خلال الاجتماعات التي جرت بين عدد من القادة القبليين والعسكريين الليبيين وحضرت «الشرق الأوسط» جانبا منها كانت هناك العديد من النقاط على الهامش، هذه أبرزها:
* خليفة حفتر وجماعة رئاسة الأركان يقولون لو أتيت بالقائد العسكري علي كنة، وغيره من القيادات الكبيرة السابقة، سيقال إن هؤلاء محسوبون على نظام القذافي، وإن هؤلاء من الأزلام. لكن إذا أراد الجيش الحالي فعلا أن يستعين بمثل هؤلاء القيادات فليستعن بهم دون أن يعلم أحد. هؤلاء لا يحبون أصلا الظهور في الإعلام كما أن الجيش لا ينبغي عليه أن يعلن عن أسماء قياداته.
* ليست مشكلة الجيش الحالي في التسليح، ولكن في التنسيق. ليبيا تقع تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة منذ 2011 ولا يحق لها شراء سلاح من الخارج، لكن الحصول على أسلحة ميسر من السوق الدولية السوداء بما في ذلك الأسلحة المتطورة.
- قوة «فجر ليبيا» تملك دبابات أكثر مما يمتلكه الجيش التونسي. ويمكن أن يكون لديها صواريخ سكود. لكن الدبابات والصواريخ ليست لها فاعلية في هذا النوع من المعارك التي يدور أغلبها في المدن. الأسلحة التي لها فاعلية هي الأسلحة المحمولة على السيارات مثل مدافع 14.5مم و23مم. هذه حرب مدن فيها أزقة وحوارٍ وشوارع. وليست حربا مفتوحة حتى تستخدم فيها الأسلحة بعيدة المدى. ويكفي لغارة جوية واحدة بالطيران على مخزن من مخازن الأسلحة والدبابات في مصراتة، أن تقضي على تلك الأسلحة والآليات بالكامل.
* مدينة صبراتة.. كان أحد زعاماتها من الإسلاميين الموالين لتنظيم القاعدة، ويدعى عمر المختار وقتل مؤخرا.. وهو الذي أسهم في أن تتحول صبراتة لحاضنة شعبية للمتطرفين من الجانب القبلي، خاصة أن فيها قبائل كبيرة لديها امتدادات على جانبي الحدود مع تونس.. ومقتل المختار تسبب في هزة للميليشيات في صبراتة.
* الميليشيات المتطرفة منذ دخلت مدينة سرت في 2011 لم تخرج منها، وأقامت منذ ذلك الوقت نقاط ارتكاز في المدينة، لكن ليس لها وجود عددي كبير. عددهم بالمئات. ومطار سرت لم يعد يعول عليه. مجرد مهبط مثله مثل مطار سبها، لكن بالنسبة للمعدات والأجهزة فقد سرقت كلها، وهو إجمالا غير صالح للاستعمال.
* الصراع أصبح مغلفا بالصراع الديني والصراع السياسي لكنه في الحقيقة صراع قبلي. يوجد في «فجر ليبيا» متطرفون من عدة قبائل بما فيها تلك المتهمة بمناصرتها للقذافي، لكن أعدادهم صغيرة ولا يشكل أي شيء داخل تلك القبائل. على سبيل المثال هناك من بني وليد أي من قبيلة ورفلة، نحو 150 مقاتلا مع «فجر ليبيا» لكن أصبح ممنوعا عليهم دخول بني وليد. لا يمكن أن يجرؤوا على دخولها.
* الزنتان كانت قاب قوسين أو أدنى من السقوط في يد ميليشيات «فجر ليبيا»، قبل شهر، بعد أن تمكنت هذه الميليشيات من دخول ورشفانة وغريان وككلة، وأصبحوا على مشارف الزنتان. وعندها جرت اجتماعات مع ضباط وجنود من الجيش السابق، وجرى أخذ ورد، إلى أن اقتنع عدد منهم بـ«عدالة المعركة»، وعادوا للقتال في صفوف قوات الجيش الوطني، لكن وبسبب عدم حسم موضوع الشعارات السياسية (الخاصة بثورة فبراير) جرت تسمية الفرق العسكرية التي تقاتل مع الزنتان باسم «جيش القبائل» مؤقتا.