«داعش» ينفذ إعدامات جماعية في صلاح الدين.. و شبح الموت يحاصر سكان المحافظة من كل جانب

بعد أن سيطر على 80% من مدنها

TT

شبح الموت يحاصرهم من كل جانب.. مدن وبلدات أصبحت بأكملها تحت سيطرة مسلحي تنظيم داعش منذ أكثر من 6 أشهر؛ الشرقاط والدور وبيجي والضلوعية والصينية والعلم ومناطق أخرى نزح أغلب سكانها إلى إقليم كردستان، وإلى مناطق أخرى من العراق، هربا من القتل والموت، وأكثر من 70 في المائة من سكان محافظة صلاح الدين يعيشون في مخيمات النازحين، والمتبقي منهم يعاني الأمرّين؛ خطر الموت وصعوبة العيش في مناطق تعد الأخطر في العالم.

سكان مدينة تكريت، مركز محافظة صلاح الدين (170 كلم شمال بغداد) يطلقون على مدينتهم لقب «عاصمة الموت». شوارع المدينة تبدو ساحات قتال تجوبها عربات المسلحين، ومشاهد الدم والقتل وصور الدمار والخراب تنتشر في أحيائها وأزقتها.

الحاج أبو محمد (62 عاما)، أحد الوجهاء في ناحية العلم (7 كلم غرب تكريت)، يقول لـ«الشرق الأوسط»: «تركت بيتي في ناحية العلم وهربت بعائلتي من موت مؤكد. فمسلحو (داعش) يسيطرون بشكل كامل على ناحيتنا، وتداهم قواتهم قرى البوهيازع وسمره واربيضة وقرية العالي والدبسة والبوعلي، التي ينتمي أغلب شبابها إلى الأجهزة الأمنية والصحوات، بشكل يومي، وتعتقل المطلوبين لديها، وتحرق وتهدم منازل من كان ينتسب إلى الأجهزة الأمنية، وقبل نحو 3 أشهر داهموا منازل القرى المحاصرة وتم اعتقال أكثر من 500 شاب تم إعدام 17 منهم قبل يومين، بحجة انتمائهم للأجهزة الأمنية الحكومية». ويضيف أبو محمد قائلا: «الناس هنا يستغربون السكوت عن تلك الجرائم، فالمسلحون يصولون ويجولون بكل ثقة، وعملية إعدام شبان القرى تمت في إحدى الساحات العامة لناحية العلم باستعراض لمدة ساعتين، وبعد ذلك تم التمثيل بالجثث لفترة زمنية طويلة، والسؤال هو: ألم يكن باستطاعة القوات الحكومية التصدي لهؤلاء المسلحين ولو عن طريق الطلعات الجوية لطيران الجيش الحكومي أو من قبل طيران التحالف الدولي؟ سكان المنطقة فقدوا الأمل وفقدوا الثقة بالجميع وسلموا أمرهم إلى الله، والقبول بقضائه وقدره.. والمسلحون انتهكوا حرمة الأرض والعرض، حتى باتوا يستخدمون النساء المجندات معهم لتنفيذ عمليات الإعدام.. أنا رأيتهم بأم عيني». ويقول شهود عيان إن المسلحين قاموا بنشر قناصين على مفترق الطرق التي تربط محافظة صلاح بالمحافظات الأخرى، خشية هروب الأهالي، وكذلك لتأمين وصول الإمدادات لهم، خصوصا الطريق الذي يربط ناحية الصينية في قضاء بيجي بمناطق حديثة وعانة وراوة في محافظة الأنبار وصولا إلى سوريا.

بدوره، قال العقيد عبد الله الجبوري معاون قائد شرطة صلاح الدين في تصريح خص به «الشرق الأوسط» إن «عمليات التطهير بدأت في المناطق المحيطة بمصفاة بيجي وصولا إلى مركز القضاء، وإن قيادة الشرطة الآن في أرض المعركة لطرد مسلحي (داعش) تساندها قوات العشائر، وستصل إلينا تعزيزات عسكرية عاجلة للسيطرة على الأرض وصولا إلى باقي المناطق التي يحتلها تنظيم داعش».