أبدى رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم عبد الخالق مسعود تفاؤله بتحقيق منتخب أسود الرافدين نتائج مميزة في بطولة آسيا المرتقبة في سيدني، مبينا أن التغيرات الفنية التي أجريت على المنتخب العراقي بعد الخروج المخيب وبنقطة وحيدة من بطولة كأس الخليج (22) التي أقيمت في الرياض سيكون له أثر واضح في البطولة الآسيوية التي حقق المنتخب العراقي نسختها قبل الماضية في عام 2007.
وبين مسعود في حوار خاص لـ«الشرق الأوسط» أنه لا خوف على كرة القدم العراقية في ظل وفرة المواهب والحماس الكبير الذي عرف عن اللاعب العراقي في المناسبات والاستحقاقات الدولية. وشدد على أن الإخفاق الذي حصل في بطولة الخليج الأخيرة لن يتكرر مجددا في بطولة آسيا، كون الظروف متفاوتة بين المناسبتين، متمنيا أن يظهر أسود الرافدين المستويات المتوقعة منهم في هذه البطولة.
كما عبر عن تفاؤله بأن تكون الزيارة التي من المقرر أن يقوم بها الأمير علي بن الحسين نائب رئيس الاتحاد الدولي وعدد من أعضاء اللجنة الفنية بالاتحاد الدولي (الفيفا) ستسفر عن خبر سار للعراقيين يتمثل في رفع الحظر عن الملاعب العراقية. وكشف الكثير من الأمور في ثنايا هذا الحوار:
* بداية، كيف ترى حظوظ المنتخب العراقي في نهائيات كأس آسيا المقبلة في أستراليا, وهل هناك صعوبة بالغة في عبور الدور الثاني، وخصوصا في ظل وجود اليابان المرشح الدائم وحامل اللقب، وكذلك الأردن المتطور في السنوات العشر الأخيرة، وكذلك المنتخب الفلسطيني الطامح لإنجاز غير مسبوق في مشاركته الأولى في النهائيات؟
- من المؤكد أن المجموعة ليست سهلة كحال كل المجموعات، حيث إن هذه البطولة تمثل الحدث الأهم في القارة الآسيوية، إضافة إلى تصفيات كأس العالم، ولذا يجب أن يكون المنتخب الطامح لتحقيق إنجاز جاهزا من كل النواحي لتقديم الصورة القوية. وحقيقة المنتخب العراقي وبعد الإخفاق الكبير والمفاجئ في بطولة الخليج الأخيرة في الرياض استعد بشكل مناسب لهذه البطولة من خلال المعسكر الإعدادي في دولة الإمارات العربية، ومن ثم التوجه إلى أستراليا، حيث سيخوض المنتخب عددا من المباريات الودية القوية أمام إيران في الرابع من يناير (كانون الثاني) الحالي, إضافة إلى مناورات قوية مع فرق أسترالية قبل الدخول في المعترك القاري.
* تم تغيير الجهاز الفني السابق والذي كان بقيادة المدرب حكيم شاكر، وتم التعاقد مع المدرب راضي شنيشل بنظام الإعارة من نادي قطر القطري، هل العلة كانت في المدرب السابق، خصوصا أنه حقق نتائج مميزة في عدة مناسبات وقاد منتخب الشباب إلى نهائيات كأس العالم 2013 ووصل إلى نهائي خليجي 21 في البحرين, أم أن الأمر استلزم التضحية بشخص فكان الأسهل هو حكيم، وهل المدرب المؤقت قادر على صنع شيء كثير مع منتخبكم؟
- بالنسبة للمدرب حكيم شاكر من المدربين الأكفاء في العراق وسبق أن حقق نتائج مميزة مع المنتخبات العراقية، وتم توقيع عقد معه قبل كأس الخليج الأخيرة، وهذا يدل على أن هناك قناعة بإمكانيات هذا المدرب، وكما يعلم الجميع أننا كاتحاد منتخب حديثا نبحث عن إسعاد الجماهير والرياضيين العراقيين بشكل عام، وبعد أن أخفق المنتخب العراقي في بطولة الخليج الأخيرة وظهر بمستوى مهزوز ونتائج صادمة جدا ارتفعت الأصوات المطالبة بالتغيير في الجهاز الفني, وتم التشاور مع أسماء لها ثقلها في التقييم الرياضي الفني، ومن المستحيل أن يتم تغيير جميع اللاعبين وبقاء المدرب، وهذا غير موجود في أي دولة في العالم وكون الوقت ضيق كان الخيار الأنسب هو الاستغناء عن خدمات حكيم وتقديم الشكر الجزيل له على جهوده التي بذلها, وتم التعاقد بشكل مؤقت مع المدرب راضي شنيشل، وهو كذلك من المدربين الأكفاء وقاد المنتخب الأولمبي في أولمبياد لندن, ويعرف إمكانيات جميع اللاعبين بكونه أشرف على غالبيتهم ويتابع مستويات البقية، ووافق الأشقاء القطريون على إعارته لقيادة المنتخب في البطولة الآسيوية والجميع متفائل بأن يحقق أسود الرافدين مستويات فنية كبيرة في هذه البطولة القارية الأقوى.
* ما حظوظ المنتخب العراقي في النسخة القارية القادمة؟
- ستكون حظوظنا كبيرة، وخصوصا أن لاعبينا ورغم أن غالبيتهم من الوجوه الشابة فإنهم سبق وأن خاضوا منافسات كبرى على مستوى الفئات السنية ولديهم الحماس والرغبة في الإنجاز، وأتمنى أن نصل أولا إلى الدور الثاني، ومن ثم نفكر للأبعد, حيث يتوجب علينا أن نشق الطريق خطوة بخطوة، ونعتبر كل مباراة تحديا كبيرا لنا.
* ما الخطوة الأصعب بالنسبة للمنتخب العراقي في البطولة القادمة؟
- بكل تأكيد ستكون المباراة الافتتاحية ضد المنتخب الأردني صعبة بكون كل منهما يطمح للوصول للدور الثاني، إضافة إلى المنتخب الياباني القوي، وبعد أن نتجاوز المباراة الأولى ضد الأردن يمكن أن تتعزز حظوظنا في العبور إلى الدور الثاني من هذه البطولة.
* هل يمكن للمنتخب العراقي أن يكون بطلا للنسخة القادمة، خصوصا بعد أن فاجأ الجميع في النسخة قبل الماضية 2007، وفاز باللقب بعد الفوز في المباراة النهائية على المنتخب السعودي؟
- لا يوجد أمر مستبعد في كرة القدم، وأعتقد أن المنتخب العراقي لديه كل الإمكانيات للمنافسة، وعملنا كاتحاد على توفير كل متطلبات النجاح والأجواء الصحية لعودة الفرح مجددا للشارع الرياضي العراقي من خلال الفوز مجددا ببطولة آسيا وإعادة التاريخ إلى الوراء 8 سنوات.
* أخيرا، من المقرر أن يزور وفد من الاتحاد الدولي لكرة القدم برئاسة نائب رئيس الاتحاد الدولي عن قارة آسيا الأمير علي بن الحسين العراق بعد نهائيات كأس آسيا المقبلة من أجل بحث إمكانية رفع الحظر عن استضافة العراق المباريات الدولية على أرضه، ما الذي تتوقعه من هذه الزيارة، وهل أنت متفائل برفع الحظر مما يمهل لمنح العراق فرصه استضافة خليجي 23 في البصرة؟
- من المعروف أن الأمير علي بن الحسين وبرفقة ثلاثة من أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي (فيفا) سيزورون بغداد وأربيل بعد نهائيات كاس آسيا في أستراليا مباشرة في إطار سعيه لتبني ملف رفع الحظر عن الملاعب العراقية، وهذا سيكون خطوة للأمام في إطار المساعي التي نبذلها ونلقى من خلالها دعما من الكثير من الأشقاء لرفع الحظر وعودة الحياة للملاعب العراقية من خلال استضافة المباريات الدولية على أرضنا، وكذلك أن نحظى باستضافة الأشقاء في الخليج من خلال بطولة خليجي 23 في البصرة، وأرى أن كل المؤشرات تفيد بأن الملاعب العراقية ستشهد رفعا للحظر المفروض عليها وسيضع وفد الفيفا في زيارته المقررة اللمسات النهائية قبل صدور قرار الاتحاد الدولي بهذا الاتجاه، نحن متفائلون كثيرا بأن الوضع الذي عليه السواد الأعظم من المدن العراقية آمن جدا, فأنا أعيش في أربيل وأوجد 4 أيام في بغداد وهذا يعني أن التنقل آمن بين غالبية مناطق العراق وخصوصا الرئيسية، الإرهاب بعيدا عن المناطق التي نطمح أن نستضيف فيها المباريات، وهناك تهويل إعلامي أحيانا بشأن الوضع في العراق، ولذا أعتقد أن وقوف الأمير على بن الحسين ومرافقيه من وفد الفيفا على الوضع في العراق سيغير الكثير من النظرة السائدة.