قمة مصرية ـ صينية اليوم.. ورفع مستوى العلاقات إلى «شراكة استراتيجية»

الرئيس المصري يصل إلى بكين

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يتلقى باقة ورد من طفلة صينية لدى وصوله إلى مطار بكين أمس (الرئاسة المصرية)
TT

وصل إلى بكين أمس الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في زيارة رسمية تستغرق عدة أيام إلى الصين، تلبية لدعوة من الرئيس الصيني شي جين بينغ. وسيعقد السيسي لقاء قمة اليوم مع نظيره الصيني بقاعة الشعب الكبرى في العاصمة بكين، وتعقبها جلسة المباحثات بين الرئيسين بحضور وفدي البلدين، ثم مراسم التوقيع على وثيقة الشراكة الاستراتيجية الشاملة، وكذلك الكثير من الاتفاقيات بين البلدين في عدة مجالات مختلفة.

وصرح السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة، أمس بأن زيارة الرئيس السيسي الحالية إلى الصين تكتسب أهمية خاصة، حيث ستشهد ترفيع العلاقات بين البلدين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، كما سيتم خلالها التوقيع على كثير من اتفاقيات التعاون الثنائي بين البلدين.

وأضاف السفير يوسف أن الرئيس السيسي سيعقد لقاءات مكثفة خلال الزيارة مع كبار المسؤولين الصينيين، وفي مقدمتهم الرئيس الصيني ورئيس الوزراء ورئيس البرلمان، ووزير دائرة العلاقات الخارجية بالحزب الشيوعي الصيني، وذلك بالإضافة إلى لقاءات مع ممثلي مجتمع الأعمال الصيني ومجلس الأعمال المصري – الصيني المشترك، ورؤساء كبريات شركات السياحة الصينية، وكذلك مع رؤساء الجامعات الصينية. مشيرا إلى أن الزيارة ستشمل أيضا زيارة لمدينة شينغدو، يتفقد خلالها الرئيس المصري عددا من المصانع العاملة في مجالي الطاقة والتكنولوجيا.

وكان الرئيس المصري قد وصل ظهر أمس إلى مطار بكين، حيث كان في استقباله نائب وزير الخارجية الصيني لشؤون شمال أفريقيا وغرب آسيا، ولفيف من السفراء العرب المعتمدين لدى بكين، والسفير مجدي عامر سفير مصر لدى الصين وأعضاء البعثة الدبلوماسية المصرية، وسفير الصين بالقاهرة.

ويلتقي الرئيس المصري، الذي تبدأ زيارته الرسمية اليوم، بنظيره الصيني بقاعة الشعب، حيث ستقام مراسم الاستقبال الرسمية التي تعقبها جلسة المباحثات بين الرئيسين بحضور وفدى البلدين، ثم مراسم التوقيع على وثيقة الشراكة الاستراتيجية الشاملة. كما يعقد السيسي عدة لقاءات مع المسؤولين الصينيين لاستعراض سبل تعزيز العلاقات الثنائية، لا سيما في شقها الاقتصادي، على الصعيدين التجاري والاستثماري.

وعلى الصعيد الإقليمي، ستشهد المباحثات بين البلدين تبادل وجهات النظر إزاء عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، والتي يأتي في مقدمتها مكافحة الإرهاب وضرورة تكاتف جهود المجتمع الدولي لمواجهته، وتطورات الأوضاع في عدد من دول منطقة الشرق الأوسط، وبحث سبل التعاون والتنسيق لمكافحة الفكر المتطرف والحيلولة دون انتشاره، كما ستتناول المباحثات مع رئيس البرلمان الصيني سبل تعزيز العلاقات البرلمانية بين البلدين عقب انتخاب مجلس النواب الجديد في مصر.

وتأتي زيارة الرئيس السيسي إلى الصين لتدشن مرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين، حيث إن رفع مستوى العلاقات بين البلدين إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية الشاملة»، وهو المستوى الذي تحتفظ به الصين مع عدد محدود من دول العالم، يستهدف توثيق العلاقات الثنائية على كل الأصعدة السياسية والاقتصادية والعسكرية والتكنولوجية.

من جانبه، أكد السفير مخلص قطب، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، أن زيارة الرئيس السيسي لبكين تأتي في إطار رؤية شاملة لسياسة مصر الخارجية تصب في خانة وهدف تحقيق المصالح الاستراتيجية لمصر.

وقال السفير قطب في تعليق له أمس إن «زيارة الرئيس الروسي المرتقبة لمصر وزيارات الرئيس السيسي الخارجية للدول العربية والأفريقية والأوروبية تحكمها اعتبارات مصالح الشعب المصري، وتتفق مع أهداف السياسة الخارجية المصرية وتوازنها في علاقاتها الدولية».

ومن المنتظر أن يتم خلال الزيارة عدة لقاءات مهمة مع رؤساء أكبر الشركات الاقتصادية الصينية متعددة الأنشطة، ومن بينها شركات لها استثمارات في مصر وترغب في التوسع، بالإضافة إلى عقد لقاء مع أكبر شركات متخصصة في مجال السياحة، وذلك لدعم وتنشيط حركة السياحة الوافدة إلى مصر، واستعادتها لسابق عهدها كمساهم أساسي في الدخل القومي المصري، لا سيما أن الصين تعد حاليا أكبر دولة مصدرة للسياحة على مستوى العالم، حيث وصلت أعداد السائحين الصينيين إلى ما يناهز 130 مليون سائح سنويا.

وتكتسب هذه الزيارة أهمية كبيرة لرغبة البلدين في تعظيم الشراكة الاستراتيجية والسعي لتعميق العلاقات والسعي للاستفادة من التجربة الصينية للارتقاء بالاقتصاد المصري، ومحاولات لجذب استثمارات وشركات صينية والتأكيد على مشاركة الصين في المؤتمر الاقتصادي في مارس (آذار) المقبل لتحقيق تنمية اقتصادية قوية.

وبلغت قيمة الاستثمارات الصينية في مصر هذا العام 400 مليون دولار، وهو ما تسعى مصر لزيادته، فقد بلغ حجم التبادل التجاري بين مصر والصين خلال الفترة من يناير (كانون الثاني) 2014 إلى سبتمبر (أيلول) 2014 نحو 8.5 مليار دولار بنسبة زيادة قدرها 16 في المائة مقارنة بالعام الماضي 2013. كما بلغت نسبة الصادرات المصرية نحو 922 مليون دولار وبلغت الصادرات الصينية لمصر نحو 7.6 مليار دولار، ليصل ميزان العجز التجاري بين البلدين نحو 6.7 مليار دولار.

ويرجع تاريخ العلاقات المصرية الصينية إلى تبادل التمثيل الدبلوماسي في عام 1956، وتطورت العلاقات بين البلدين حتى عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، الذي زار الصين 8 مرات، كما زارها الرئيس الأسبق محمد مرسي في بداية توليه منصبه.