قوات البيشمركة تستعيد سنجار.. ومسؤول كردي: المسلحون يفرون إلى الموصل وسوريا

العبادي يهنئ بارزاني.. وقائد ميداني لـ «الشرق الأوسط»: هيأنا الأرضية لتحرك القوات الاتحادية

عناصر في البيشمركة ينتشرون في ناحية زمار غرب الموصل (رويترز)
TT

بعد سيطرة «داعش» عليها منذ أكثر من 4 شهور، تمكنت قوات البيشمركة الكردية أمس من دخول مركز قضاء سنجار غرب الموصل. وأكد مصدر عسكري أن البيشمركة استعادت السيطرة على غالبية مناطق مدينة سنجار، مبينا في الوقت ذاته أن تنظيم داعش فخخ غالبية المدينة بالعبوات الناسفة.

وقال آشتي كوجر، أحد قادة قوات البيشمركة المشاركة في عملية سنجار، في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط» من وسط المدينة: «نحن داخل سنجار هناك مقاومة في بعض المناطق، الآن حررنا الغالبية العظمى من المدينة والفرق الهندسية تقوم بتفكيك العبوات الناسفة والألغام التي زرعها مسلحو (داعش) قبل فرارهم، ومع حلول الظلام أوقفنا التقدم في بعض المناطق الواقعة في مركز المدينة، التي يشتبه بوجود المتفجرات والألغام فيها، غدا سنباشر التقدم لنحرر سنجار بالكامل».

وتمكنت القوات المشاركة في معركة سنجار، التي بدأت الأربعاء الماضي بقيادة مباشرة من رئيس الإقليم مسعود بارزاني، حتى الآن تطهير مساحات واسعة من محور زمار وسنجار والشريط الحدودي بين العراق وسوريا، وتكبد «داعش» خلال المعارك خسائر كبيرة في الأفراد والآليات. وفي هذا السياق نقلت شبكة «ردواو» الإعلامية عن القائد الميداني «زعيم علي» أن عشرات الجثث العائدة لمسلحي «داعش» تركت في أرض المعركة وأنهم من جنسيات مختلفة ومنهم ألمان وتونسيون ونيجيريون وروس. وأضاف أن عرب المنطقة الذين كانوا يقاتلون مع «داعش» أداروا ظهورهم للتنظيم وأنه بات يعتمد على المقاتلين الأجانب.

من جانبه، أعلن مكتب مسرور بارزاني، مستشار مجلس أمن إقليم كردستان، في بيان إن «عملية دخول سنجار تمت من عدة محاور»، وأضاف: «دخلت قوات البيشمركة سنجار من جبل سنجار ومحاور منفصلة أخرى من شرق وغرب الجبل، ويجري الآن تطهير المنطقة من جيوب صغيرة من المقاومة، فيما لاذ مسلحو (داعش) بالفرار إلى تلعفر والموصل وسوريا»، مشيرا إلى أن طائرات التحالف الدولي ساندت قوات البيشمركة في تقدمها، وبين أن مؤسسة بارزاني الخيرية أوصلت أمس 32 شاحنة محملة بالغذاء والماء وغيرها من المساعدات الضرورية إلى العالقين على جبل سنجار.

بدوره، قال شوان محمد طه، أحد القادة المتطوعين في صفوف البيشمركة والعضو السابق في لجنة الأمن والدفاع النيابية السابقة، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «إن استعادة قوات البيشمركة السيطرة على سنجار وزمار وربيعة تعتبر تمهيدا للضربة القاضية الأخرى التي ستوجه لتنظيم داعش في الموصل والمناطق الأخرى»، موضحا أن «البيشمركة قطعت طريق إمدادات (داعش) بين العراق وسوريا، وهذا له أثر إيجابي ميدانيا واستراتيجيا، وتم إعداد الأرضية المناسبة للحكومة الاتحادية للتحرك نحو تحرير الموصل من التنظيم، فالأراضي التي تسيطر عليها قوات البيشمركة الآن تمثل إسنادا للقوات العراقية، لتتحرك باتجاه الموصل وتكريت». وأضاف: «هذا نصر لكل أبناء الشعب العراقي تحقق بفضل قوات البيشمركة وصمود المقاتلين والقادة الكرد في المنطقة». وأضاف طه: أن «التقدم المستمر الذي تحرزه قوات البيشمركة يضع الحكومة العراقية، أمام مسؤوليتين، أولاهما تقديم الدعم لقوات البيشمركة من ناحية التأهيل والتدريب والتسليح، وثانيهما أن مناطق سنجار وربيعة بحاجة إلى فرق عسكرية كاملة يجب تشكيلها من أبناء المنطقة».

وتلقى رئيس إقليم كردستان اتصالا هاتفيا من رئيس الوزراء الاتحادي حيدر العبادي مساء أول من أمس عبر خلالها عن تهانيه لبارزاني على الانتصارات الأخيرة التي حققتها قوات البيشمركة، مؤكدا على دعم ومساندة الحكومة العراقية لإقليم كردستان وقوات البيشمركة في الحرب ضد الإرهابيين، كما أكد على التنسيق والعلاقات المشتركة بين الجانبين.

ويشارك في العملية أكثر من 8 آلاف مقاتل، وهي «الأكبر والأكثر نجاحا» ضد المتشددين، بحسب السلطات الكردية. وشن التنظيم المتطرف في أغسطس (آب) هجوما على منطقة سنجار، موطن الأقلية الإيزيدية التي تعرضت إلى عملية «إبادة»، بحسب الأمم المتحدة، شملت قتل المئات من أبنائها وسبي النساء والفتيات. ودفع الهجوم مئات العائلات للجوء إلى الجبل، حيث حاصرهم التنظيم. وتمكن مقاتلون أكراد غالبيتهم سوريون، من فك الحصار عن الجبل وإجلاء الآلاف من المحتجزين. إلا أن التنظيم عاود في الأسابيع الأخيرة حصار الجبل الذي يدافع عنه مقاتلون من البيشمركة ومتطوعون إيزيديون، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.