«داعش» يكشف خلية خططت للانقلاب عليه في الرقة ويعدم عناصرها

خلافات بين مقاتلي التنظيم بعد تعيين عراقي بديلا عن السوري في «ولاية الخير»

TT

أعلن تنظيم داعش في شريط مصور اعتقال خلية مؤلفة من 4 من عناصره يتحدثون اللغة التركية خططوا للانقلاب عليه و«زعزعة الأمن» في مناطق سيطرته، وقدموا على أنهم يتبنون أفكارا دينية أكثر تشددا من تلك التي يعتمدها هذا التنظيم، بينما أكد أبو محمد الناشط الميداني في الرقة أن عدد أعضاء «الخلية» التي أعلن عنها «داعش» تجاوز 50 شخصا، وقد قامت بإعدامهم جميعا. وأوضح في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أن «التنظيم اعتقل بداية العناصر الأتراك الـ4 الذين ظهروا في الشريط، لكن وبعد التحقيق معهم اعترفوا بانتمائهم إلى خلية تضم عشرات المقاتلين بينهم أتراك وسوريين وأردنيين وجنسيات أخرى، وقد نفذت بهم جميعا حكم الإعدام».

وقال أحد عناصر التنظيم في الشريط الذي نشر، أمس، على مواقع تعنى بأخبار الجماعات المتطرفة، إن أعضاء الخلية خططوا «للخروج على دولة الخلاقة بالسلاح». وأضاف: «كان من شأنهم زعزعة الأمن في داخل (داعش) تمهيدا لضربه من قبل الصليبيين والجيش الحر والنظام النصيري»، مشيرا إلى أن «الجهد الأمني لـ(داعش) تمكن من اختراقهم».

وفي هذا الإطار، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، إن «خلافات كثيرة بدأت تظهر في الفترة الأخيرة في صفوف تنظيم داعش في دير الزور، وأدت إلى تنفيذ حكم الإعدام بعدد من المقاتلين».

وأشار في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن الخبر الذي سبق لصحيفة «فايننشال تايمز»، والذي ذكرته، السبت الماضي، حول إعدام «داعش» مائة من مقاتليه الأجانب حاولوا الفرار من مدينة الرقة، «صحيحا». وأوضح أن «داعش» ينفذ حملات اعتقال في مناطقه وقام بإعدام 18 مقاتلا أخيرا في دير الزور. ولفت إلى أن الخلافات التي ظهرت في ما يعرف بـ«ولاية الخير» بدير الزور، كانت بين المهاجرين والأنصار، وذلك بعدما اعترض عدد من المقاتلين السوريين على إقالة الوالي السوري عامر الرفدان، وهو الذي كان قاتل معهم بشراسة في المنطقة، مشيرا إلى أن قرار الإقالة جاء انطلاقا من أن عدد المقاتلين السوريين قليل في صفوف التنظيم في هذه الولاية مقارنة مع الأجانب، وعين مكانه وال عراقي.

وذكر المرصد أن الرفدان الذي ينحدر من بلدة جديد عكيدات بريف دير الزور، بدأ باتصالات مع عناصر من الفصائل المقاتلة والفصائل الإسلامية، من الجنسية السورية ممن حاربوا «داعش» سابقا، وقدم لهم ضمانات من أجل العودة وتسليم أنفسهم للتنظيم والقتال في صفوفه في محاولة منه لترجيح كفة العناصر من الجنسية السورية في صفوف التنظيم بدير الزور، إلا أن مقاتلي الفصائل رفضوا طلبه.

وكان التسجيل الذي جاء تحت عنوان «القبض على خلية من الغلاة خططت للخروج على دولة الخلافة» عرض مقطعا صوتيا لأشخاص يتحدثون باللغة التركية بلكنة أقرب إلى الأذرية، بدا وكأنه جرى تسجيله من دون علمهم. وقد أعلنوا فيه عن نيتهم حمل السلاح ضد تنظيم داعش الذي يسيطر على مناطق واسعة في سوريا والعراق المجاور.

وقال هؤلاء في التسجيل الصوتي، وفي ما قدم لاحقا على أنها اعترافات من قبلهم، إنهم قرروا مقاتلة «داعش» كونه تنظيما كافرا بنظرهم على اعتبار أنه لا يكفر الشعبين؛ السوري والعراقي، وأن زعيمه أبو بكر البغدادي يأخذ الأموال من «شعب كافر»، وبالتالي فهو كافر أيضا.

ولم يحدد الشريط المصور المنطقة المعنية بهذه الحادثة، إلا أنه أعلن في بدايته أنه صادر عن «ولاية الرقة»، معقل التنظيم في شمال سوريا.

كما لم يكشف الشريط عن مصير أعضاء الخلية إلا أنه اختتم بآية من القران توحي بأنه جرى قتلهم؛ حيث تقول الآية «إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم».

وذكر مقاتلون في الرقة أن التنظيم شكل شرطة عسكرية لمراقبة المقاتلين الأجانب الذين يتخلفون عن واجباتهم، وجرى اقتحام عشرات المنازل وتم اعتقال الكثير من الجهاديين، بحسب الصحيفة.