مهم للآباء في مراقبة وتوجيه أبنائهم وأيضا للأئمة في نشر الفكر المعتدل.

وحول تنظيم مؤتمر، أخيرا في بروكسل، حول هذا الملف وبرعاية رابطة العالم الإسلامي، قال نور الدين: «نشكر المملكة العربية السعودية، وخادم الحرمين الشريفين لاهتمامه بحوار الأديان، ونشر ثقافة السلم، وجهوده الطيبة في توعية الناس بصفة عامة، وكذلك الشكر موصول لرابطة العالم الإسلامي، والأمين العام الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي، الذي حرص على حضور مؤتمر بروكسل أخيرا، وشارك فيه نخبة من رجال السياسة المحلية في بلجيكا، وخاصة في المناطق التي تعاني بسبب سفر عدد من الشبان من سكانها إلى مناطق الصراعات في سوريا والعراق للقتال هناك، وناقش الجميع هذه المشكلة في إطار تلاقح بين العالمين الإسلامي والغربي، في ندوة مهمة لمناقشة التحديات، وأبرزها محاولات التغرير بالشباب، وإرسالهم إلى بؤر القتال والفتنة والصراعات باسم الإسلام والخلافة والدولة الإسلامية المزعومة».

وسبق أن وجه الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي رسالة إلى الشباب المسلم في أوروبا حذرهم فيها من الوقوع فريسة للتعاليم المنحرفة والمتطرفة، مشددا على ضرورة التمسك بالتعاليم الحقيقية لسماحة الإسلام. وقال التركي في ندوة عن الإسلام في المركز الثقافي الإسلامي ببروكسل أخيرا إن الإسلام بريء من الجماعات الإرهابية المتطرفة، مشيرا إلى الأزمات الجارية التي تشهدها سوريا والعراق واليمن ومناطق أخرى من العالم، وحث الشباب المسلم وخاصة في الدول الأوروبية على تجنب الانضمام إلى الجماعات المتطرفة، وعدم المشاركة فيها، لما تسهم فيه من تشويه وإضرار بصورة المسلمين والإسلام.

واتفق المشاركون في الندوة التي جاءت تحت عنوان «الإسلام ومجتمع السلام»، في بيان ختامي، على أهمية إسهام الجاليات المسلمة في أوروبا إسهاما إيجابيا، في بناء المجتمعات التي يعيشون فيها، وأن يتعاونوا مع مواطنيهم من أجل تحقيق التعايش السلمي، وتعزيز الوحدة الوطنية لمجتمعاتهم، ووجوب نبذ العنف والتطرف في المجتمع عامة، والسعي لإحلال التعايش السلمي بين المكونات المختلفة، وضرورة التصدي للدعوات المحرضة على الإرهاب، واتخاذ الوسائل الكفيلة بإبعاد الشباب عن الصراعات والحروب المدمرة، كما تضمن البيان الختامي للمؤتمر الإشارة إلى ضرورة مواجهة ما يثار عن الإسلام من افتراءات ودعاوى باطلة تشيع ثقافة الكراهية وتفكك النسيج الاجتماعي. هذا إلى جانب ضرورة بيان أثر الإسلام في إسعاد البشر، وتحقيق الأمن والأمان للجميع، ونشر هذه الثقافة، والتأكيد على أن الإرهاب جريمة نكراء تأباه الرسالات الإلهية والفطرة السليمة لما فيه من عدوان على الآمنين، وتهديد لأمن الإنسان.