مسؤول محلي من عرسال يقود المفاوضات مع «داعش» لتحرير العسكريين اللبنانيين

قال لـ «الشرق الأوسط» إنه أبلغ مطالب التنظيم للحكومة وينتظر الرد

TT

انطلق نائب رئيس بلدية عرسال أحمد فليطي بمهامه الجديدة كوسيط وكّله رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط بمهمة مفاوضة خاطفي العسكريين اللبنانيين، بعد مباركة رسمية لدوره من قبل الأهالي ووزيري العدل والداخلية.

ووضعت وساطة فليطي حدا للوساطة السابقة التي حاول الشيخ الطرابلسي وسام المصري توليها بعد تفضيل «داعش» لدور ابن عرسال.

وقال فليطي لـ«الشرق الأوسط» إنه لا يسعى حاليا لتفويض رسمي من قبل الدولة اللبنانية باعتبار أنه تلقى تفويضا من النائب جنبلاط عبر الوزير وائل أبو فاعور، لافتا إلى أن «داعش» وافق على وساطته ولكنه بعكس ما يشاع لم يكن هو الطرف الذي فوضه.

ويتواصل فليطي حاليا فقط مع تنظيم «داعش» الذي يختطف منذ أغسطس (آب) الماضي 11 عسكريا أعدم اثنين منهم، ولا تشمل الوساطة «النصرة» التي كانت تختطف 18 عسكريا قتلت 2 منهم، «باعتبار أنه وكما يعلم الكل ليس التنظيمان في شهر عسل». وأضاف فليطي: «أنا نقلت مطالب (داعش) للحكومة عبر الوزير أبو فاعور وننتظر ردها، وفي حال كان مسار الأمور إيجابيا سيتم عرض الاتفاق الذي تم مع (داعش) على (النصرة) ليكون شاملا».

ويبدو أهالي العسكريين المختطفين متفائلين بإمساك فليطي بالملف، وهو ما عبر عنه رئيس لجنة أهالي العسكريين حسين يوسف مؤكدا لـ«الشرق الأوسط» ثقة طرفي التفاوض (الدولة اللبنانية والخاطفين) به، «فهو أولا ابن هذه الدولة باعتباره نائب رئيس بلدية، كما أنه ابن عرسال». ونقل يوسف عن وزيري العدل والداخلية أشرف ريفي ونهاد المشنوق تأييدهما لوساطة الفليطي بعدما وضع «داعش» حدا لوساطة المصري.

وأكد المشنوق بعد لقائه أهالي العسكريين أن الدولة لن توقف محاولاتها من أجل إطلاق العسكريين المخطوفين وعودتهم إلى عائلاتهم، مشيرا إلى أنه لن يعلن عن الخطوات التي سيتم اتخاذها بهذا الشأن.

أما أهالي العسكريين فأعلنوا تأييدهم الكامل للجهود التي يقوم بها فليطي من أجل إطلاق أبنائهم، ولفتوا إلى أن المشنوق أكد لهم أن المقايضة موجودة دون أي شروط.

كما التقى الأهالي الوزير ريفي الذي أكد أن «حياة العسكريين تسمو فوق أي ثمن، ويجب إنهاء هذا الملف سواء عبر التبادل أو المقايضة»، مشيرا إلى أن «كل الجهات السياسية أعربت عن وقوفها إلى جانب العسكريين... كما أن الكثير من السياسيين يؤيدون المقايضة».

وأوضح ريفي خلال مؤتمر صحافي أن ما قام به أهالي العسكريين أزال الكثير من العقبات بهذا الملف، وقال: «أنا شخصيا أعطي نائب رئيس بلدية عرسال أحمد فليطي الثقة بالتكليف»، مشيرا إلى أن فليطي «هو قناة تفاوض مع تنظيم داعش، وهناك قنوات تفاوض مع جبهة النصرة».

وفور انتهاء لقائه بالأهالي اتصل ريفي بفليطي وتداول معه بالوساطة في الملف. وبرز في وقت سابق انزعاج رئيس الحكومة تمام سلام من كثرة المفاوضين في الملف، خصوصا أنه أعلن في مقابلة تلفزيونية مساء الأحد أنه لا علم له بتفويض فليطي وسيطا رسميا.

ويرفض المعنيون بالملف الحديث عن تفاصيل مطالب الخاطفين وما إذا كانت الحكومة اللبنانية بصدد السير بها. وسلمت جبهة النصرة الشهر الماضي الوسيط القطري السابق أحمد الخطيب 3 مقترحات بشأن تبادل العسكريين المخطوفين لديها.