دمشق تسمح بإرسال المساعدات إلى مناطق محاصرة

مقتل 4 أطفال بقصف وتضارب حول إسقاط النظام طائرة إسرائيلية

مسلح من المعارضة مع سلاحه يركب دراجة في منطقة جوبر بريف دمشق أمس (رويترز)
TT

قتل 4 أطفال على الأقل وأصيب 10 آخرون بجروح في غارة نفذتها طائرة حربية سورية مستهدفة حافلة مدرسية في إدلب، شمال غربي البلاد، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، وأعلنت منظمة الصحة العالمية أن الحكومة السورية وافقت على إرسال الأدوية والإمدادات الجراحية إلى 3 مناطق كان عمال الإغاثة غير قادرين على دخولها بانتظام ومن بينها مدينة حلب التي تسيطر عليها المعارضة.

وقالت إليزابيث هوف ممثلة المنظمة في سوريا لوكالة «رويترز» إن المناطق التي سمحت دمشق بدخول الإمدادات إليها هي حلب ومنطقة المعضمية المحاصرة في دمشق والغوطة الشرقية خارج العاصمة.

وقال المرصد «قتل ما لا يقل عن 4 أطفال وسقط ما لا يقل عن 10 جرحى معظمهم دون سن العاشرة جراء غارة نفذتها طائرات النظام الحربية استهدفت حافلة صغيرة تقل تلاميذ في المرحلة الابتدائية».

وأضاف أن الحافلة استهدفت أثناء عودتها من مدرسة «من قرية جوباس إلى بلدة سراقب» في محافظة إدلب التي يسيطر النظام على عاصمتها فيما تسيطر جبهة النصرة، الفرع السوري لتنظيم القاعدة، على معظم مناطقها.

وبينما تضاربت المعلومات حول إسقاط النظام السوري مساء الأحد طائرة استطلاع إسرائيلية، شنّت طائرات النظام غارات على محيط مطار أبو الظهور العسكري في دير الزور، وقال مدير المرصد، رامي عبد الرحمن إنّ «داعش» سيطر على البناء الأبيض في جنوب شرقي مطار دير الزور العسكري، وانسحب منه نتيجة القصف العنيف على المبنى، واستولى على أسلحة وذخيرة وصواريخ مضادة للدروع.

ونفذت طائرات النظام السوري عدة غارات على مناطق في محيط المطار بالتزامن مع قصف قوات النظام لمناطق في محيط المطار.

وتمكنت القوات النظامية من صد هجوم على مطار دير الزور العسكري في الأسبوع الأول من ديسمبر (كانون الأول)، بعد أن نجح تنظيم داعش المتطرف في اقتحامه والتقدم فيه.

ويعتبر مطار دير الزور العسكري «الشريان الوحيد» المتبقي للنظام في المنطقة الشرقية. ويستخدم كذلك لانطلاق الطائرات الحربية والمروحية في تنفيذ غارات على مواقع التنظيمات الجهادية ومناطق خاضعة لمقاتلي المعارضة في أنحاء عدة من سوريا. وهو عبارة عن قاعدة عسكرية كبيرة.

وكان قد قتل الأحد 20 عنصرا على الأقل من التنظيم في هجوم جديد شنه مقاتلو التنظيم على المطار، وفق ما أفاد المرصد.

وبعدما كانت «وكالة سانا» نقلت عن مصدر عسكري سوري إسقاط طائرة استطلاع إسرائيلية مساء الأحد، نقلت أمس، صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية على موقعها الإلكتروني عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي لم تسمه أن «لا علم للجيش بإسقاط آلية جوية في سوريا».

وقالت: «سانا» «أعلن مصدر عسكري إسقاط طائرة استطلاع إسرائيلية من دون طيار فوق محافظة القنيطرة»، موضحا أن «الطائرة وهي من نوع (سكاي لارك 1) أسقطت قرب قرية حضر» في شمال المحافظة. وتابع المصدر أن الطائرة «يبلغ طولها 200 سم وعرضها 312 سم ومدى الطيران 20 كلم وتتم قيادتها من محطة أرضية». ولم يحدد المصدر تاريخ إسقاط الطائرة.

في المقابل، نقلت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية على موقعها الإلكتروني عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي لم تسمه أن «لا علم للجيش بإسقاط آلية جوية في سوريا».

ويأتي إعلان سوريا عن إسقاط طائرة الاستطلاع بعد أسبوعين على اتهامها إسرائيل بشن غارتين على منطقتين قرب دمشق، منددة بما اعتبرته «دعما مباشرا» إسرائيليا للمعارضة والإسلاميين المتطرفين الذين يحاربون نظام بشار الأسد.

وامتنعت إسرائيل عن تأكيد شن الغارتين، إلا أنها شددت على لسان وزير الاستخبارات يوفال شتاينيتز أنها مصممة على منع «نقل أسلحة» من سوريا إلى «حزب الله» اللبناني الذي يقاتل إلى جانب نظام الأسد.

وكان الجيش الإسرائيلي وسلاحه الجوي شنا عدة غارات على مواقع في سوريا منذ بداية النزاع الدامي في سوريا في مارس (آذار) 2011. كما استهدف سلاح الجو الإسرائيلي في سوريا بنى تحتية لـ«حزب الله» اللبناني أو أسلحة كانت موجهة إليه.

وتحتل إسرائيل منذ 1967 نحو 1200 كلم مربع من هضبة الجولان السورية التي أعلنت ضمها في قرار لم يعترف به المجتمع الدولي. وتبلغ مساحة الجزء غير المحتل نحو 512 كلم مربعا.

وتجددت أمس، الاشتباكات، بين «جبهة النصرة» ولواء شهداء اليرموك التابع للجيش السوري الحر قرب بلدة نافعة الخاضعة لسيطرة اللواء غرب محافظة درعا وسُمع دوي انفجارات وقصف متبادل بقذائف الهاون والدبابات في منطقة وادي اليرموك، وفق ما ذكر «مكتب أخبار سوريا».

وأتى ذلك، بعد إعلان لواء شهداء اليرموك عن إيقاف موافقته على مبادرة حل الخلاف التي طرحتها «حركة المثنى الإسلامية» منذ يومين والتي نصت على إيقاف القتال ورفع القضية لمحكمة دار العدل الموحدة، مبررا ذلك بأن النصرة تحتجز مقاتلين جرحى من اللواء بحاجة لرعاية طبية متهما الجبهة بـ«إساءة» معاملة أسرى اللواء منذ اعتقالهم في بداية المواجهات قبل أسبوع.

يُذكر أن المواجهات بين الطرفين مستمرة لليوم السابع على التوالي بعد قيام اللواء باعتقال 3 مقاتلين من النصرة وزوجة أحدهم بتهمة محاولة اغتيال مجموعة من قيادات اللواء، لتقوم النصرة بمحاصرة منطقة وادي اليرموك الخاضعة لسيطرة اللواء ومهاجمة عدد من مواقعهم بعد اتهام النصرة للواء بمبايعة تنظيم داعش، الذي يخطط لإقامة إمارة بريف درعا الغربي، حسب اتهامات «النصرة».